اتحاد كرة أم مديرية تموين؟

روناهي / قامشلو ـ

---

رغم شكوى الأندية من أوضاعها المادية المزرية وما بين الصدق من عدمه من كلام هذه الأندية التي تلعب في الدوري السوري “الممتاز”، تتزايد العقوبات المالية ضد هذه النوادي من قبل الاتحاد “العربي” السوري التابع لحكومة دمشق، لدرجة الشك فيه على أنه اتحاد كرة بقدر ما هو يشبه مديرية تموين والتي لا يمر يوم ولا تقوم بضبط مخالفات تموينية في المحلات والأسواق.

وعرفت الكرة السوريّة منذ عقود والتي تقام تحت مظلة الاتحاد “العربي” السوري لكرة القدم بقرارات مجحفة ومنها مضحكة، ولكن منذ عامين تقريباً باتت الغرامات والعقوبات المالية تكرر وتزيد في حق الأندية السورية لكرة القدم وخاصةً التي تلعب في الدوري “الممتاز” والذي ينتقده الرياضيون كثيراً وخاصةً بشأن التسمية أي “الممتاز” وينتقدون حالة الملاعب والأندية ويقولون بالفعل دوري “ممتاز”!.

وفي الموسم السابق 2020 ـ 2021، زادت العقوبات من قبل الاتحاد “العربي” السوري لكرة القدم على الأندية وخاصةً المالية، حيث كانت عقوبة نادي الفتوة في ذلك الموسم قياسية وبلغت عشرين مليون ل.س، وذلك بسبب أعمال الشغب عقب مباراة جمعت بين الفتوة والاتحاد بدمشق.

ولم نعد نعلم هل هذا اتحاد كرة قدم أم مديرية تموين؟ همه فقط مخالفة الآخرين لكسب المال، فقد أعلن الاتحاد “العربي” السوري لكرة القدم، فرض غرامات مالية على عدد من الأندية، عقب الجولة الثانية من بطولة الدوري “الممتاز”، بسبب خروج الجماهير عن النص في المواجهات التي أُقيمت الأسبوع الماضي.

وجاءت قرارات لجنة الانضباط في جلسة الاثنين المنصرم، بعد الاطلاع على تقارير مراقبي وحكّام مباراة ديربي اللاذقية بين تشرين وحطين، ومباراة القمة بين الاتحاد أهلي حلب والفتوة.

وقررت لجنة الانضباط الآتي:

– تغريم نادي حطين مليون ليرة سوريّة، لاستخدام جماهيره الألعاب النارية والقنابل الدخانية في مباراة تشرين.

– تغريم نادي تشرين مليون وخمسمائة ألف ليرة سوريّة، لقيام جماهيره برمي أرض الملعب بالزجاجات الفارغة أمام حطين، ومليون وخمسمائة ألف ليرة أخرى لقيام جماهيره بشتم طاقم التحكيم.

– تغريم نادي الفتوة مئتي ألف ليرة سوريّة، لتأخّره بتسليم قائمة اللاعبين إلى الحكم الرابع لمدة عشرين دقيقة عن الوقت المحدد في مباراة أهلي حلب.

– تغريم نادي أهلي حلب مليون وخمسمائة ألف ليرة سوريّة، لقيام جماهيره بشتم الفريق المنافس خلال مباراة الفتوة.

– مخاطبة الأمانة العامة للاتحاد العربي السوري لكرة القدم لتحديد صفة دحام السلطان في نادي الجزيرة، لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقه بحسب لائحة الأخلاق والإجراءات التأديبية لإساءاته المتكررة إلى هيئات ولجان الاتحاد من خلال مداخلاته بعدة برامج رياضية واحتفاظ الأشخاص والجهات المعنية بحق الادعاء الشخصي من خلال قانون الجريمة في الجمهورية العربية السورية.

كما البند الأخير في العقوبات هو مجحف بحق رياضي من الحسكة بعد انتقادات واسعة من قبله للجهات المعنية بكرة القدم التابعة لحكومة دمشق، وتسمية الأشخاص والحديث عن فسادهم، مما دعا فرض عقوبات بحقه، وقد يصدر قرار آخر يصل لفصله من أسرة اتحاد كرة القدم.

تشرين يردُّ على العقوبات

 من جانبه رد مجلس إدارة نادي تشرين على العقوبات التي أصدرتها لجنة الانضباط بالاتحاد “العربي” السوري لكرة القدم، بحقه عقب ديربي اللاذقية أمام حطين.

وخسر تشرين لقاء الديربي أمام حطين بهدف دون رد، الجمعة الماضي، في مباراة شهدت قرارات تحكيمية مثيرة للجدل، أبرزها إلغاء هدفين للبحارة “تشرين”.

وأثارت القرارات التحكيمية جماهير تشرين التي وجهت شتائم للحكام، وهو السلوك الذي تسبب في معاقبة النادي عبر لجنة الانضباط.

وفرضت اللجنة غرامة مالية مليون وخمسمائة ألف ليرة سوريّة على نادي تشرين “بسبب قيام جماهيره برمي أرض الملعب بالزجاجات الفارغة أمام حطين”.

كما غرمته “مليون وخمسمائة ألف ليرة أخرى لقيام جماهيره بشتم طاقم التحكيم”.

وجاء في بيان رسمي للنادي السوري على الشكل التالي:

 “تأسف إدارة نادي تشرين من العقوبات الأخيرة التي صدرت عن لجنة الانضباط في اتحاد كرة القدم بحق النادي”.

وأضاف البيان: “لنقل إننا أيقنّا تماماً بعقوباتكم بحق نادينا وجماهيرنا التي لم تمثل إلا فئة قليلة جداً من أغلبية الجمهور التشريني والتي جاءت كردة فعل بسيطة جداً تجاه ظلم تحكيمي كبير تمثل بخمسة حالات (فقط لا غير) كانت كفيلة بتحويل مجرى المباراة وخساراتنا اللقاء والنقاط الثلاث”.

وأشار: “وهنا نطرح السؤال من يُعيد حقوقنا إلينا بنقاط المباراة، ومن قراراتكم المجحفة الصادرة والناتجة عن حكامكم؟”.

ونوه البيان: “لقد كانت جماهيرنا في هذه المباراة في غاية الانضباط والروعة ونشكرهم فرداً فرداً لأنهم تمكنوا من ضبط أعصابهم على كل ما شاهدوه من ظلم كبير أدى إلى حزنهم على خسارة فريقهم بقرارات تحكيمية ظالمة”.

وزاد: “التجاوزات وقعت من أعداد قليلة جداً “ربما لم تستطع ضبط أعصابها ليقوم بعدها طاقم التحكيم بإكمال ظلمه بدل أن يطأطأ رأسه خجلاً من أخطائه الفادحة ليخرج بتقرير يشكو الجمهور إلى لجنة الانضباط” بحسب نص البيان.

واختتم بيان نادي تشرين السوري وحامل اللقب للنسخة السابقة من الدوري: “اتحاد كرتنا العزيز لقد أمنت حماية وغطاء لحكامك ومراقبيك ولجانك للتشفي بأي نادٍ، ولم تؤمّن أدنى الحقوق لأنديتك فاعذر جماهير الأندية، واعلم تماماً أن هذه التصرفات ستجعل الدوري يذهب إلى نفق مجهول بنهايات غير معروفة أبداً”.

كما ظهرت انتقادات واسعة عبر صفحات التواصل الاجتماعي لاستمرار فرض العقوبات المالية من قبل الاتحاد “العربي” السوري لكرة القدم، وعدم الاهتمام بالواقع التحكيمي والبنية التحتية للملاعب، وعقّب أحدهم بالتالي:

“بدك تعاقب عاقب بالمعقول ما تجي تعاقب بكل جولة ملايين وبنهاية الدوري بتعطي مكافأة للبطل ما بتوصل 20 مليون يعني الفرق بيطلع كسور 200 مليون بس عقوبات.

صلحوا الأرضيات وركبوا فار وأعطوا كل فريق حقه وزيدوا المكافأة يا خلينا نترحم على كرة القدم بسوريا لأنه الوضع لا يطاق”.

إن العقوبات المالية لم تُجدِ نفعاً من قبل “العربي” السوري لكرة القدم في ضبط الشغب الجماهيري الذي يحصل بسبب التحيز من قبل بعض الحكام وتخاذلهم ونقص مستواهم التحكيمي والذي يتسبب دائماً في خروج الجماهير عن طورهم ولتصل لحد الاشتباكات بين جماهير الأندية وكسر المقاعد المتواجدة في المدرجات ورمي الزجاجات الفارغة وسب وشتم الحكّام.