القائد أوجلان لا تليق به سوى الحرية..

قامشلو/ دعاء يوسف –

على جميع الشعوب التي تسعى للحرية، أن ترفع صوتها عالياً مطالبةً ليس فقط بتخفيف إجراءات العزلة وإلغائها بل بالإفراج الفوري عن المفكر والفيلسوف القابع في السجون التركيّة منذ أكثر من أربع وعشرين عاماً، المناضل من أجل الحرية؛ هذا ما أكده عضو مجلس ناحية قامشلو، وعضو لجنة الثقافة والفن جميل أحمد.

تحولت العزلة المشددة على القائد عبد الله أوجلان والتي استمرت لـ 24 عامًا إلى تعذيب ممنهج، فقد هاجم الاحتلال التركي شعوب المنطقة والعالم التواقة للحرية بشخص القائد أوجلان نفسه ظنناً منه أنه بذلك سيكون قادراً على مد بساطه فوق شعوب الحرية وإبادتهم.

دافع القائد أوجلان عن حرية الشعب الكردي وجميع الشعوب المضطهدة، وساهم بنشر الفكر الديمقراطي بينهم لذا؛ فإن المؤامرة التي حيكت شباكها كانت بداية لانطلاق هجمات الإبادة للشعوب التي تسعى لحريتها من السياسات التعسفية التي تتربص بهم، وخاصةً الكرد، لتبدأ عمليات الإبادة ضد فكر القائد أوجلان في جميع أجزاء كردستان، إلا أن النهج الذي انتهجه القائد أوجلان كان أملاً كبيراً انتشر ليس فقط بين أجزاء كردستان الأربعة بل في جميع أنحاء العالم.

جدّدت قوى الإبادة الجماعية التي عانت من ضربات الموت، من أجل الانتقام لنفسها ومواصلة سياسات الإبادة الجماعية ومنها الحرب الخاصة وأعادت تأسيسها، وبالتالي فإن أحد الجوانب الرئيسة للحرب العالمية الثالثة يتم شنه كحرب إبادة جماعية ضد الشعب الكردي، لهذا السبب قال القائد أوجلان “عزلتي هي عزلة كردستان كلها”، ومن هذا المنطلق يتم تنفيذ العزلة كسياسة دولية.

“عزلوه عن العالم ولكن صوته مازال حاضراً”

وبهذا الصدد التقت صحيفتنا “روناهي” بعضو مجلس ناحية قامشلو، وعضو لجنة الثقافة والفن “جميل أحمد” والذي حدثنا عن السياسات التي تنتهجها دولة الاحتلال التركي ضد القائد أوجلان: “لا يتم تطبيق القانون أو أية حقوق، وسط إجراءات أمنية مشددة في جزيرة إمرالي، كما لم يسمح الاحتلال للمحامين بإجراء لقاء مع القائد لمدة طويلة، ولا يتوفر لدينا معلومات كافية عن صحته، مع أن هناك لقاءات قصيرة تجري مع معتقلين آخرين في بعض الأحيان”.

وتابع أحمد: “بات القائد أوجلان إرادة الملايين من الناس، منقطعًا عن العالم الخارجي، ولكن صوته وفكره مازال حاضراً، وبالرغم من العزلة المفروضة عليه، استطاع أن يرشدنا إلى بداية الطريق لنسير على نهجه”.

قضية العزلة تحوّلت من الشعب للعالم أجمع

إن مسألة العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان، لم تعد تخص الشعب الكردي وحده، بل باتت تخص العالم الديمقراطي بأسره، وتخص الشعوب التواقة إلى الحرية والسلام والعيش المشترك، والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الأفراد وحقوق الشعوب والمجتمعات، وتخص لجنة مناهضة التعذيب الأوروبية CPT فإن ما يجري بين قضبان سجن إيمرالي لم يعد يُسكَت عنه فهو ينتهك كافة الحقوق الإنسانية.

ومن هذا المنظور، بين أحمد أنه يجب ألا تعتبر لجنة مناهضة التعذيب فرضَ فاشية الاحتلال التركي العزلة باسم “الإجراءات الانضباطية” ضد القائد أوجلان أمرًا طبيعيًّا، وهي التي قد صرّحت بنفسها أن العزلة في إمرالي تعذيب وانتهاك لحقوق الإنسان، وطالبت بإزالتها، إذًا في هذه الحالة، يجب عليها تنفيذ قراراتها بنفسها.

ونوه أحمد: “لم تتصرف دولة الاحتلال التركي مطلقًا بشكلٍ قانوني حيال القائد عبد الله أوجلان، بما في ذلك خلال فترة المحاكمة، ولطالما تصرفت بموجب أهداف سياسية وسعت إلى الانتقام، وزيادة الضغوط على الشعوب التي تسير على نهجه وفكره، من خلال العزلة المفروضة عليه”.

حان الوقت ليتحمّل العالم مسؤولياته تجاه الحقيقة

لكن لم يكن الشعب الكردي وحده الذي يتطلّع إلى سماع أية معلومات عن وضع القائد أوجلان، وهذا ما بينه أحمد: “المجتمع الدولي والمثقفون والنساء والشباب الذين أصبحوا ضمير الإنسانية، والذين يناضلون من أجل صحة وسلامة وحرية القائد أوجلان، وانضموا إلى حملة “حان وقت الحرية” كلهم أصبحوا تواقين لسماع معلومات عن وضع القائد أوجلان، وعلى العالم أن يعي أن الحرية والسلام ستتحرر، وتنتشر بتحرر القائد من أسوار سجنه”.

وأشار أحمد إلى أنه في هذه المرحلة، على المجلس الأوروبي ولجنة مناهضة العنف وأي مؤسسة حقوقية أخرى أن تقوم بعمل ضد نظام العزلة الذي يفرضه الاحتلال في إمرالي؛ وزاد: “على العالم أن يقوم بمسؤولياته تجاه القائد، فإن ما تقوم به الدولة التركية في سجونها لهو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان”.

واختتم عضو مجلس ناحية قامشلو، وعضو لجنة الثقافة والفن “جميل أحمد حديثه بالقول: “إن القائد أوجلان والمناضلين في السجون، يُبدون مقاومة كبيرة ضد كل ما يفرضه الاحتلال عليهم، يجب على كل من يقف إلى جانب الحرية والديمقراطية، وخاصةً الشعوب التي تعيش على نهجه وتكبر بأفكاره، اتخاذ إجراءات ضد هذه العزلة اللاإنسانية على القائد أوجلان، والمطالبة بحزم في إطلاق سراحه، فالقائد لا تليق به إلا الحرية”.