سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الخـيلُ عزّة وجمـال وأنيسـة الحِـلّ والترحــال

عبد الله رحيل

كثيرٌ ما نجد في اللغة العربية كلمات، تؤدي الجمع، والمفرد باللفظة نفسها، إذ لا يوجد مفرد لجمع معين، مثل التراب، والعسل، والماء، والهواء، والحليب، واللبن، فهذه الكلمات تطلق على الجمع والمفرد بالكلمة نفسها، وهذا ما يُسمى، اسم الجنس الجمعي، وهو ما نجده في كلمة الخيل، فهي مؤنثة، وواحد الخيل: خائل، مثل: طير، وطائر، وسمي الفرس بذلك؛ لأنه يختال في الحركات والهيئة، وقيل: الخيل هو اسم جمع، لا واحد له من لفظه، واحده فرس، وسمي الفرس فرساً؛ لأنه يفترس مسافات الجو افتراس الأسد، وسُمّيت الخيل خيلاً؛ لاختيالها في المشـية. لهذه المنزلة العظيمة للخيل عند الإنسان في مختلف المجتمعات، والأماكن، والعصور، اتخذ الإنسان منذ القدم، والأزل الحيوان صديقا له، فاعتزّ به وأمن، وآنس، محاكيا بعض الأحيان حياته المجتمعية، والبيئية، فأُنشِئت معه حياة تشاركيّة في مجالات الحياة المتعدّدة، في علاقة ودودة حميدة، حين كانت الصحراء، والبراري مقرًّا له في حلّه وترحاله، وفي بعض الأحيان يبتعد الإنسان عن حياة البشر؛ لما لها من تقلبات، وتبدّلات في أهوائه النفسية؛ فيلجأ إلى عالم الحيوان، يبثّه شعوره، ومحبّته، وألفته، ومشاركته الأعمال.
وقد يصل الإنسان إلى حاجته للحيوان، أكثر من حاجته للكلأ والماء، فقد كان يسعى جاهدا وراء الماء والكلأ، يطوي البيد، ويجوب الأرض؛ بحثا عنهما، فقد كانت حاجته إلى الخيل أكثر، وأعمق، فهي عماد حياته، ليس للتنقّل فحسب، فهذه غاية قامت الإبل مقامها في الغالب، وإنما لشنّ الغارة، وردّ العدوان، حيث أوجدت عندهم غاية تضارع حاجتهم إلى الماء والمرعى، ففي كلا الأمرين الحياة.

ومن هنا كان اهتمام الإنسان بالخيل، وعنايته بتربيتها، وحسن إعدادها، وقد تفنّن الإنسان في طرق امتلاك الخيل، فجعل لها حياة تضارع حياته في المسكن، والمأكل، وطرق التدفئة، وحسن انتقاء الصفات، والأسماء، بل وأحيانا يفقد حياته في سبيل الدفاع عن خيله، أو حيوانه، الذي يقوم على رعايته.
وقد أظهرت النقوش والرسوم، وبعض الكتابات في المغاور، والكهوف القديمة، اهتمام الإنسان بالخيل منذ أقدم الحضارات والعصور، تظهر أنماط المعيشية، التي كانت تُثار للخيل من ممارسات، وطقوس دينية مختلفة، وقد اُكتُشفت في الرسومات القديمة صورة تمثال صغير لحصان في روسيا، وفي كهف لياسكو، وُجدت صورة لتيس عملاق إلى جانب حصان قزم، حيث أنّ هذه الكهوف، والمعابد هي إشارات مقدّسة من العالم الحيواني، ليستحضر الإنسان من خلالها قوّة العالم الموازي، وليقيم نقاط تواصل بين الإنسان والحيوان، وقد بيّنت بعض الروايات، والرسوم، أنّ أول من روض الخيل لغاية العمل، والحرب، والركوب، كانت مدينة آشور قديمًا، هي أوّل من استخدمت سلاح الفرسان والعربات، التي تجرُّها الخيول، وظهرت عند البابليين في استخدامهم لعربات، تجرُّها خيول أربعة، وقد استخدمها البابليون في بناء مدينة بابل، وظهرت الخيول أيضا مشاركة في الحروب، التي كانت تقام، وأظهرت نجاح الحيثيين العسكري في معركة قادش، قديما في سوريا.

 لذلك حظيت الخيول بمكانةٍ كبيرة منذ الزمن الأوّل، واهتمّ بها العرب اهتماماً غير عادي، وتعلّموا علومها، وكتبوا فيها أشعارهم، وظلّت مكانتها في الإسلام حاضرة؛ كونها الوسيلة الأولى في القتال والحروب، وتكمن أهمية الخيل عند المسلمين، فأقسم الله تعالى بالخيْل في سورة العاديات؛ تشريفاً لها، ورفعاً لِذِكْرِها، ووصف حركاتها واحدة واحدة، منذ أن تبدأ عَدْوها وجَرْيها، ضابحةً بأصواتها المعروفة حين تجري، قارعة للصخر بحوافرها، حتى تُورِي الشرر منها، مغيرةً في الصباح الباكر لمفاجأة العدو، مثيرةً للنَّقْع والغبار، غبار المعركة على غير انتظار، وهي تتوسّط صفوف الأعداء على غِرَّة؛ فتُوقِع بينهم الفوضى والاضطراب، قال تعالى: “وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا* فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا* فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا* فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا* فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا”.
وقد شرفها الله تعالى؛ لما لها من أهميّة كبرى في آيات عديدة في القرآن الكريم، حيث شرّفها لعزتها، ولقوّتها من أعظم الأعوان، ودفعا للعدوان، وقد بيّن الله تعالى الخيول أنّها زينة في الحياة الدنيا، وتؤخذ للركوب، ووسيلة للدفاع عن الأهل والأرض، وقد وُصفت الخيل بالفضيلة والكمال في حالة وقوفها، وحركتها، فعند وقوفها وُصفت بالصفون، وفي حال حركتها بالجودة، فكانت سريعة في جريّها، فإذا طلبت لحقت، وإذا طُلبت لم تلحق، قال تعالى:
(وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)
وقد تنامت أشراف الخيل باهتمام الإنسان على مرّ التاريخ والعصور؛ لما لها من أهمية كبيرة في الحياة، وقد اتّسمت بصفات منفردة عن باقي المخلوقات، فقد أفردوا العرب للحصان صفات كريمة، وعديدة، فقد شبّهوه بالنعامة، والظليم، وشبّهوا مِشيته بمشية الذئب، وفم الفرس بالجوالق، وظهره مسد، والمتنان كالزحلوف، أي الحجر الأملس، والمنخر مثل وجار الضبع، وأرساغه كأعناق الضباع، وفيما يروى عن الشاعر الأخطل التغلبي، حين قال:
أَحِبُّوا الخَيْلَ وَاصْطَبِرُوا عَلَيْهَا
فَإِنَّ العِزَّ فِيهَا والجَمَالَا
إِذَا مَا الخَيْلُ ضَيَّعَهَا أُنَاسٌ
رَبَطْنَاهَا فَأَشْرَكَتِ العِيَالَا
نُقَاسِمُهَا المَعِيشَةَ كُلَّ يَوْمٍ
وَنَكْسُوهَا البَرَاقِعَ وَالجِلَالَا
ومن هنا كان اهتمام العرب بخيلهم، وعنايتهم بتربيتها وحسن إعدادها، وانبرى الشعراء يذكرونها بأسمائها، فحمزة بن عبد المطلب مثلاً يذكر فرسه، ورد، مشيراً إلى عتقه وكرمه، وأنّه من بنات ذي العُقَّال، فيقول:
ليس عندي إلا سلاح وورد
قارح من بنات ذي العُقَّال
أتقي دونه المنايا بنفسي
وهو دوني يغشى صدور العوالي
بل إنّ فرسان العرب، قرنوا فروسيّتهم بأسماء الخيل في كثير من الأحيان، فالأخنس بن شهاب التغلبي “فارس العصا” و”فارس زِيَم، وحسان بن حنظلة الطائي “فارس الضُّبيب”، وعامر بن ربيعة بن صعصعة “فارس الضحياء”، وفي هذا المعنى يقول أحد الشعراء:
أبي فارس الضحياء يوم هُبالة
إذا الخيل في القتلى من القوم تعثر
والأبيات التي قالها عبيدة بن ربيعة بن قُحفان التميمي في فرسه (سكابِ) هي من أجمل ما عبّرت به الشعراء، عن حبّ العربي للخيل، وتعلّقه بها، ومكانتها في نفسه، يقول:

 

أبيتَ اللعن إن سكابِ ليست
بعِلق يُستعارُ ولا يباعُ
سليلة سابقينِ تناجلاها
يضمُّهما إذا نُسبا الكُراعُ
ففيها عزّة من غير نفر
يُحيِّدها إذا مرّ القراع
فلا تطمع، أبيتَ اللعنَ، فيها
ومنعُكها بوجهٍ يُستطاع
وكفِّي يستقلُّ بحمل سيفي
وهي ممن تهضَّمني امتناع

ولم يقف اهتمام الشعراء بالخيل عند هذا الحدّ، بل راحوا يدقّقون النظر في أحوالها، فوصفوها أيّما وصف، وتتبّعوا دقائق جسدها، فصوروها في أشعارهم صوراً تدلّ على مدى تعلّقهم بها، فوصل الحدّ عند بعض الشعراء قصر شعره-أو معظمه-على ذكر الخيل، وتتبُّع أوصافها في أحوالها كلّها، وما شعر أبي دواد الإيادي، وطفيل الغنوي، وامرئ القيس الكندي، عنا ببعيد، فقد قال امرؤ القيس في معلقته:
وقَدْ اغْـتَدِي وَالطَّيْرُ فِيْ وُكُـنَاتِهَا
بِمُنْجَرِدٍ قَـيْدِ الأَوَابِـدِ هَـيْكَلِ
مِكَّـرِّ مِـفرِّ مُـقْبِلٍ مُـدْبِرٍ مَـَعَاً
 كَجُلْمُوْدِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلٍ
كُمَيْتٍ يَـزِلّ الّلِبـد عَنْ حَالِ مَتْنِـهِ
 كَمَا زَلَّتِ الصَّفْوَاءُ بِالْمُتَنَزَلِ
ولعلّنا نلاحظ، أنّ العرب ساووا الخيل بأنفسهم، أو كادوا، فأطلقوا عليها الأسماء، وحفظوا أنسابها، وذكروا علامات عتقها وكرمها ونجابتها، ليدلّوا على عظم مكانة الخيل عندهم، وأهمّيتها لهم، وقد جُمع عدد غير يسير من الكتب، التي أثبتت أسماء الخيل وأنسابها، وقد ذكرت كتب أنساب الخيل مجموعة من الخيل، التي كانت مثار اهتمامهم، تتبعتُ بعض أسمائها في مظانها:
النحام: لسليك بن السلكة وفيه يقول:
كأن حوافر النحام لما
 تروح صحبتي أصلاً محار
المزنوق: لعامر بن الطفيل وفيه يقول:
لقد علم المزنوق أني أكره
على جمعهم كر المنيح المشهر
حذقة: فرس خالد بن جعفر، وعليها قتل زهير بن جذيمة، وفيها يقول:
أريغوني إراغتكم فإني
 وحذفة كالشجا تحت الوريد
جروة: لشداد أبي عنترة، ولها يقول:
فمن يك سائلاً عني فإني
وجروة لا تباع ولا تعار
الأبجر: لعنترة، وله يقول:
لا تعجلي، أشدد حزام الأبجر
 إني إذا الموت دنا لم أضجر
الأدهم، وابن النعامة أيضاً لعنترة، وفي الأدهم يقول:
يدعوني عنتر، والرماح كأنها
أشطان بئرٍ في لبان الأدهم
ومن أسماء الخيل أيضا، التي ذُكرت في أشعار العرب، البيضاء، وقصاف، وزرة، والمصبح، وزامل، والصيود، وقرزل، والقويس، وسلم، وخصاف: لسفيان بن ربيعة الباهلي، وعليها قتل قولاً المرزبان وضرب به المثل فقيل: أجرأ من فارس خصاف، ومياس: لشقيق بن جزء الباهلي.
الساس: لمهلهل، ولما قال الحارث بن عباد:
قربا مربط النعامة مني
 لقحت حرب وائل عن حيال
فقال مهلهل:
اركب نعامة إني راكب الساس
زيم: للأخنس بن شهاب التغلبي ولها يقول: هذا أوان الشد، فاشتدي زيم.
البريت: فرس إياس بن قبيصة الطائي
ويكاد يكون الاهتمام بالخيل عند القبائل العربية أبين، وأظهر لأمرين: أولهما: ما عرف عنهم من حياة الحرب، التي ما كادت نارها تخبو عندهم، وهذه صفة بارزة فيهم، وثانيهما: أنّ العرب توارثوا حبّ الخيل، وحب امتلاكها والافتخار فيها وبصفات أصائلهم، ولعلنا نجد اهتماماً كبيرا ومثيرا بالخيل عند مهلهل أيضاً، فعندما حاول بعض من العرب أن يخيِّره بين أن يبيع خيله بالمعزى، والغنم، أو أن يرحل بقومه عن المرعى، أنف مهلهل من ذلك، وآثر الرحيل، وإن كان الهلاك فيه، وقال في ذلك شعرا:
أنِفَت أبناؤنا من فعلنا
أن نبيع الخيل بالمعزى اللُّجاب
وقد تنبّه بعض الشعراء على هيئة الخيل، وهي تدخل المعركة، وتخرج منها، فعرض هذه الصورة عرضاً مقتضباً دون توقف عندها، فعمرو بن كلثوم يصف خيله، وقد رشّحت عرقاً عند وصولها إلى مكان الغارة فيقول:
جلبنا الخيل من جنبي أريك
إلى القلَعات من أكنافِ بعر
ضوامر كالقداح ترى عليها
يبيس الماءِ من حُوٍ وشقر
ويصف الخيل مرة أخرى، وهي في حومة الوغى، فيراها تخوض في الدم:
والخيل يغبرن الخبارَ عوابساً
وعلى سنابكها سبائب من دم
أما السفاح، فيصور الدماء في المعركة، وقد غيرت لون الخيل، فيقول:
وضربت في أبطالهم فتجدَّلوا
وحملتُ مهري وسطها فحماها
حتى رأيت الخيل بعد سوادها
كُمتَ الجنودِ خُضبنَ من جرحاها
ويرتفع الشاعر أفنون التغلبي بالخيل إلى مستوى الإنسان، ذي المشاعر والأحاسيس، الذي يفرح، ويتألّم، ويحزن، ويشكو، فيجد في حمحمة الخيل -وقد طال سيرها- شكوى وألماً، فيقول:
سمَونا إلى عُليا هوازن بالقنا
وجُردٍ كأمثالِ القداح ضوامرِ
تئنُّ أنين الحاملات وتشتكي
عَجاياتِها من طول نكب الدوائر
فما زال ذاك الدأب حتى صبحتها
على ما بها من جهدها أهل حاجر
ومثل هذا الوصف نجده في شعر ابن قوزع الكسري التغلبي، وهو يذكر غارة علقمة بن سيف التغلبي يوم (سفح مُتالع) على بني تميم، فيقول:
أصاب بها شهراً على كل علةٍ
لها من تشكيها أنين وحمحمهْ
وهذا يذكرنا بأبيات عنترة في معلقته:
فازورَّ من وقع القنا بلَبانه
وشكا إليَّ بعبرةٍ وتحمحم
لو كان يدري ما المحاورة اشتكى
ولكان لو علم الكلام مكلِّمي
فهذا ما أوجدته إرادة الخالق في هذا الحيوان الجميل، الذي يماثل طبائع البشر، وأخلاق الإنسان، فله المنزلة، والشرف والرفعة، مثل حال الإنسان في الوجود، وقد ألزم الإنسان الخيل لحالة الحرب والغارة، فهي فرس جموح، تخترق صفوف المعارك والأبطال، وهي في المراض والمراعي آمنة مطمئنة، فيها فخر ومتعة ومنعة للناظرين، وفي أحيان أخرى، هي، خيول طرد وصيد، وجمال وزهو، يطرب الإنسان لأنغام صهيلها، ورنات حذوها، واستقامة متنها في قوائم كامتشاق قوائم القيان الحسناوات.
DCIM100MEDIADJI_0206.JPG
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle