هجمات الاحتلال التركي.. ناقوس خطر يهدد عالم الطفولة
الشهباء/ فريدة عمر-
استنكر أهالي تل رفعت المجازر الدموية، التي ترتكب بشكل يومي في مناطقهم من قبل المسيرات التركية وأسلحته المحرمة دولياً متسائلين؛ “ما ذنب عشرات الآلاف من الأطفال في فقدان الأمل بحياة طبيعية والعيش بسلام؟”.
إنً إصرار المحتل التركي بشن الهجمات على مناطق شمال وشرق سوريا والنيل من إرادة الشعوب بحجج وتسميات واهية، من وحي ذهنيته وأيديولوجيته الفاشية، ما هي إلا بهدف الاحتلال، والاستيطان وتغيير التركيبة الديمغرافية للمنطقة في استهداف مباشر للثقافات والشعوب، وآثار الاحتلال وسياساته، ونتائجه السلبية واضحة للمجتمع الدولي في المناطق، التي احتلتها تركية في عفرين، سري كانيه، كري سبي، والعديد من المناطق السورية الأخرى.
تاريخ مليء بالدماء
وفي هذا السياق، وحول الاستهداف اليومي للمنطقة تحدَث لصحيفتنا “روناهي” العضو في مجلس ناحية تل رفعت “عارف حسين“، والذي استهل حديثه: “إنَ أول ما يخطر للمرء حين الحديث عن تاريخ الدولة التركية، هو المجازر والإبادات بحق الشعوب والثقافات، فهي على عداء دائم مع جميع المعتقدات، والأديان والشعوب، فبنظامها الديكتاتوري والعنصري ترفض الهويات الأخرى المختلفة، لذلك ترى الديمقراطية، حرية المرأة، وإرادة الشعوب والتعايش السلمي بينها خطراً على نظامها الاستبدادي”.
وتابع حسين: “ففي الآونة الأخيرة تصاعدت هجماته على مناطق شمال وشرق سوريا، مرتكبة العديد من المجازر بحق أهالي المنطقة، والشهباء مثالاً على ذلك فتتعرض قرى هذه المناطق الآهلة بمهجري عفرين، الذين هجروا قسراً من أرضهم إبان الاحتلال التركي على عفرين، بشكل يومي إلى قصف من قبل المحتل التركي ومرتزقته، الذي لم يشبع يوماً من امتصاص دماء البشر والأطفال تحديداً”.
تتكرر المجازر… والصمت سائد
وحول الصمت الدولي تجاه مجازر الاحتلال التركي، واصل حسين حديثه: “استهدف الاحتلال التركي في الرابع من الشهر الجاري بطائرة مسيرة مركز مدينة تل رفعت المكتظة بالآلاف من مهجري عفرين، والتي تسبب من خلالها بإصابة سبعة أشخاص بينهم خمسة أطفال، وهذه ليست المجزرة الأولى، ولن تكون الأخيرة في حال لم يتم محاسبة الاحتلال التركي على جرائمه بحق الإنسانية”.
“نريد سماء آمنة لأطفالنا”
من جانب آخر استنكرت المواطنة “روناهي سلو” والدة الطفل محمود غريب مامو المصاب نتيجة الاستهداف المسير، وحدثتنا عن جرائم الاحتلال التركي قائلةً: “إنها ليست المرة الأولى، فالاحتلال التركي يعيد أحداث المجزرة، التي حصلت قبل عامين بحق الأطفال في تل رفعت، فاستهدفت مجدداً بالمكان نفسه”.
وتابعت: “لم يمر يوم دون قصف الاحتلال التركي، فحياتنا وحياة أطفالنا بخطر، ما ذنب هؤلاء الأطفال الأبرياء، فابني محمود مامو يبلغ من العمر خمسة أعوام، مصاب نتيجة الاستهداف المسير، وهو في المشفى، ومازالت حالته غير مستقرة، وأصبت أنا أيضا والعديد من أطفال الحي”.
وفي ختام حديثها طالبت الأم روناهي المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية، ومنظمة حقوق الطفل تحديداً لتحمل مسؤوليتها حيال ما يفعله الاحتلال التركي من جرائم بحق الإنسانية، والأطفال خاصة.
إنه ليس بجديد في تاريخ وسلسة جرائم الاحتلال التركي، فهذه المجزرة الثالثة بحق أطفال عفرين المهجرين، إحداها كانت قبل عامين، والتي راح ضحيتها اثنا عشر شخصاً بينهم عشرة أطفال، والأخرى مجزرة “أقيبة” في السادس والعشرين من عام 2020، والتي راحت ضحيتها عائلة كاملة من بينهم طفلة، وأيضاً استشهاد فهمية رشو البالغة من العمر 17 عاماً إثر القصف التركي على المنطقة، وآخرها الاستهداف المسير، الذي أصيب فيه خمسة أطفال في تل رفعت.