جنود الاحتلال التركي في ساحات الموت واللا عودة

عصام عيسى (إعلامي)_

لاتزال المعارك والمقاومة التي يبديها مقاتلو ومقاتلات الكريلا في مناطق الدفاع المشروع (ميديا) في أوجها، حيث يتلقى الاحتلال التركي وجنوده ضربات موجعة وخسائر فادحة في الأرواح والعتاد، ومع تلقي دولة الاحتلال التركي وجيشها وما معه من ترسانة حلف شمال الأطلسي (الناتو) من أسلحة متطورة ورغم كل هجمات السلاح الكيماوي والغازات السامة إلا أنّ الجو السائد في معاقل الكريلا، أصبح كابوساً ومصدر رعب وذعر منتشر بين صفوف جنود الاحتلال التركي، أولئك الذين زج بهم زعيم الفاشية التركية أردوغان في ساحات حيث حتفهم المحتّم.

مقاتلو الكريلا، وهم في أوج مقاومتهم ورغم عدم تكافؤ القوى وعديد القوات إلاّ أنّ الروح الفدائية الاستثنائية لديهم باتت تمثل الانتصار والحياة في أبهى صورها إلى جانب تكتيكاتهم العصرية وتنقلهم عبر مجموعات ذات فعالية وعمليات خاطفة، ومع كل رصاصة  يطلقها  القيادي والمقاتل والقيادية والمقاتلة في صفوف الكريلا، يرافقها تسجيل مصور وتوثيق لتلك الانتصارات لجعلها دروس وعبر مقاومة للتاريخ في ظل تكتم الإعلام التركي وتزيّفه وتكتمه على هزائمه، حيث التقطت الكريلا قبل أيام مشاهد نشرتها وكالة فرات للأنباء لجنود الاحتلال التركي وهم محاصرون في مناطق المقاومة ويستخدمون الحبال لسحب مؤونهم التي تلقيها مروحيات الناتو والاحتلال التركي، متخفون خلف الصخور والتلال، كل حركة منهم تعني خطوة نحو الموت، فعيون الكريلا تتربص بهم ولا تعرف النوم.

بالعودة إلى المعارك الشرسة، تبقى معنويات مقاتلي الكريلا في أوجها وهذا ما يظهر في كل توثيقاتهم، حيث ظهر في التسجيل آنف الذكر، مقاتل كريلا يضحك وهو يوّثق هزائم الاحتلال الذي يسعى لإنزال جنوده في المنطقة عبر مروحيات سكورسكي والذي يرافقه قصفاً عنيفاً على منطقة المقاومة وبشكل يومي، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على جنود الاحتلال الذين أصبحوا بين فكي كماشة الكريلا وأصبح من الصعب جداً عليهم انتشال جثث جنودهم أو الجرحى منهم أو إيصال المواد اللوجستية لهم التي تلقيها لهم طائرات الناتو، بحكم أن مقاتلي الكريلا لهم بالمرصاد ويوجهون لهم ضربات موجعة وإلحاق خسائر فادحة بهم تكاد لا تتوقف لثانية.

وهنا، لم يبقَ للمحتلين سوى الصخور التي حفظها مقاتلو الكريلا صخرة صخرة، فهم أهل الجبال وأدرى بها وبسهولها وقممها، حيث أنهم أمام مرأى عيون صقور زاغروس الذين ينقضون عليهم بعد تثبيت مخابئهم في الوقت والمكان المناسبين حيث الموت واللا عودة.