قامشلو/ ميديا غانم ـ
“نهدف من خلال هذا المركز إلى إحياء الطب الطبيعي، الذي فقد مجتمعنا إيمانه به نتيجة ممارسته بشكلٍ خاطئ، وذلك بحشد جهود الكثير من الأمهات المختصات بهذا الأمر، ولكنهن مُخبئات في دهاليز بعيدة عن الأنظار”.
يعتبر الطب الطبيعي نظام مساعد للجسم على الشفاء من خلال الأعشاب والتدليك والوخز بالإبر وممارسة الرياضة والاستشارات الغذائية.. فتاريخيًا يعتبر هذا العلاج قديماً منذ قرون، أما في العصر الحديث فيجمع الطب الطبيعي بين العلاجات التقليدية والعلوم الحديثة.
شيرين ولات الإدارية في مركز نينهور ساغ للطب الطبيعي والدعم النفسي قالت: “أنا عضوة في هذا المركز وإدارية أيضاً، عملنا هنا يكمن بالعلاج الطبيعي للأمراض فنحن نُحضّر لافتتاح هذا المركز منذ حوالي سنتين، بدايةً التقينا بالعديد من المراكز والأشخاص المختصين بهذا الطب، كي نكون على دراية تامة بما يتطلب المركز من زيوت وأجهزة وكذلك اختصاصين، حيث تأخرنا في الافتتاح نتيجة قلة الإمكانات من ناحية وجود مختصين، وكذلك المركز وتأمين الأجهزة والمستلزمات”.
الأهداف والاختصاصات..
مؤكدةً بأن هدفهم من افتتاحه هو إحياء الطب الطبيعي، وتابعت: “سابقاً كان الناس يتلقون العلاج من خلال هذا الطب الذي أثبت فعاليته، ولكن مؤخراً بات ينحدر مستواه وفقد الأشخاص إيمانهم به، نتيجة ممارسته من قبل غير مختصين بهذا الأمر، وفي المقابل هناك الكثير من الأمهات ما زلنَ يمارسنه على نحو صحي وفعال جداً، ولكن لعدم وجود مركز لهن لا يعلم الناس بهن، لذا رأينا بأنه من الضروري حشد الجهود سوياً كي نُحيي هذا الطب من جديد في مجتمعنا، لما له من فوائد جمة إذا تم ممارسته بشكلٍ سليم وعلى يد مختصين”.
في المركز هناك الكثير من الاختصاصات، كعلاج فيزيائي ومن خلال الزيوت والأعشاب، وأيضاً من خلال رياضة اليوغا التي تسعى إلى وصول الشخص للأمان والسلام الداخلي في ظل ظروف الحرب الجارية والدعم النفسي، كذلك هناك علاج عن طريق برامج غذائية للتسمين والتنحيف بطرق طبيعية ليس لها آثار سلبية، بحسب شيرين.
الدعم النفسي..
نينهور ساغ ليس فقط مركز للطب الطبيعي، بل يُقدم الاستشارات والدعم النفسي أيضاً، وحيال ذلك بينت شيرين: “من الضروري أن يقدم الدعم النفسي إلى جانب الطب الطبيعي، لما له من أثر كبير على تسريع العلاج وتعزيز فعاليته بشكلٍ أكبر، وبشكلٍ خاص في مناطقنا التي تعاني منذ سنوات من الحرب وآثارها النفسية الجمة على الأشخاص”.
كما أوضحت شيرين بأن أوقات الدوام لم تُحدد بعد وزادت: “سنحددها في الأيام المقبلة القريبة بحسب برنامج المختصين ونحدد المواعيد بحسبها، والأسعار ستكون رمزية لأننا بحاجة لهذا الدعم المادي البسيط لتأمين الزيوت والأعشاب الطبيعية والأجهزة اللازمة لها”.
وبالنسبة للمواد المستخدمة في العلاج ضمن المركز وطريقة تأمينها أشارت الإدارية بالقول: “نصنع الزيوت بأنفسنا من خلال أجهزة، لأننا نعلم جميعاً بأن الزيوت تُصنع بطرق مختلفة فبعضها ربما تحوي مواد غير صحية أو تحوي شوائب، ولضمان سير العلاج بالطرق الصحيحة قمنا بصنعها بأنفسنا لضمان جودتها، وكذلك الأعشاب نسعى أن لزرعها بأنفسنا في الفترة المقبلة”.
حيال مخططاتهم في الفترة المقبلة أكدت الإدارية في مركز نينهور ساغ للطب الطبيعي، والدعم النفسي شيرين ولات قائلةً: “في الفترة المقبلة نسعى لتدريب الأشخاص على طرق العلاج بالطب الطبيعي، ونأمل ان نوسع مركزنا هذا، كما نسعى أن نفتتح مراكز بجميع مناطق شمال وشرق سوريا، وذلك من خلال احتضان الكثير من النساء اللواتي يختصّنَ بهذا المجال ولكنهن مخبئات عن الأنظار في دهاليز مختلفة”.
العلاج الفيزيائي أولاً..
وفي السياق ذاته حدثتنا سميرة أحمد المعالجة الفيزيائية بالمركز، والمختصة بالجراحة أيضاً “مساعد جراح”، حيث بينت آلية علمها في المركز بالقول: “أردت الانضمام لهذا المركز لمساعدة الأهالي من خلال العلاج الفيزيائي، الذي كما نعلم له فوائد كبيرة من خلال المساج بالزيوت وأجهزة مختصة”.
وأردفت: “حيث يمكن لبرنامج العلاج الفيزيائي أن يساعد الأفراد على العودة إلى مستوى أدائهم السابق، وتشجيع الأنشطة وتغيير نمط الحياة التي يمكن أن تساعد في منع المزيد من الإصابات، وتحسين الصحة بشكلٍ عام”.
ونوهت: “فغالبًا ما يحيل أطباء الرعاية الأولية المرضى إلى العلاج الطبيعي عند أول علامة على وجود مشكلة، حيث إنه يعتبر خطوة أولية للعلاج، لما له من أثر إيجابي كبير على التحسن فهو يغني عن بعض العمليات كالديسك إذا كان في بدايته، وأيضاً يساهم في سرعة العلاج بعد العمليات الجراحية وغيرها”.
واختتمت المعالجة الفيزيائية سميرة أحمد حديثها قائلةً: “نأمل أن نساعد أكبر قدر من الأشخاص من خلال العلاج الفيزيائي، وأيضاً تدريب العديد منهم على هذا النوع من العلاج لما له من فوائد جمة”.
ويُذكر بأن الطب الطبيعي يهدف لعلاج الشخص عقليًا وجسديًا وروحيًا، كما يهدف إلى شفاء الأسباب الجذرية للمرض وليس فقط إيقاف الأعراض، ويهتم بشكل أساسي بالنظام الغذائي والتمارين الرياضية ونصائح لإدارة الإجهاد، وكذلك قد يشتمل على الطب التكميلي مثل؛ المعالجة التكميلية والأدوية العشبية والوخز بالإبر.
