مهجرو كري سبي: معاً على درب الشهيد فرهاد ورفاقه؛ لتحقيق النصر والحرية للشعوب السورية

عين عيسى/ حسام إسماعيل ـ

عاهد معزون في خيمة عزاء الشهيد المناضل فرهاد شبلي، التي نصبت في مخيم مهجري كري سبي، على المضي صفاً واحداً في درب النضال والحرية، التي شقها “الشهيد” ورفاقه، لكسر عنجهية الدولة التركية المحتلة، حتى تحرير الأرض، وصون الكرامة والحرية، وعودة السوريين كافة إلى أراضيهم المحتلة.

ونصبت مقاطعة تل أبيض/ كري سبي بالتعاون والتنسيق مع إدارة مخيم مهجري تل أبيض/ كري سبي خيمة عزاء في الساحة العامة “على أطراف المخيم” لاستقبال المعزين باستشهاد (المناضل فرهاد شبلي)، الذي طالته طائرات الغدر التركية في 17 حزيران الجاري مع عدد من رفاقه في باشور كردستان، أثناء ذهابه لتلقي العلاج.

وشارك في خيمة العزاء، التي نصبت يوم الأربعاء 22 حزيران المئات من العاملين في المؤسسات، واللجان التابعة لمقاطعة كري سبي/ تل أبيض، وممثلي المؤسسات العسكرية والمدنية، ومؤتمر ستار، ومجلس عوائل الشهداء، وعدد من شيوخ ووجهاء عشائر المقاطعة.

استشهاد “شبلي” عرّى أدوات الغدر والخيانة

وبهذا الصدد أجرت صحيفتنا لقاءات مع مهجري مخيم كري سبي، حيث عبروا عن سخطهم إزاء استمرار محاباة المجتمع الدولي، وتواطؤه إزاء ممارسات الدولة التركية المحتلة، التي احتلت الأراضي السورية، وهجرت ملايين السوريين، وعليه أثنوا على نضال الشهيد فرهاد، ورفاقه للوقوف بوجه هذه المؤامرات والمخططات، والإطاحة بها.

يقول المهجر علي الشيخ: “شخصية الشهيد البطل فرهاد شبلي ملهمة للسوريين المناضلين كافة، لقد سمعنا ورأينا ما قام به الشهيد من إنجازات كسياسي، وقائد مخضرم، وشجاع، استطاع قيادة الإدارة الذاتية، وشعوب المنطقة مع رفاقه الآخرين من القيادات العسكرية، والمدنية في ظل الظروف الصعبة والخطيرة، التي هددت الشعوب السورية خلال السنوات المنصرمة، ومنها معاصرته لعدوان الدولة التركية الأخير على مناطق شمال وشرق سوريا (9 تشرين الأول 2019)، حيث استطاعت الإدارة الذاتية الثبات إزاء هذه الهجمة الشرسة، واستمرت في خدمة شعوبها”.

وأردف “لا شك أن المحتل التركي سيتربص بشخص الشهيد فرهاد؛ كونه قائداً فذاً ومناضلاً من الطراز الرفيع، وهذا ما خطط له المحتل التركي، وعمل على ملاحقة الشهيد؛ ليوقع به غدراً في مناطق حكومة باشور كردستان المتواطئة مع المحتل التركي، واستخباراته، التي تغلغلت حتى النخاع في مفاصل مناطق باشور كردستان (جنوب كردستان)، وأصبحت مرتهنة بيد المحتل، وجاهزة لقيادة العدوان تلو الآخر مع أسيادها”.

وأنهى المهجر حديثه، بالقول: “عارٌ على المجتمع الدولي، ما يحصل على الأراضي السورية…!، والتواطؤ الدولي غير المسبوق، حيث فقدت الشرعية الدولية والقوانين الإنسانية والأخلاقية، التي يتغنى بها المجتمع الدولي جوهرها، منذ أن سمح باحتلال الاراضي السورية، والعالم يتفرج”.

دماء الشهداء “ملهمة” لتحقيق الحرية المنشودة

بدورها شددت المهجرة زلخة الموسى على  مواصلة الثورة والنضال، الذي تبناه الشهيد فرهاد شبلي، فمنذ دخول الجماعات المسلحة والمرتزقة إلى الأراضي السورية، بدعم الدولة التركية المحتلة، وبتسهيلها دخولهم عبر حدودها، فلم يمر يوم على السوريين من غير ارتكاب جرائم بحقهم من قبل الجماعات في القتل والتدمير، حيث تعيث فساداً في المرافق الخدمية، والعامة والخاصة، وتنكل الأهالي، وتدمر الشجر والحجر، إلى أن جاء الظلام الداعشي، وتبينت المساندة العلنية لداعش من قبل الدولة التركية بشكل علني، لتُهزم بعدها على يد (أبناء الشمس)، بعد قيام ثورة 19 تموز 2012، والتي فتحت الآفاق نحو الحرية والديمقراطية، ونحو أخوة الشعوب السورية، التي نعيشها الآن”.

وأضافت “كان الشهيد المناضل فرهاد شبلي من بين القادة العظماء، الذين جاؤوا مع الثورة الحقيقية لشعوب شمال وشرق سوريا؛ لتحرير أبناء جلدتهم من الطغيان والاستبداد، وتعميم الفكر التحرري، والنضالي الفذ، الذي رسم خطوطه المفكر عبد الله أوجلان، وحصلت المرأة السورية نتيجته على حريتها، وأطلق لها العنان للمضي بقيادة المجتمع، نحو التطور والحضارة، وهذا ما آمن به الشهيد وسعى لتطبيقه حرفياً؛ لذلك رغم الهزات العنيفة والعدوان، الذي تكرر على الشعوب السورية، بقيت إنجازات الشعوب في شمال وشرق سوريا شامخة، ولم تتأثر، بل وأصبحت نموذجاً يُحتذى به، وملهمة للشعوب التواقة إلى الحرية”.

واختمت زلخة حديثها، بالمضي على درب الشهيد فرهاد شبلي، وعلى درب شهداء الحرية كافة، ومقاومة سياسة التهجير، والتغيير الديمغرافي، التي تتبناها الدول المعادية للشعوب السورية، وعلى رأسها الدولة التركية المحتلة، وجعل دماء الشهداء نبراساً للمقاومة، حتى تحرير الأراضي السورية كافة.