ارتفاع مقلق لحالات الانتحار في سوريا خلال النصف الأول من العام الحالي

الشدادي/ حسام دخيل ـ

ازادت معدلات الانتحار في سوريا خلال النصف الأول من العام الحالي، حيث تم تسجيل أكثر من مائة حالة انتحار منذ بداية عام 2022، في كامل جغرافية الأرض السورية، بمعدل ثماني عشرة حالة كل شهر.

وتصدرت المناطق التي تديرها حكومة دمشق، بمعدل 66 حالة انتحار خلال النصف الأول من العام الحالي فقط، بحسب ما ذكرت الهيئة العامة للطب الشرعي في سوريا.

بينما حلت مناطق شمال غرب سوريا، والتي تديرها مرتزقة الجيش الوطني، ومرتزقة هيئة تحرير الشام، بالمرتبة الثانية بـ 33 حالة انتحار، حسب ما ذكر منسقو الاستجابة الأولية في سوريا.

وحلت مناطق شمال وشرق سوريا، والتي تديرها الإدارة الذاتية بالمرتبة الثالثة، بواقع 12 حالة انتحار، حسب ما تم توثيقة من قبل ناشطين محليين، ووسائل إعلام محلية.

صور من الواقع

وسجلت مناطق شمال غربي سوريا في هذا الأسبوع، ثلاث حالات انتحار، حيث انتحرت امرأة تبلغ من العمر 22 عاماً من خلال تناولها حبة غاز في بلدة دركوش بريف إدلب، بعدما علمت بزواج زوجها بامرأة ثانية.

فيما أقدم الشاب زكريا محمد 28 عاماً على إلقاء نفسه من الطابق الثاني في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي، بينما قام رجل يدعى ربيع الدبس 30 عاماً بإطلاق النار على نفسه، عن طريق بندقية صيد، وسط الشارع في بلدة أبين بريف حلب الغربي.

أما في مناطق شمال وشرق سوريا، فقد سُجلت حالتا انتحار خلال الأسبوع المنصرم، حسب ما تم توثيقة من قبل ناشطين، حيث قام الشاب باسل عبد الغني بشنق نفسه في حي المشيرفة بمدينة الحسكة، في شمال وشرق سوريا، وهو مهجر من ناحية سري كانيه، ويدرس التاريخ في جامعة تشرين.

فيما وجد الشاب محمد الأسود منتحراً في منزلة الكائن في مدينة الرقة، حيث تم العثور على جثته بعد أسبوع من وفاته، وكان الشاب يقيم في ألمانيا، إلا أنه عاد إلى الرقة قبل شهرين.

الأسباب ناجمة من رحم الحرب

ولمعرفة الأسباب والدوافع، التي تدفع الشباب السوري إلى الانتحار، أجرينا استطلاع رأي في مدينة الحسكة وريفها، وركزت غالبية الإجابات، إن الأوضاع الاقتصادية المتردية وسوء الأوضاع المعيشية والبطالة، تعدّ السبب الأبرز للانتحار في هذه الفترة، لما لها من تأثيرات نفسية واجتماعية على الأشخاص، وخاصة على الفئة الشابة.

وفيما اعتقد البعض إن تعاطي المخدرات، والفلتان الأمني، والتفكك الأسري الناجم عن تدهور الأوضاع الاقتصادية، أو تعاطي المخدرات، يعدّ من الأسباب، التي قد تدفع الشخص إلى الانتحار.

وتصنّف منظمة الصحة العالمية “الأوضاع الاقتصادية المتردية” أولى أسباب الانتحار حول العالم، وبحسب المنظمة، ينتحر ثلاثة أشخاص كل دقيقتين، ويبلغ معدل الانتحار العالمي 10.5 لكل مائة ألف شخص، منها 79 في المائة بالبلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.

 وسجلت سوريا في عام 2019، /124/ حالة انتحار، و/197/ حالة في عام 2020، وكان العام الأكثر تسجيلاً لحالات الانتحار، أما في عام 2021 فقد سجلت /166/ حالة انتحار، بحسب ما ذكرت مواقع إعلامية.

تدابير لدرء الخطر

وعن التدابير، التي يجب اتخاذها للتخفيف من حالات الانتحار في سوريا، أكدت شريحة كبيرة من الأشخاص، الذين تم استهدافهم في استطلاع الرأي، الذي أجرته صحيفتنا، أن تحسين الأحوال المعيشية، وفرض عقوبات صارمة على مروجي المخدرات، ومتعاطيها، قد يخفف نسبة حالات الانتحار في سوريا بشكل عام، وفي مناطق شمال وشرق سوريا بشكل خاص.