قامشلو/ دعاء يوسف ـ
انتهى الفصل الدراسي الأول بجامعة روج آفا هذا العام، بطابع ميزها عن السنوات الماضية، فتحدّت الإدارة، والكادر التدريسي، وإلى جانبهم الطلبة، الصعوبات لرسم ملامح النجاح بعد الجهود الحثيثة التي بذلوها.
تستمر جامعة روج آفا بمهمتها التعليمية تجاه أبناء المنطقة، وما ميز هذه السنة عن السنوات الأخرى، هو أنه بعد مرور اثني عشر عاماً من التعليم لدى الطلاب، استقبلت جامعة روج آفا هذه السنة الطلاب الحاملين للشهادات الثانوية من مناهج الإدارة الذاتية، مستكملين بذلك خطة بناء جيش تعليمي متكامل، وأنهت الجامعة الفصل الأول من هذه السنة معلنةً بداية الطريق في رحلة الطلاب لإنهاء مشوارهم التعليمي.
خطوة جديدة في طريق العلم
ولمعرفة المزيد من المعلومات عن الامتحانات، وكيفية تقييم الطالب في نهاية كل فصل بجامعة روج آفا، التقت صحيفتنا روناهي مع الرئيس المشترك للمعهد العالي للإعلام في جامعة روج آفا، فراس محمد، والذي أشار إلى أن هذه الفصل كان مميزاً كون الجامعة بأقسامها المتعددة، استقبلت شهادات طلاب الإدارة الذاتية لأول مرة، بعد الانتهاء من المرحلة الثانوية: “أصبحت جامعة روج أفا تستقبل شهادات خاصة بالإدارة الذاتية، ففيما سبق كنا نستقبل كل الشهادات، وبكل فروع جامعة روج آفا، ولكننا اليوم تقدمنا بشكل كبير في طريق التعليم”.
وتطرق محمد إلى الإجراءات، التي اتخذتها الجامعة لقبول طلابها: “ولقد أجرينا امتحانين معياريين، وامتحان فحص مقابلة، وعلى نتائج هذه الاختبارات، تم اختيار الطلاب لمفاضلة المعهد العالي للإعلام، فاستقبل المعهد ما يقارب مائة طلب من المتقدمين لهذا الفرع، فقبل ثلاثون طالباً فقط، بسبب عدم قدرة المعهد على استيعاب طلاب أكثر من ذلك”.
مشاكل أعاقت سير الخطة التعليمية
واجه المعهد العالي للإعلام بعض المشاكل، كونه في مرحلة التأسيس فقال فراس محمد: “عانينا الكثير من المشاكل كوضع منهاج مناسب، وتأمين كادر تدريسي من نخبة المعلمين في مجال الإعلام، إلا أننا مع مرور الوقت تغلبنا على هذه الأمور، ومنذ بداية هذا الفصل كنا على أهبة الاستعداد لإعطاء الدروس”.
وواجهت الخطة التعليمية بعض الظروف، التي أعاقت استمرار الدراسة في هذا الفصل، هذا ما نوه إليه محمد بقوله: “لقد أثر على التدريس الحظر الكلي بسبب جائحة كورونا، كما وتوقف التعليم في الجامعة، بسبب أحداث الحسكة في سجن غويران لأن طلابنا المتواجدين في الحسكة، لم يستطيعوا القدوم، ليعلق الدوام لأيام معدودة وتم تعويضها عند طريق الدراسة عن بعد”.
وأشار فراس محمد، إلى اعتماد الجامعة اللغة الكردية في التدريس، مواجهة بذلك صعوبة بترجمة مناهج، وكتب ذات نوعية حديثة، مضيفاً: “في كل قسم، هناك كادر أو لجنة مؤلفة من عدد من المدرسين، مهمتهم ترجمة المراجع والمصادر من جميع اللغات إلى اللغة الكردية”.
وأكد محمد أيضاً أنهم يركزون على اللغات العالمية عند تدريس المناهج: “على الهيئة التدريسية أن تكون جيدة في الإنكليزية، حتى يستطيع المدرسون، والهيئة التدريسية، والكادر، والإداريون أن يواكبوا باقي الجامعات المتطورة في الدول الغربية، والدول العربية، لذلك نعمل على تطوير هذه اللغة فيما يتعلق بالكادر التدريسي”.
المنهج الصحيح للتعلم
وتابع: “تم الانتهاء من الامتحانات الفصلية منذ مدة قليلة فقط، وتكون درجة الطالب في الامتحان المقرر لتقييم الطالب هي ستين بالمائة من المجموع العام، ويحصل الطالب على درجة أربعين بالمائة من خلال مشاركته في الفصل، وواجبات يقوم بإعدادها، وتدريبات عملية، وفي تقدمه بحلقة بحث مناسبة لتخصصه”.
وفيما يتعلق بإقبال الطلاب على الدراسة، بيَن لنا محمد: أن الطلاب يمتلكون رغبة كبيرة، والجامعة أمنت لهم فرصة، ودافعاً لتسجيل ما يرغبون، ويبرعون به، وأضاف: “في بداية السنة لم يكن مستوى الطلاب بالشكل المطلوب، ولكنهم يتقدمون في التحصيل بسرعة، فالطلاب الملتحقون بداية التعليم تكون معلوماتهم قليلة جداً، ونحن هنا نهتم أن يكون للطالب قدر كافٍ من المعلومات، سواء بمناهجنا، أو بثقافة الطالب العامة، وهذا ما نعتمده من خلال حلقات البحث، والمحاضرات، والتطوير الذاتي للطلاب للتحسين من معرفتهم وقدرتهم”.
دائما يعاني الطلاب من مواد الاختصاص، وبخاصة المواد العملية لقوة المناهج المقدمة، وأعطى فراس محمد مثالاً على ذلك: “مادة علوم التحرير في المعهد العالي للإعلام، يجد فيها الطلاب بعض الصعوبات، فهذه المادة تعتمد على التحرير بشكل احترافي، فيجب على الطلاب دراسة القوالب المعدة، وإعداد العنوان المناسب والقوي والفصيح والبليغ للخبر، وأنواع المقدمات، والكتابة بأسلوب المحرر الصحفي المهني، ففي ذلك يجد الطالب بعض الصعوبة، ولكنه مع التدريب والبحث والتعلم يتغلب عليه تلك الصعوبة مع مرور الوقت”.
واختتم فراس محمد حديثه بالحديث عن معهد الإعلام العالي في جامعة روج أفا: “لقد أقيم المعهد لتلافي النقص الموجود بأعلام المنطقة، والمؤسسات الإعلامية، التي تعمل في مناطق الإدارة الذاتية، فنعمل على تهيئة كادر متطور، قادر على العمل في مؤسسات الإدارة الذاتية بمجرد تخرجه لتغطية هذا النقص”.
سير التعليم والصعوبات
![]()
ولمعرفة أحوال الطلبة في الجامعة، وفيما إذا كان هناك صعوبات، تعترض طريقهم، التقينا بطالب السنة الأولى في قسم الأدب الكردي، أحمد بنكين مصطفى، والذي حدثنا عن سير العملية التعليمية في الفصل الأول بجامعة روج أفا: “هذا الفصل عبارة عن فصل تحضيري، يتم خلاله تمهيد الطالب، وتحضيره لدراسة المواد الأساسية كمادة التعبير والقواعد الكردية”.
وأفاد المصطفى: “لم أعانِ من الفصل الدراسي الأول، وقد رفعت موادي، بمعدلات ممتازة كوني درست الإعدادي، والثانوي باللغة الكردية، وهذا ما وفرعلي التعب والجهد الشخصي”.
وذكر المصطفى الصعوبات التي واجهها، هو وزملاؤه في قسم الأدب الكردي: “الصعوبات، التي واجهتنا في الدراسة كانت بمواد عادية مثل الأساسيات، لأنها كانت مواداً جديدة علينا، ولم نعانِ من الامتحانات، لأننا ندرس المحاضرات في وقتها فلم تتراكم، ولكن هناك صعوبات مادية واجهت بعض الطلاب كون قدرتهم المادية لا تسمح لهم بالقدوم بشكل يومي من أماكن بعيدة، وحتى السكن الجامعي يحتاج لمصاريف شخصية فأغلب الطلاب لا تتوفر لديهم معدات كافية في السكن”.
واختتم الطالب أحمد مصطفى حديثه بقول: “جامعة روج أفا أول جامعة ديمقراطية على مستوى سوريا، نستطيع من خلالها تعلم اللغة الكردية، ونظامها التدريسي عادل، مع جميع الطلاب بما في ذلك الأساتذة المحاضرون، ونظام إلقاء المحاضرات، ونظام اتحاد الطلاب، وشؤون الطلاب، وإدارة بعض أعمال الجامعة من قبل الطلاب، فهي تساعد على تكوين طلاباً قادرين على تحدي أصعب المواقف”.
الجامعة تعتمد على تحليل قدرات الطالب
وفي السياق ذاته التقت صحيفتنا مع الطالبة زيلان بهجت مجيد، وهي أيضاً من بلدة كرباوي التابعة لناحية قامشلو، والتي حدثتنا بدورها عن دراستها في جامعة روج آفا: “أدرس قسم جنولوجي (علم المرأة) سنة ثانية في جامعة روج آفا، وقسم جنولوجي خمسة فصول في النظام الجديد، وأنا السنة في فصلي الرابع، وقد أنهيت امتحاناتي بشكل جيد”.
وعن المشاكل التي واجهت زيلان في هذا الفصل قالت: “عانيت من بعض الصعوبات في كثرة المواد في الفصل، واحتوائه على مواد فلسفية وعلمية، وكوني أعمل في مركز الثقافة والفن في كرباوي إلى جانب الدراسة فتزداد معاناتي، ولكن استطعت التغلب على الأمر، وفي الجامعة الاعتماد الأساسي على تحليل قدرة الطالب، ولاسيما في قسمي، فتقريباً جميع مواده تحليلية واجتماعية، تعتمد على الأبحاث وتحليل المجتمع، فالجامعة لا تعتمد نظام جامعات حكومة دمشق، التي تركز على حفظ الطالب للمواد غيباً دون إدراك ما يقرأ”.
وتطرقت زيلان إلى تميز قسمها: “أُسست كلية الجنولوجي عام 2017 تحت مظلة جامعة روج آفا، وهي كلية جديدة افتتحت لأول مرة، ليس لها مثيل في العالم، وهذا ما يثير انتباه الرأي العام في جميع أنحاء العالم، ويعد هذا القسم خاص بالنساء، ولهذا فعند قدوم البعثات الخارجية إلى جامعة روج آفا، يقومون بداية بزيارة كلية الجنولوجي للتعرف عليها”.
