No Result
View All Result
المشاهدات 0
صلاح الدين مسلم _
منذ بدء استلاب الحضارة الديمقراطيّة في القرى الأيكولوجيّة، أخذت أعاصير التملّك، والسطوة، والقمع والاستعباد، تصول وتجول، وبدأ عهد الصراع الدائم حتّى يومنا هذا.
إذْ لم تقعد الشعوب مكتوفة الأيدي، فبدأت بإنتاج المتنوّرين، والثائرين، والفلاسفة، والمفكّرين، والرسل والأولياء، والعظماء، والدراويش، والمتصوفة، الذين أخذوا على عاتقهم تنظيم المجتمعات، ورصّ صفوفها، وإرشادها، لتثور على الظلم والطغيان، لترفع راية الانعتاق من صولة الدول، التي تنهب كلّ يوم شيئاً من الحضارات الإنسانيّة في المجتمع الزراعي النيوليتي لتنسبها إلى نفسها، وتشوّهها.
في كلّ إمبراطوريّة استعماريّة كان الظلم يشتدّ فيها، لكنّنا نرى انبثاق نور، ما يجعل الشعوب تسير باتجاهها، فتسلك الدرب المنير، لتمشي في درب النور الذي يكشح ظلام الاستعمار.
اختلفت تسميات أولئك العظماء، الذين كرّسوا أنفسهم لخدمة شعوبهم، ومعتقداتهم، فكم من ثورات نجحت! وكم من ثورات فشلت! لكنّ الشعوب لم تهدأ، وظلّت هذه الحال إلى يومنا هذا، فلم يتوقف الظالم عن الظلم، ولم تتوقف الشعوب عن المقاومة، وكم من أفراد ضعفوا، واستسلموا للدول! وكم من ثائر رفض الاستسلام! وظلّ يرى الحياة على أنّها مقاومة، وهو شعار ظلّ الثائرون يرفعونه على مرّ التاريخ ضدّ الطغاة المتجبّرين.
كان الثائر قائداً، يستطيع أن يواجه المعتدين حتّى في أقبية السجون، وهو تحت التعذيب، لم يستسلم، ظلّوا يرفعون راية المقاومة، وكلّما اشتدّ الظلم اشتدّت المقاومة، وكلّما عظّمت سطوة الدولة باتت عرضة للسقوط، إلى أن جاء عصر تمتلك فيه الدول الوسائل المتقدّمة الحديثة، التي نهبتها أيضاً من أولئك الثائرين وحوّلتها إلى أداة سطوة وسيطرة، وكم من اختراعات كانت في خدمة البشرية حوّلتها الدول إلى أدوات سطوة وسيطرة!
أتمّ القائد عبد الله أوجلان أيضاً سلسلة العظماء ضدّ سطوة الناهبين، فبات ملاذَ المستضعفين الثائرين على قوانين المستعمرين، الذين أنهكوا الشعوب الأصيلة في منطقة الشرق الأوسط المتطلّعة إلى الانعتاق والحرّيّة، فكانت ولادته ولادة النور عبر ظلام دامس على شعب ذاق أنواع العذاب كلها، من إبادة وتطهير وصهر، وحرب شعواء بأنواعها كلها.
كانت ولادة النور للشعب الكرديّ، لكنّ هذه الولادة تحوّلت إلى ولادة إنسانيّة للشعوب الأصيلة في هذه الجغرافيّة، التي احتوت الشعوب المتطلّعة إلى الخلاص، واستضافت شعوباً هربت من جور الظلم، الذي هو شعار الدول في كلّ زمان ومكان.
كلّ شعب يحتفي بولادة هذا النور، يحقّ له أن ينتمي إلى هذا النور، فنور الحرّيّة ينير الدرب أمام كلّ مظلوم فقَدَ إنسانيته وهويّته، ومَن عَشِقَ النّورَ المنبعث من سماءِ بروماثيوس إيمرالي، فسيظلّ يلعنُ الظلامَ أبداً، وسترتعبُ أبداً منه جيوش المكتسين باللون الباهت، الذي لا يكشف عن رؤاهم السوداء، والذي يخفي خبثهم الأزليّ، ولن تهدأ نيرانُ العاشق، لطالما أنّه انتمى إلى جيش النور، الذي يكشح ليل المستبدّين.
No Result
View All Result