سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

قيمة المعاينة الطبية 12 ألف على ضوء موبايل؟!

روناهي/ قامشلو ـ

لم يكن يخطر في بالنا أن فوائد الموبايل سوف تصل لدرجة أن يكون الضوء الذي يساعد الطبيب على الاعتماد عليه كإنارة في عيادته لمعاينة طفلة مريضة؟ قد لا يصدق أحد ما نكتبه ولكنه واقع حالنا في عيادات الأطباء، ونكرر الكلام أنه “غير معمم” على كل الأطباء، ولكن دخلنا العيادة وسألنا أين الطبيب فلان قال أنا هو بحيث كان جالساً في مكان استقبال المرضى! ولم يكن موجوداً في غرفة المعاينة، وعندما قلنا الطفلة مريضة، أدخلنا غرفة المعاينة وإذ هي مُعتمة وتشبه سجناً انفرادي موجوداً تحت الأرض، ولكن كان هناك الحل السحري عند الطبيب على الفور، حيث قام بتشغيل الضوء الموجود بالموبايل، وهنا أتفرج متسائلاً ماذا أفعل لهذا الطبيب هل أنتحر؟ أم أقول له لا تقم بمعاينة الطفلة؟ المشكلة إن عدد الاطباء من ذات  الاختصاص قليل، والطبيب الذي راجعناه قبله رفض استقبال الطفلة، بداعي إنها لم تتجاوز العام بعد، هذا الطبيب مدحه الكثيرين وتوجهنا إليه، فقام بواسطة ضوء الموبايل بمعاينة الطفلة، وعند الانتهاء من المعاينة على ضوء الموبايل قام بسلخنا وصفة دواء من سبعة أنواع، والطفلة مازالت لم تتجاوز العام بعد.
 كما ذكرت، طبعاً أسعار الأدوية رخيصة جداً، لذلك زاد الطبيب عدد الأنواع، بينما عندما سألنا عن المعاينة قال بس/ 12 ألف/ ل.س، وهنا نشهد تفاوت في أجور المعاينات من طبيب إلى آخر طبعاً الضمير له الدور الأكبر، بينما البعض يقول السبب هو عدم وجود رقابة عليهم ولا  يوجد جهة قادرة لضبطهم بخصوص أسعار المعاينة، ولم يحصل حتى الآن أي اتفاق على التسعيرة بين الإدارة الذاتية والأطباء، لذلك نعيش حالياً حالة وكأننا في غابة، أما المبررات لارتفاع المعاينة، فالبعض يقول هي بحسب الاختصاص، بنفس الوقت الطبيب يشتكي من أجور العيادات لأنها بالدولار وأسعار الأمبيرات “المعطلة اصلا” والغلاء المعيشي، طبعاً المواطن لا يشتكي من أي شيء، لأنه لديه فائض مالي كبير لدرجة أن لديه القدرة على شراء قطار سريع يربط بين منزله ومكان توزيع الغاز، وهنا نستطيع القول بأن هذا الطبيب الذي يأخذ المعاينة بهذا السعر، فهو على الأرجح يُتطلب منه أن يكون قادراً لجلب طاقة قمرية قصدي شمسية للعيادة، وأن لا يقوم بالاعتماد على معاينة المرضى على ضوء الموبايل، وليس لنا غير الدعاء بقول: “عقبال الشموع …وإلى العصر الحجري الرجوع”.