No Result
View All Result
المشاهدات 4
كوثر مارديني_
شغلت الحرب الروسية الأوكرانية الناس، وملأت الدنيا، وعجت مواقع التواصل الاجتماعي بأخبارها، فأصبحت حديث الناس في الشارع، والمنزل، وأماكن العمل، لدرجة تدعو للاستغراب، في منطقة كمنطقتنا التي لم تهدأ فيها الحرب منذ أكثر من عشر سنوات، حتى أصبحت جزءاً من حياة شعبها، وألفوها واعتادوا عليها.
ورأينا التعاطف الكبير مع الشعب الأوكراني، ورئيسها المحب لوطنه، ولشعبه والذي كان يبعث الطائرات المسيرة لتركيا لتقتل بها المدنيين في شمال وشرق سوريا، وانهالت عبارات المديح، والثناء للشعب الأوكراني، الذي أبدى موقفا قويا بوقوفه مع حكومته، ووطنه كبارا وصغارا رجالا ونساء، وقد أبدوا استعدادهم للدفاع عن وطنهم والبقاء فيه رغم الحرب والوقوف بوجه الجيش الروسي.
فما دمتم يا أعزائي ترون حب الوطن، والدفاع عنه، والوقوف بجانب القوات العسكرية سلوكا سليما وايجابيا، وشجاعة فذة، فلماذا إذاً هاجرتم، وتركتم الوطن عندما كان بأشد الحاجة إليكم؟ ولماذا أرسلتم بأولادكم إلى الخارج هربا من أداء واجب الدفاع الذاتي؟ وأنتم الآن تجلسون في بيوتكم بحماية شباب غيركم، الذين تنعتونهم بأبشع الصفات، وتشهرون بالإدارة الذاتية، التي تعيشون في ظلها، وكأن هؤلاء الشباب ليس لديهم أمهات، وأن قلوب أمهاتهم من حجر لا يغلي فيها الدم.
بالإضافة إلى نشر صور للفتيات الأوكرانيات، اللواتي تطوعن للدفاع عن وطنهنّ، وكأنه شيء غريب عليكم، فأكثرتم من التغزل بهن، ووصفهن بأجمل الصفات، والأخلاق، وكأنكم فقدتم البصر، ولم تسمعوا عن تشكل وحدات حماية المرأة، الجيش الوحيد للنساء في العالم، التي حاربت أقوى تنظيم إرهابي في العالم، بكل جسارة وقوة، وبدون خوف أو تردد، بل كانت تتقدم على رفاقها من الشباب في ساحات المعركة، ولم يدخل الخوف لقلبها بالرغم من وحشية العدو، وهمجيته وسلوكه الوحشي.
لماذا لم تكتبوا عن بنات الشمس، بناتكم اللواتي أصبحن مدرسة في حب الوطن، والشعب والدفاع عنهما، إن بناتكم أدهشن العالم، بقوتهن، بناتكم اللواتي سجلن أسماءهن بحروف من ذهب في صفحات التاريخ، بناتكم اللواتي أوصلن القضية الكردية إلى كل العالم، بناتكم اللواتي أصبحن مصدر إلهام للكتاب، وللشعراء وللمخرجين، بناتكم اللواتي أخرجت من أجلهن السينما العالمية أفلاما عن شجاعتهن، وأنتم ماذا كتبتم عنهن …لا شيء سوى النقد …واليوم تكتبون عن جمال ملكة جمال أوكرانيا، وكيف تحمل السلاح بثياب غير لائقة.
هل كان يجب أن ترتدي بناتنا مثل تلك الملابس، لتمدحوا فيهن، وتباركوا شجاعتهن، لكن وبكل أسف لا تنظرون إلى المشرق في بلدكم، بل تبحثون في المياه العكرة، نحن مع كل الشعوب المظلومة، وحريتها وحقها في الحياة الآمنة، لكننا لسنا مع الحكومات التي تضع يدها بيد من يحتل أرضنا، ويعتدي علينا.
No Result
View All Result