No Result
View All Result
المشاهدات 3
كوثر مارديني_
اكتسبت المرأة بعضا من حقوقها في العلم والعمل وأصبحت تعمل إلى جانب الرجل في الكثير من الأعمال وأخص بالذكر هنا المرأة في مناطق الإدارة الذاتية التي قامت فيها ثورة المرأة حيث استطاعت إثبات وجودها في جميع ميادين الحياة وتركت بصمتها في كل المجالات ولم ترض لنفسها الجلوس في قفص البيت وأصبحت تقاتل وتدافع عن مناطقها بشراسة وتدير المجتمع إلى جانب الرجل يداً بيد. وهذا كله بالطبع لم يلغي دورها في البيت ومسؤولياتها الكبيرة والثقيلة والمتعددة تجاه بيتها وأطفالها وزوجها فكيف لها أن توفق بين عملها داخل المنزل وخارجه.
لقد تطورت المرأة في ظل الإدارة الذاتية ومع نظام الرئاسة المشتركة استطاعت انتزاع كافة حقوقها وشغلت الكثير من المناصب والوظائف العليا ونجحت وتطورت وتفوقت على الرجل في الكثير من المجالات وهذا ما زاد من ثقتها بنفسها وزاد من مكانتها في أسرتها ومجتمعها. وبالرغم من النجاح الكبير الذي أحرزته المرأة خارج منزلها إلا أنها تبقى مرتبطة بالأسرة والأولاد ولا تستطيع أن تتجاهل مسؤولياتها تجاههم وتحاول أن تقدم لهم كل ما يحتاجونه على أكمل وجه رغبة منها في إسعادهم وطلباً لراحتهم وهي تواجه صعوبات جمة أثناء محاولتها التوفيق بين العمل داخل المنزل وخارجه.
وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نمر بها والغلاء الكبير؛ اضطرت الكثير من النساء إلى العمل والإنتاج لتساعد أسرتها في تأمين احتياجاتها الأساسية ولتحسين الوضع المعيشي للأسرة وتغطية نفقاتها وهناك أعمال تعمل فيها الأم مثل الطب والإدارة أو غيرها من الأعمال التي تستغرق وقتا طويلا وهذا يسبب عند أطفالها حرماناً عاطفياً وبنفس الوقت فإن ضغوط العمل والبعد عن المنزل لساعات طويلة يسبب الإرهاق للأم وتكون في حالة قلق مستمر ويحدث معها نوع من صراع الأدوار وذلك يكون في التوفيق بين متطلبات البيت وتربية الأولاد وواجبات الوظيفة، فالأم تقوم بأعمال كثيرة في المنزل كالتنظيف والغسيل والكي وتحضير وجبات الطعام وتربية الأولاد والاهتمام بنظافتهم ومتابعة دروسهم بالإضافة إلى الاهتمام بصحة كل أفراد الأسرة وغيرها من الأعمال التي لا نهاية لها. وطبعاً كل هذه الأعمال ستؤثر بشكل سلبي على تركيزها في عملها وحسن أدائها وإبداعها في العمل. والكثير من النساء أجبرن على ترك عملهن بسبب كثرة الأعمال المنزلية الملقاة على عاتقهن ويتخلين عن لعب دورهن في المجتمع والحياة العامة والذي يسهم بشكل كبير في إغناء شخصياتهن وتطوير ذاتهن وتوسيع مداركهن. والمشكلة عند الأم العاملة هو عدم كفاية الوقت للعب الدورين وأغلب الأزواج يرفضون الاهتمام بالأطفال ورعايتهم والقيام ببعض الأعمال المنزلية لأنه وحسب رأيهم من اختصاص النساء لذلك تتحمل المرأة كل أعباء الأعمال المنزلية. فالتشارك في العمل ببن الزوج والزوجة في المنزل يوفر على الأم العاملة الكثير من المشكلات، فعلى الزوج مشاركة زوجته في كل الأعمال المنزلية ويشارك كذلك في تدريس الأبناء والاهتمام بهم وإعطائهم بعضا من وقته لأنهم بحاجة لعاطفة الأبوة مثلما هم بحاجة لعاطفة الأمومة. والمرأة أيضا عليها أن تحرص على ألا يشغلها عملها عن القيام بما يتوجب عليها من واجبات تجاه أسرتها لأن الأسرة اللبنة الأساسية في بناء المجتمع. وعلى الأسرة كذلك أن تقوم بدورها تجاه الأم العاملة فيقوم كل فرد بلعب دوره داخل المنزل ومساعدة الأم في الكثير من الأعمال لاختصار الوقت والجهد وللحفاظ على صحة الأم العاملة المرهقة أولا وليبقى وقت كاف للأسرة للجلوس مع بعضهم جلسات عائلية تريح النفوس وتدخل إليها الهدوء والطمأنينة فبالتعاون والمحبة تنجح الأسرة وهو ما تحتاج إليه الأم العاملة وتحتاج إليه الأسرة السليمة الناجحة المتفاهمة التي ستعطي المجتمع مواطنين صالحين مخلصين قادرين على تحمل المسؤولية ومحبين للوطن.
No Result
View All Result