كركي لكي/ غاندي إسكندر – هنّأ أهالي كركي لكي مرور الذكرى الثالثة والأربعين لتأسيس حركة التحرر الكردستانية مؤكدين أن الحركة بقيادة القائد عبد الله أوجلان قد أعادت الروح في الجسد الكردي المتهالك.
إن إحياء الآمال بحياة جديدة لشعب عانى من شتى أنواع الظلم والاضطهاد والإنكار ورسم مستقبل جديد قائم على العيش ضمن مجتمع خالٍ من الأحقاد والتصرفات العنصرية ومٌلبٍ لتطلعات جميع الشعوب في العيش بكرامة، هو ما انطلق في سبيل تحقيقه القائد الأممي عبد الله أوجلان ورفاقه عندما أعلنوا منذ ثلاث وأربعين سنة ولادة حركة الحرية الكردستانية التي تحوّلت بفضل إرادة المقاومة ضد الفاشية التركية وداعميها إلى منارة يهتدي بأفكارها جميع المتطلعين نحو الحياة الحرة.
ردة فعل على سياسة الإبادة الممنهجة
بهذا الصدد تحدث لصحيفتنا “روناهي” عضو اتحاد المثقفين في كركي لكي عدنان بركو قائلاً: “لأن الشعب الكردي شعب ذو ثقافة وتاريخ موغِل في القِدم على أرض موزوبوتاميا، ولأن جغرافية كردستان تذخر بالخيرات؛ فقد تعرض أبناء إمبراطورية “ميديا” للغزو والنهب والسلب والاحتلال من قبل الفرس والترك والعرب”.
وأضاف بركو “لعلنا لا نبالغ بقولنا أن سفك الدم الكردي وإزهاق روحه بات ديدن تركيا منذ إن داست حوافر أحصنة قبائلهم المتوحشة القادمة من أواسط آسيا إلى كردستان قبل عدة قرون”.
وأشار إلى تاريخ الحزب في بداياته “إن المعاناة وكبت الحريات وسحق معالم الثقافة واللغة الكردية وتتريك كردستان وإضفاء صفة أتراك الجبال من قبل الساسة الأتراك في العصر الحديث دفع ببعض الشباب الجامعي الكرد على دعوة الشعب الكردي وشعوب المنطقة إلى الاستفاقة من غفلته والعصيان ضد المحتل التركي والسير نحو إعادة الحياة للشعب الذي ادّعى القوميون الأتراك أنهم قضوا على تطلعاته نهائياً بعد إفشالهم بحربة البندقية ثورة (ديرسم )عام 1937″، موضحاً “إن إرث المظالم وسياسة الإنكار من قبل المستعمر التركي دفعت بالقائد عبد الله أوجلان ورفاقه إلى إعلان حركة التحرر الكردستانية عام ثمانية وسبعين وتسع مئة وألف لتكون بمثابة خطوة الانطلاق لإعادة الروح في الجسد الكردي المتهالك”.
مثّلت بأفكارها التنويرية ثورة حرية المرأة
ومن جانب آخر تطرقت عضوة اقتصاد المرأة ديلان عثمان في حديثها حول ثورة الحرية التي نادت بها الحركة الكردستانية الداعية إلى تحرير المرأة والمقاومة ضد العنف الممارس عليها: “إن الثورة التي أعلنتها حركة التحرر الكردستانية لم تكن ضد الممارسات الاستبدادية للاحتلال التركي فقط، بل مثلت بأفكارها التنويرية ثورة حرية المرأة وإن إحساسها بكيانها المستقل وبدء انقلابها على الذهنية الذكورية قد بدأ مع ميلاد حركة الحرية”، قائلةً “إن المرأة التي كانت حبيسة الجدران وبلا إرادة ورأي حتى في اختيار شريك حياتها قد أصبحت بفضل الأفكار التي تبنتها حركة الحرية الكردستانية ذات شأن وقيمة”.
ونوهت ديلان “منذ الأيام الأولى لحركة الحرية الكردستانية انخرطت المرأة في الفعاليات النضالية وسُجنت مع الرفاق الطلائع كالشهيدة ساكنة جانسيز وسطرت وماتزال أجمل وأبهى صور المقاومة بين صفوف (الكريلا)”، موضحةً “دون أدنى شك أن المرأة الكردية في أجزاء كردستان الأربعة وجميع النساء اللاتي تعرفنَ على فكر القائد أوجلان يعتبرن حركة الحرية الكردستانية هي حركة حرية المرأة”.