تواصل عجلة الازدهار والتطور الاقتصادي والصناعي والخدمي في منبج الدوران، وتخطو باستمرار نحو مزيد من التقدم، بعد تحريرها من دنس مرتزقة داعش، فعلى الصعيد الاقتصادي باتت منبج تحوي مئات المنشآت والمصانع والمعامل الصناعية التي تساهم في تطوير واقع المنطقة، وسد حاجتها من بضائع مختلفة.
الاستراتيجية الجغرافية لمدينة منبج وتوفر الأمن والأمان عوامل منحت المدينة حظوظًا في تحقيق التطور على عدة صعد، من أبرزها يتجلى في المجال الاقتصادي والصناعي ما يساهم في تحسين واقع مناطق شمال وشرق سوريا ككل. إذ أن معامل ومصانع عدة في منبج تلعب دورًا مؤثرًا في عملية تحقيق الاكتفاء الذاتي.
مئات المنشآت الصناعية
مديرية الصناعة التابعة للإدارة المدنية الديمقراطية في منبج وريفها، رخصت 510 منشأة منها 200منشأة غذائية، 150 مكبس بلوك ومناشر حجر، 150 معملًا صناعيًّا، من بينها معمل الأوكسجين وصهر الحديد وصناعات الدهان والبلاستيك، و10معامل أعلاف، وما تزال التراخيص مستمرة.
حول هذا، يقول الرئيس المشترك لغرفة الصناعة في مدينة منبج إبراهيم العلي في حديث لوكالة أنباء هاوار: “أصبحت مدينة منبج في الفترة الأخيرة بيئة مناسبة لعمل المنشآت الصناعية؛ وذلك لتوفر عامل الاستقرار والدعم اللازم لهذه المنشآت من وسائل الطاقة مثل الديزل والكهرباء”.
وأضاف العلي: “ساهم قيام هذه المنشآت في تحقيق الاكتفاء الذاتي للمنطقة من المنتجات، كمعمل البطاريات. حيث أصبح عدد المعامل في المدينة ما يقارب الـ 15 معملًا، وكذلك معامل البلاستيك سواءً أكياس النايلون أو خراطيم زراعية”.
وتابع العلي حديثه عن التسهيلات التي تقدمها غرفة الصناعة لهذه المنشآت: “يتم منح الرخصة بعد مطابقتها للمواصفات المطلوبة والشروط المحدودة، وبعد منح الرخصة تقوم مديرية الصناعة بدعم هذه المنشأة ببرنامج معين تحدده المديرية، والعمل على تقديم التسهيلات لأصحاب المنشآت ومتابعة المنشأة بعد منح الترخيص الصناعي، وذلك للتأكد من جودة المنتج”.
وأشار العلي إلى أن “المواد الغذائية المنتجة تتوفر حاليًّا في الأسواق، وهي من أكثر المنشآت الموجودة ومرخصة من مديرية الصناعة في المدينة، ومنها معامل المواد الغذائية، ومعامل الحلاوة، والمحامص، ومعامل الثلج، والمطاحن، الغرابيل الزراعية، وبرادات الخضار والفواكه، آليات الأجبان، والطحينة، والمعجنات والحلويات، وكذلك معامل الأعلاف”.
ويعد معمل الأوكسجين من أهم المنشآت الصناعية الموجودة في منبج، حيث تبلغ الطاقة الإنتاجية للمعمل 200 أسطوانة ودرجة نقاوة الأوكسجين 99,8 بالمئة، وتحقق الاكتفاء الذاتي لمبنج ومدن أخرى في مناطق شمال وشرق سوريا من مادة الأوكسجين.
يقول إبراهيم العلي إن “معمل الأوكسجين يعد أهم معمل في الوقت الراهن لما تمر به المنطقة من انتشار لوباء كورونا وهناك زيادة طلب عليه”.
كما يعد معمل صهر الحديد وتدويره من أكبر المنشآت في مناطق شمال وشرق سوريا، وله أهمية كبيرة بتوفير الحديد لمنبج والمنطقة بشكلٍ عام وخاصة في ظل توفر الأمن والأمان واتجاه المنطقة نحو حركة عمرانية نشطة.
ويعمل المعمل بمواصفات عالية الجودة لسد جزء من حاجة المنطقة، وذلك بطاقة إنتاجية من 10 إلى20 طنًّا من الحديد في اليوم الواحد، وحسب المواصفات السورية.
أما الدكتور حسن العبادي صاحب معمل فارما لاند لصناعة الأدوية في منبج فقال: “في ظل الأمن والأمان الذي توفره الإدارة الذاتية لمناطق شمال وشرق سوريا وبالإمكانات المحدودة تقوم عدة منشآت صناعية في المنطقة تغنيها عن الاستيراد من الخارج”.
وأضاف حسن العبادي “نسعى إلى تأمين متطلبات السوق المحلي من الأدوية من خلال إنشائنا لمعمل الأدوية وهي المنشأة الوحيدة في منبج وتعد الأولى على مستوى مناطق شمال وشرق سوريا”.
وأكد أن “المعمل يساهم في تخفيض سعر الدواء في المنطقة مقارنةً بالأدوية المستوردة من خارج المنطقة، ويتم استخدام الأدوية ضمن مناطق شمال وشرق سوريا لتخفيف الاستيراد من الخارج”.
هذا وتقدم لجنة الاقتصاد للمنشآت كل التسهيلات والمستلزمات اللازمة من مادة المازوت من خلال عملية المعايرة للمحرك في المنشأة وتتفاوت الكمية من 1500 إلى 2000 لتر، كل 15 يومًا، وبالسعر المدعوم 125 ليرة سورية للتر الواحد.
