كركي لكي/ ليكرين خاني –
تساهم الفرق الفنية في التعبير عن فرح ومعاناة وانتصارات أي شعب بطرق مختلفة، و”فرقة النيا” الغنائية في ناحية كركي لكي إحدى تلك الفرق التي بذلت جهوداً حثيثة لتمثيل المرأة وانتصاراتها في ثورة روج آفا، ولا زالت تعمل من أجل أن تخلّد مقاومة المرأة ونضالها في شمال وشرق سوريا.
منذ بداية الثورة في شمال وشرق سوريا كان للفرق الفنية دور هام في التعبير عن الثورة ومبادئها من خلال الغناء والمسرح والرقص الفلكلوري وقام به أشخاص عشقوا الفن وأرض الوطن وأرادوا به إبراز مدى أهمية التشبث بالأرض والعادات والتقاليد، إلى جانب القيمة الثقافية الرفيعة بالنظر إلى عراقة شعوب المنطقة وتنوع الثقافات الموجودة في شمال وشرق سوريا والحضارات المتوالية منذ القدم، فالفن هو النافذة التي يستطيع من خلالها الإنسان إيصال فنه وفكره وثقافته ليتعرف عليه العالم، فالفن هو الحامي للثقافات واللغات من الاندثار، وبالرغم من انصهار الحضارات والعادات والتقاليد لشعوب غابرة يساعدنا الفن على التعرّف عليهم، كحضارة الأندلس وغيرها من الحضارات.
فرقة النيا تدعم مقاومة المرأة
تأسست فرقة النيا للغناء في عام 2013 في ناحية كركي لكي وقدّمت العشرات من العروض الغنائية في مختلف المهرجانات والحفلات بمدن شمال وشرق سوريا، وثابرت من أجل إيصال صوت المرأة الحرة ومقاومتها ونضالها الذي استمر عشرات السنين في الجبال وعلى الأرض، كما أطلقت أول عمل غنائي لها (فيديو كليب) في عام 2014 بعنوان (heza jin) الذي لاقى تفاعلاً شعبياً كبيراً ووصل صداه إلى العديد من دول العالم، وهي مؤلفة من خمس عضوات أربعة منهن مغنيات وواحدة تعزف على آلة الطنبور، والفرقة الآن بصدد إصدار عمل غنائي جديد بعنوان (الشهيدة زيلان)، وفي هذا الإطار كان لصحيفتنا “روناهي” لقاء مع عضوة فرقة النيا للغناء خناف محمد التي حدثتنا بدورها عن أهمية الفن بكافة أنواعه ولا سيما الغناء الفلكلوري الذي يمثل العادات والتقاليد ويحتفي بالانتصارات ويدعم مقاومة المرأة عبر كلمات محفزة وداعمة وموسيقا ثورية وأضافت بقولها: “للفن صلة وثيقة بتاريخ الإنسانية منذ العصور القديمة، فإن الفن يمس حياة الشعوب وله تأثير كبير في حياة الإنسان والمجتمع، ونحن بدورنا نسعى من خلال ما نقدمه من أنشطة غنائية فلكلورية وثورية أن نترك بصمة فنية خالدة في أذهان شعوب شمال وشرق سوريا والشعوب الحرة ليتذكروا دوماً مقاومة المرأة الحرة وتضحياتها في ثورة روج آفا، ونجاحاتها على كافة الأصعدة”.
واختتمت عضوة فرقة النيا الغنائية في ناحية كركي لكي خناف محمد حديثها قائلةً: “في زمن الحرب يجب أن يكون الفن بكافة أنواعه مواكباً للتطورات والأحداث الحاصلة في مناطقنا، لأن الفن يُعبّر عن نفسه بطرق مميزة ويمثل المعاناة والألم والمقاومة والنضال ولذة الانتصار”.