الشعوذة والدجل في قراءة المستقبل!

قامشلو/ دعاء يوسف –

تُلقي شخصية العرّافة بجذورها في عمق التاريخ البشري، وتتخذ أشكال ومسميات عدة منها قارئة الكف والفنجان والحجر وغيرها، وانتشرت هذه الظاهرة بكثرة في العالم أجمع.

كثير من الناس يحملون بين ضلوعهم حباً شديداً للاستطلاع عن المستقبل والتنبؤ به، فعبر العصور سعى الإنسان لمعرفة الأمور الغيبية وتجربة كل الطرق والوسائل لمعرفة مستقبله، وقد انتشرت الشعوذة والدجل فقرأوا الطالع بطرق غريبة، وكان أشهرها “قراءة الفنجان والكف” التي انتشرت بشكلٍ كبير ولافت بين النساء، ولكن متى كانت القهوة وأسامينا وأكفنا مقياساً أو مخططاً لمستقبل حياتنا؟ …..

قراءة من نوع آخر

قراءة الفنجان هو نوع من أنواع العرافة ورؤية الطالع، انتشرت ممارسته في مجالس بعض النساء بهدف التسلية والمتعة، لكن قامت البعض من النسوة باستغلالها لكسب الرزق فزعمن معرفتهن بالغيب، وتحقق كل ما يتحدثن به، فتجد بعد كل تجمع للنساء يُقلب الفنجان كصورة عادية بانتظار من تقرئه.

وفي الحقيقة أن “قارئة الفنجان” لا تقرأ الفنجان بل أعماق الشخص الذي يمتثل أمامها، وتحاول الوصول إلى الوتر الحساس الذي ستضربه للتأثير عليه، فتخبر كل شخص بما يريد سماعه، وكثير من السيدات دخلن مجال قراءة الفنجان للكسب فقط بغض النظر أن كان هناك فن قراءة أم لا، فيتظاهرن بالوساطة الروحية باستخدام التخمين المبني على الاحتمالات الراجحة واستنتاج التفاصيل اعتماداً على الإشارات والتلميحات للشخص الآخر.

والذين يقرأون الفنجان ويؤمنون بتحققه يدقون نواقيس الخطر لحياتهم، فبمجرد معرفتهم أي شيء سيحدث لهم يعيشون في حالة قلق وترقب ويجلسون ينتظرون مصيرهم الذي أخبرهم به الفنجان، وتبدأ رحلة ربط حياتهم ومستقبلهم بكلام المنجم.

من خطوط يدك أعرف مستقبلك

قراءة الكف إحدى أنواع الدجل المنتشرة وهي ممارسة تزعم التنبؤ بالمستقبل الموجودة في الثقافة الشعبية لدى بعض الشعوب العربية وقد انتشرت بكثرة في سوريا.

فلا تستغرب أن صادفت مشعوذ أو مشعوذة تقول لك أعرف من ستتزوج من راحة يدك، هل هي من الأقارب أو صديقة، هل ستصبح غنياً في المستقبل أم فقيراً؟ فيقرأ خطوط يدك ولكل خط اسم معين كـ “خط المال، خط الزواج، خط الموت” ومع كل بضع كلمات يطالبك بمبلغ من المال على حد قولهم “تبييض الفال”.

وأن أعجبك ما يقول تزيد المبلغ له على أمل أن تتحقق أقواله، وهذه الظاهرة زائفة إذ لا يوجد أي شيء يؤكد ويساند ادعاءات العارفين بهذه الممارسة، ولكن الكثير من الناس تؤمن بها فتحب أن تتعلق بأمل ولو كان صغيراً لتغيير حياتها دون سعي وراء أحلامها.

رؤية الغيب.. حقيقة أم دجل؟ هل من حلول؟

 وكما اشتهرت أيضاً قراءة عقب السجائر والبصارة وغيرها فتساءل الكثير من الناس عن حقيقية هذه العادات هل هي حقيقة أم مجرد خرافة؟

هناك أشخاص يزعمون أنها “هبة” من الله لبعض الأفراد وقد خصهم بها دون غيرهم من البشر، وهناك آخرون يقولون إنه علم يُدرس وله قوانينه وشروطه الخاصة، غير أنه بالبحث عن حقيقة الأمر سنجد أن محاولة معرفة المستقبل والطالع ما هي إلا محض خرافة تلعب في صغار العقول.

ربما تجدها عادات لا ضرر من ممارستها لكنها قد تطيح بشعب كامل عندما تلقي نفسك بأحضانها وتنتظر مستقبلك الجميل الواعد أو الأسود دون سعي منك للتقدم لبنائه بيدك.

قد لا نجد حلول مناسبة لخلع هذه الخرافات من جذورها، ولكننا بالعقل المتفتح المؤمن أن المستقبل صُنع يدنا فتُرسم خطوطه بأناملنا، هو الحل الأمثل للتخلص من هذه الظاهرة.