موهبة صغيرة من ديرك تسعى لإحياء الأغنية الفلكلورية الكردية وتنال شعبية واسعة

ديرك/هيلين علي –

في مؤسسة “باركين” في ريف مدينة ديرك بشمال وشرق سوريا، تنسجم الطفلة “سورخين خالد” (11عاماً)  في التدريب على أقدم الأغاني الشعبية الكردية، لا سيما أغاني “بايزوك” التي غنتها العشائر الكردية في الخريف خاصةً، والتي حملت اسم أول أغنية مصوّرة لها في 22 من آب المنصرم.

لا تتردد سورخين ابنة مدينة ديرك، عن إبراز موهبتها الغنائية التي حملتها وهي طفلة، إذ تعلمت أصول الغناء على يد والدها الفنان الكردي “خالد ديركي”، ثم انضمت لمؤسسة “دجلة” للثقافة والفن، ومؤسسة “باركين” مؤخراً، واستطاعت أن توظف صوتها بطريقة جيدة، وأن تتقن أصول الغناء الكردي، وتنال شعبية واسعة رغم صغر سنها.

كما تتلقى الطفلة تعليمها في الصف الخامس الإعدادي في إحدى المدارس التابعة لهيئة التربية في “إقليم الجزيرة” بمدينة ديرك.

“أُنظم وقتي بين المدرسة وتدريبي”

تقول سورخين: “أنظم وقتي بين المدرسة وتدريبي في كل من مؤسسة “دجلة” للثقافة والفن في ديرك ومؤسسة “باركين”، التي افتتحت مؤخراً بريف المدينة بهدف الحفاظ على التراث والفلكلور في شمال وشرق سوريا”.

أنجزت سورخين، وهي لا تتجاوز الحادية عشر من عمرها أول أغنية مصورة لها، حملت اسم “بايزوك” وتضمن الفيديو الخاص بأغنيتها؛ مشاهد وصور تراثية وفلكلورية تتعلق بالحياة اليومية في المجتمع الكردي، ومشاهد تعبّر عن فصل “الخريف” والتي تعني “بايزوك” أو “بايز” باللغة الكردية؛ والتي تمثل طقساً خاصاً في الأغاني الكردية الشعبية، لا سيما الحزينة منها.

وكانت ميول “سورخين” قد بدأت تظهر في وقت مبكر من عمرها، لتثير موهبتها انتباه والدها الذي عمل على دعم طفلته الصغيرة في سماع وتعلم وحفظ الأغاني الكردية القديمة منذ عامين.

يقول والد الطفلة، الفنان الكردي وعضو فرقة جودي “خالد ديركي“، أن موهبة سورخين تتطور مع سنوات عمرها، إذ تطور إنتاجها من حفظها لأغنية كردية قديمة ملفتة للسمع وهي في التاسعة من عمرها، إلى أغنية فلكلورية مصورة تحظى بإعجاب الآلاف على مواقع التواصل الاجتماعي.

شغفها في حفظ الأغاني الفلكلورية

ويضيف: “تتميز سورخين بشغفها في حفظ الأغاني الفلكلورية والتي تكون ألحانها صعبة وصعبة التعلم؛ لكنها تراها سهلة، وترغب أن تغني باللون والفلكلور الكردي والكوجري الخاص بمنطقة ديرك، كما تطوير وإحياء هذه الثقافة والتعرف على طرق الأجداد والمحاور التي تشكل بنية الأغنية الكردية الأصيلة”.

وتشارك “سورخين” مع فرقتها الموسيقية باسم مركز “دجلة” وقسم الأطفال في مؤسسة “باركين” الثقافية، في غالبية المناسبات والاحتفالات التي تقام في مدينة ديرك وريفها.

حول شغفها وتجربتها في الغناء وهي طفلة، تقول “سورخين” إن عائلتها تدعمها باستمرار، فهي بالأساس من عائلة فنية تحب الفن وتدعمها سواء والدها الفنان أو باقي أفراد عائلتها المحيطين بها في المنزل الذي يحتضن أيضاً آلات موسيقية مثل الطنبور والناي وغيرها، الأمر الذي جعلها تعشق الفن والموسيقا منذ نعومة أظافرها. تطمح سورخين خالد، حالياً، لمتابعة دراستها إلى جانب تطوير موهبتيها في الغناء، وتابعت: “أريد ممارسة هوايتي في الغناء إلى جانب دراستي وأريد أن أصبح معلمة أيضاً في المستقبل، لكني لن أبتعد عن الفن والموسيقا إذ أنني أريد أصبح مغنية مشهورة، أمثل تراث منطقتي الغنائية، وأساهم في إحياء الأغنية الفلكلورية الكردية”.