سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

عجز كبير.. موسم زيتون مُخيّب لآمال مزارعي غزة

في كل عام، يعقد كثير من المزارعين في غزة آمالهم على موسم الزيتون، إذ يتيح لهم تحسين دخل أسرهم المادي، أو سداد ديون ومستحقات معيشية، وغيرها من الخطط. لكن الموسم الحالي الذي تأثر بالحرب وظروف المناخ، شكّل صدمة لمزارعي القطاع إثر ضعف الإنتاج، ما سينعكس على حال الكثير من المزارعين.
حتى وقت قريب، كانت خطط المزارع الفلسطيني أبو محمد عسلية، أنه على موعد مع انفراجة مادية جيدة في موسم الزيتون، إذ سيوفر له مردود أرضه الواقعة على مساحة ثلاث دونمات شرق قطاع غزة، والمزروعة بالزيتون، تحسين وضع أسرته المادي، والتكفل بـمستحقات الجامعة لابنه.
كانت تلك الخطط مزروعة في رأسه قبل 10 أيار الماضي، لكن فجأة، تغيّر كل شيء، كما يقول عسلية (42 عامًا) بملامح مجهدة، إذ تعرضت أرضه إلى قصف إسرائيلي عنيف، حول الأرض إلى خراب، وأحرق كل أشجار الزيتون.
وفي كل عام، يقول عسلية مُستذكرًا، يكون موسم الزيتون، “شهر خير وبركة على أسرتي وعلى الكثيرين حولي، فأنا أملك مساحة جيدة، توفر إنتاجًا غزيرًا أو جيدًا في كل عام، وعن طريق بيع الزيتون والزيت، أتمكن من سداد متطلبات معيشة أسرتي وأبنائي، وتوزيع زيت وزيتون على أقربائي”.
دخل رئيسي 
ويعيل عسلية الذي يعتمد على الزراعة كمصدر دخل رئيس له، من خلف أرضه، أسرته المكونة من ثمانية أفراد. ويشير إلى أن “حال أسرتي تحوّل إلى الأسوأ بعد الخراب الذي حل بأرضي، وبات المستقبل قاتمًا. فلا يد تمد لنا لترميم أو إعادة تأهيل الأرض”.
وليس ببعيد عن عسلية، كانت حال المزارع فؤاد أبو ريا، شبيهة لحاله.
ويقول فؤاد أبو ريا (52 عامًا)، إنه على الرغم من أن الموسم الحالي إنتاجه ضعيف، “لكننا تلقينا ضربة مضاعفة، فالغارات الإسرائيلية التي استهدفت الأراضي والمنطقة المجاورة للأرض بشكل عنيف نتج عنها شظايا أدت إلى إسقاط كثير من ثمار الزيتون عن الشجر”.
وتقع أرض فؤاد أبو ريا على مساحة دونمين شرق مدينة بيت لاهيا شمال القطاع، وقد كانت الأراضي الواقعة على الشريط الشرقي لغزة من أكثر الأراضي المتضررة في الحرب.
ويضيف: “كان من المتوقع أن يضمن لنا الموسم، مردودًا جيدًا أو دفعة مساهمة، تعيننا على تخطي مصاعب الحياة، لكن هذه السنة، الخسائر فوق بعض”.
ولا ينعكس العجز في موسم الزيتون لهذا العام على المزارعين فقط، بل يمتد ليصل إلى العمال وغيرهم من السلسلة التي يمثل موسم الزيتون مصدر دخل مؤقت لهم.
عجز كبير
وبحسب حديث مدير البستنة بوزارة الزراعة في غزة فضل الجدبة، لوكالة هاوار، فإن إنتاج الزيتون لهذا العام، يشهد عجزًا بنسبة 65 ٪، ويشير إلى أن الإنتاج للموسم الحالي سيغطي فقط 35 ٪ من احتياجات سكان غزة.
ويُرجع الجدبة ضعف الإنتاج إلى “آثار الهجمات الجيش الإسرائيلي الأخيرة ضد قطاع غزة، فالغارات الجوية استهدفت بشكل موسع الأراضي الزراعية، ودمرت كثيرًا منها بشكل كامل”.
“سنة شلتونية”
وبحسب تصريح للمدير العام لمجلس الزيت والزيتون في فلسطين، فياض فياض، فإن هذه السنة ستكون “سنة شلتونية”.
ويطلق وصف سنة شلتونية، على الموسم الذي يكون فيه الإنتاج ضعيفًا. ويبين فياض أن السبب في ذلك، يعود إلى الأحوال الجوية وتغير المناخ.
ويعد الزيتون من أهم المحاصيل في الأراضي الفلسطينية، وفي كل موسم، تقام طقوس مخصصة لقطف الزيتون.
وفي قطاع غزة تحديدًا، تأثر القطاع الزراعي بالحرب الأخيرة، ولحق به خسائر واسعة، وصلت إلى 204 ملايين دولار أمريكي، تنوعت بين أضرارٍ مباشرة، وأضرار غير مباشرة، وفق بيان لوزارة الزراعة في غزة.