مسلم: المساعي السلمية والجّادة لمسد في وضع الرؤى الصحيحة لحل الأزمة السورية تثمر اليوم

الحسكة/ آلان محمد ـ

يعمل مجلس سوريا الديمقراطية على إيجاد قاعدة متينة للحل السياسي في سوريا، وإنهاء الصراعات السياسية والعسكرية، متمسكاً بحل يُرضي كافة الأطياف السورية؛ وهذا ما أكده الرئيس السابق لحزب الاتحاد الديمقراطي وعضو لجنة العلاقات الدبلوماسية لحركة المجتمع الديمقراطي صالح مسلم..

الجهود التي يبذلها مجلس سوريا الديمقراطية لترسيخ الحل السياسي في سوريا نابعة من حالة الإصرار على إنهاء النزاعات المسلحة بكافة أشكالها في سوريا ووضع خارطة طريق مع المجتمع الدولي لتفعيل هذا الحل، بما يضمن وحدة أراضي سورية وإخراج كافة القوى الأجنبية فيها، وجسدت هذهِ الجهود عبر زياراتها الأخيرة للدول الفاعلة في الحل السوري مثل روسيا والولايات المتحدة وعدة دولٍ غربية، والجديد فيها كان دعوة رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد للجانب التركي لقبول الحوار وفق المعايير الدولية ومواثيق الأمم المتحدة كبادرة حسن نية فعلية، تدحض الادعاءات التركية بمحاربتها للإرهاب، بما يتوافق مع الحلول التي من شأنها فرض السلام العادل والشامل في المنطقة وإعادة الأراضي المحتلة، وكانت الزيارة الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية التي قام بها مجلس سوريا الديمقراطية، هي لإيجاد سبل دعم الحل في سوريا كأمرٍ واقع ولا بديل عنها، وليست كما ادعى بعض المغرضين من أنّ هدف الزيارة كان لأخذ تطمينات من الجانب الأمريكي بعدم الانسحاب من سوريا.

زمن الإقصاء ولى وانتهى

لطالما كان الجدال حول مناطق شمال وشرق سوريا كثيراً؛ بسبب الثبات المبهر لإدارة المنطقة من أبناء شعبها ومواطنيها وتحولت إلى إقليم مؤسسات منقطع النظير، مع التزامها المطلق بأي مقترحٍ يؤدي إلى نهاية الصراع وإيجاد الحل السلمي والسياسي لإنقاذ سوريا من وتيرة الصراعات المستمرة، وللحديث أكثر عن هذا الموضوع التقت صحيفتنا “روناهي” بالرئيس السابق لحزب الاتحاد الديمقراطي وعضو لجنة العلاقات الدبلوماسية لحركة المجتمع الديمقراطي صالح مسلم، حيث قال: أعتقد بأنّ الأوضاع في سوريا بدأت بأخذ منحى مختلف عن السابق، فبوادر الحل السياسي باتت تلوح في الأفق وكنا قبل عشرة أعوامٍ من الآن نشجع على الحل السياسي بما يرضي جميع الأطراف من خلال تجربة فيدرالية لا مركزية مع ضمان وحدة الأراضي السورية، ولكن كانت التدخلات الخارجية هي من تعطل تلك الحلول، أما اليوم فالوضع مختلفٌ تماماً عن السابق فيما يتعلق بإقصاء الإدارة الذاتية عن العملية السياسية، فهذا الزمن قد ولى ولن يعود.

مسد جزءٌ من العملية السياسية في سوريا

وأضاف مسلم: “كنا صبورون على تهيئة المناخ المناسب للحوار السوري السوري وكنا سبّاقين لعقد هذهِ الحوارات، ومنفتحين على مشاركة كافة الفرقاء السوريين في الحوار، ولكن كان الوقت يمضي دون وجود آلية حقيقية لإنجاح هذا الحوار من قبل الأطراف الأخرى المرتهنة بقوى احتلالية مثل الاحتلال التركي الذي عمل بجهدٍ لتعطيل أي طرحٍ سياسي للحل، وبناءً على كل تلك المعطيات أصبحت الإدارة الذاتية عبر مؤسساتها وقوات سوريا الديمقراطية أمراً واقعاً لا يمكن استبعاده عن الحلول ولن يكون هناك أي حل بدون المشاركة الفعلية للإدارة الذاتية الديمقراطية المحكومة من قبل أبنائها السوريين، وعلى مدى السنين الطويلة التي لا زالت مستمرة في سوريا حظي نموذج المشروع الفيدرالي بالقبول حتى لدى كافة المواطنين السوريين على كامل الجغرافية السورية، فمن الطبيعي أن يلقى مسد جهود مساعيه السلمية والجّادة في وضع الرؤى الصحيحة بالتعاون مع المجتمع الدولي”.

مسد لاقى الترحيب في الولايات المتحدة الأمريكية

وفي سياقٍ متصل لاقى مجلس سوريا الديمقراطية، الترحيب والقبول لدى الدول العالمية التي أكدت بدورها على مواصلة الدعم للإدارة الذاتية في كافة المجالات، وخصوصاً فيما يتعلق بالحرب على داعش الإرهابي، وتلقت دعماً مادياً من خلال زيارتها للولايات المتحدة الأمريكية لدعم قوات سوريا الديمقراطية، بالتزامن مع رفض جو بايدن استقبال أردوغان لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وإجهاض مشروع ’’جمال بومان’’ العضو في الكونغرس الأمريكي الداعي لانسحاب القوات الأمريكية من سوريا، فالمؤشرات كلها تدل على استحسان المجتمع الدولي للمشروع الديمقراطي في مناطق شمال وشرق سوريا، في الوقت الذي كثرت فيه حياكة المؤامرات من الدول الجارة وعلى رأسها إقليم كردستان والمجلس الوطني الكردي المرتبط بالائتلاف المرهون لتركيا.