أشهر المُعتقدات والخرافات السائدة في شمال وشرق سوريا

جل آغا/ أمل محمد –

لا يخلو تراث أي شعب ولا أي حضارة في العالم من معتقدات شعبية أو بمصطلح آخر، فهناك خرافات تستولي على عقول الكثيرين ولكن ما يهم أنَّ هناك أشخاص يؤمنون بها، وهذه المعتقدات السائدة في شتى الدول تكون غالباً متوارثة لم تأتِ من فراغ أي أنها انتشرت عبر التاريخ وكل جيل أورثها للآخر.

وإلى وقتنا هذا تجد هناك من يتشاءم من البومة والقطة السوداء والآخر يتفاءل بحذاء طفل صغير، ومناطق شمال وشرق سوريا كباقي المناطق تسود فيها بعض المعتقدات وفي هذا المقال سنتطرق إلى أشهر المعتقدات السائدة فيها.

عروس الربيع

عروس نيسان أو عروس الربيع لربما هذا المعتقد لا يوجد إلا في مناطقنا، يسود اعتقاد بأن أي شخصين تزوجا في فصل الربيع لن يمر زواجهما على خير لأنه في هذا الفصل لا ينبغِ على أحد الزواج لأن العروس الوحيدة التي يجب أن تُزف هي عروسة نيسان، وكل شخص تزوج في هذا الفصل ولم يكتمل هذا الزواج أو تعرض لبعض المشاكل يدعي بأن لعنة عروس الربيع قد حلت عليه.

عواء الكلب مثل الذئب ليلاً

وهو معتقد يؤمن به كبار السن وإن حدث يوماً وقام الكلب بالعواء مثل الذئب فهذا يدل بحسب هذا المعتقد أن أحداً من أفراد البلدة أو القرية سوف يموت قريباً.

الخرزة الزرقاء

ويعد هذا الاعتقاد الأكثر انتشاراً في مختلف الدول، فمن علّق على ثوبه خرزة زرقاء قد أبعد الحسد عن نفسه فتجد كثيراً أبواب لمنازل معلقة عليها خرزة زرقاء وطفل صغير حصنته والدته بخرزة ظناً منها أنها تحميه هكذا.

الفتاة المخطوبة لا يجب أن تسمع صوت امرأة قد أنجبت حديثاً

قد يكون هذا الاعتقاد الأغرب فلا يزال الكثير يؤمن بأن الفتاة المقبلة على الزواج لا يجب أن تسمع صوت امرأة أنجبت حديثاً؛ فإن حدث هذا الأمر فإن زواج هذه الفتاة لن يمر على خير فتجد العديد من الفتيات يتفادينَّ لقاء امرأة حديثة الولادة خشيةً منها ألا يتم زواجها.

الحذاء المقلوب وفوران القهوة على النار

الحذاء المقلوب هو نذير شؤم ولا يُبشر بالخير إذا شاهد أحدهم حذاءً مقلوباً يُسرع لقلبه وإعادته لوضعه الطبيعي لأن هذا الشيء يؤدي لحدوث مصيبة في المنزل حسب اعتقادهم على عكس فوران القهوة على النار فهي تُبشر بالخير فكثيراً ما نسمع جملة (كلو خير) عندما تفور القهوة على النار.

انكسار الزجاج في المنزل

“انكسر الشر” أول جملة نرددها حين ينكسر شيء في المنزل سواء كان كأس أو صحن يردد الجميع هذه العبارة حتى ولو لم يؤمنوا بها ولكنها تأتي تلقائياً على لسان الأشخاص في حال انكسار الزجاج ليبعد هذا الانكسار الشر إن وجِد في المنزل.

تطول القائمة بالمعتقدات السائدة من طنين أذن إلى حكة اليد وسكب الماء خلف شخص مغادر لمنزله ليعود، لكن الجدير بالذكر أن هذه المعتقدات والخرافات ليست مبنية على أساس العلم، بل هي موروث شعبي ممزوج بثقافتنا الحياتية ولا تصل بالواقع بصلة، ولكن أصبحت جزءاً من الحياة يؤمن بها كبار السن ولا يستوعبها جيل الشباب، الذي يُحكم عقله في مثل هذه الأمور وبدأت هذه المعتقدات بالاندثار شيئاً فشيئاً لأن مثل هذا الخرافات كانت نابعة من الجهل المنتشر آنذاك بكثرة ومع التطور العلمي والحضاري بدأت بالتلاشي.