تتعمّق الأزمات أكثر فأكثر في مناطق سيطرة حكومة دمشق مع فقدان المحروقات والأغذية، وما زال الناس يتذكرون الشِّتاء الماضي وكيف قضوه في الظلمة والبرد، ويخشون أن يكون شتاء هذا العام أقسى عليهم، مع وجود حكومة تحاربهم في لقمة عيشهم، وتترك المجال أمام الحيتان الكبيرة لابتلاع ما تبقّى من كرامة الشَّعب السّوري.
فصل الشّتاء على الأبواب، ويحمل معه البرد الذي ضرب السّكان بشدّة طيلة الأعوام الماضيّة. شتاءٌ جديدٌ يحُلّ، ومناطق سيطرة حكومة دمشق تُعاني من نقصٍ في مواد الطاقة. وربّما سيكون هذا الشّتاء أقسى، لأنَّ مناطق سيطرة حكومة دمشق تُعاني نقصاً حاداً من منتجات الوقود وخاصةً الغاز والديزل، إضافةً إلى مجموعة الأزمات الأخرى، وخصوصاً غلاء أسعار المواد الغذائية وعدم توفرها، في وقتٍ تستمر الليرة السّورية بالتدهور أمام العملات الصّعبة.
“هناك أحياناً معارك تنتهي بالموت بين أشخاص ينتظرون في طابور للحصول على الغاز والديزل والخبز. الشّرطة تفضّهم بإطلاق النار في الهواء”، حسبما أفاد “مالك” وهو موظف حكومي يعيش في مدينة اللاذقية.
فيما تقول كاميلا، وهي مواطنة من مدينة اللاذقية: “الناس هنا يستحمّون مرّةً أو مرتين فقط في الأسبوع، بسبب نُقص المياه الدافئة والكهرباء”.
ووصفت نور، وهي طالبة، كيف يتعامل السُّكان مع نقص الكهرباء والغاز خلال فصل الشّتاء، قائلةً: “النّاس يغطّون أنفسهم باستخدام بطانيات إضافية ويرتدون المزيد من الملابس. إذا كُنت محظوظاً وكان لديك مساحة في منزلك، يمكنك حرق بعض الأخشاب”.
وتقول نور بأنَّها محظوظة، لأنَّها على الأقل تمتلك أسطوانة غاز إضافيّة، ولكنها لا تريد أن تفرّط بالأسطوانة التي تملكها “لأنني لستُ متأكدةً من أنّني سأتمكّن من الحصول على أسطوانةٍ أخرى قريباً”.