مدارس قامشلو نحو التقدّم والنجاح، والتحضيرات للعام الدراسي الجديد مستمرة 

قامشلو/ رؤى النايف ـ

تخطي هيئة التربية والتعليم في قامشلو خطوات مُتقدمة لرفع المستوى التعليمي والوظيفي ضمن خطط عملها للعام الدراسي الجديد، ونجاح الشهادتين الإعدادية والثانوية يُعد بمثابة بناء جيش تعليمي متكامل.

يتميز العصر الحالي بمجموعة من التغيرات والتطورات المتلاحقة في مجالات مختلفة، ولم يكن مجال التعليم بعيداً عنها، ولهذا اتجهت دول العالم المختلفة بما فيها مدارس الإدارة الذاتية لعمل الاستعدادات والإصلاحات في مجال التعليم وإدارته لمسايرة تلك التغيرات، وأصبح لزاماً تبنّي آليات الإصلاح الإداري والتعليمي في جميع المستويات، ومن بين هذه الآليات التي شهدها العالم في نهاية الألفية الثانية وبداية الثالثة التوجه نحو اللامركزية في إدارة التعليم، وصنع القرارات ودعم المشاركة المجتمعية في رسم وإدارة السياسة التعليمية على مستوى المجتمع المحلي، إذ ترتبط إدارة التعليم في أي مجتمع بالنظام السياسي والاقتصادي ونظام الإدارة في هذا المجتمع، ولهذا تقوم الدول بتكييف نظامها التعليمي تبعاً لمصالحها وأهدافها، لذلك فإنها تتخير نمط الإدارة الذي يتفق مع فلسفتها وتتخير نمط المؤسسات التعليمية الذي يتفق مع توجهها السياسي ليس من أجل هدف محدد، وإنما لعدة أهداف وأهمها رفع مستوى التربية والتعليم في المنطقة بما يتناسب مع الواقع المعاش الذي ينهض بالمجتمع لأرقى مستوياته.

إحصائيات هيئة التربية 

الإدارة الذاتية في مناطق شمال وشرق سوريا تسعى منذ عام 2014 وحتى اليوم لرفع مستوى قطاع التعليم، من خلال توسيع المناهج وزيادة عدد المراكز والمدارس والكوادر التي تدرس كافة مراحل التعليم، وعدد المدارس في مدينة قامشلو 127مدرسة تنقسم بدوامين صباحي ومسائي، وعدد المعلمين المثبتين التابعيين لهيئة التربية في المدينة 2175، أما عن عدد الطلاب في المرحلة الابتدائية 10818طالب وطالبة، أما المرحلة الإعدادية 4333 طالب/ة، والمرحلة الثانوية 1293 طالب/ة، وهذه إحصائية العام الدراسي 2020/2021، ويزداد عدد الطلاب بين الفصلين الدراسي الأول والثاني.

تأثير الفيروس على الواقع التعليمي 

لكل واقع في كل بلد تأثير الظروف فيه، ومناطق شمال وشرق سوريا كان لها نصيبه بظروف الواقع الصحي بسبب فايروس كورونا الذي يتجدد ضمن موجات وتعد هذه الموجة الرابعة له، وحول تأثيرات هذا الفايروس على الواقع التعليمي وعلى سيرورة المدارس وحول هذا الشأن كان لصحيفتنا لقاء مع الرئيس المشترك لإدارة المدارس في قامشلو “ريزان حمو” والذي أوضح لنا: “العام الدراسي الماضي تأثرنا بشهر واحد تعطلت فيه المدارس على عكس العام الذي قبله، والطلاب الذين يتأثرون ويخافون من هذا الفيروس هم طلاب المرحلة الثانوية، والتزمت هيئة التربية بتعقيم المدارس منذ شهرين بدأت حملة تعقيم المدارس والمرافق المحيطة بها، بالإضافة إلى التشديد على المعلمين والكوادر التدريسية في الالتزام بقواعد السلامة والتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة واستخدام المعقمات بشكلٍ مستمر، وإعطاء الإجازات الصحية للحالات التي يُشتبه بإصابتها بالفيروس”.

دورات تأهيلية

سير عملية التدريس والتعليم يتطلب مهنية وحرفية ومهارة في طريقة إيصال المعلومة للطلاب وكيفية التعامل معهم بكافة مراحل التدريس سواء كانت المرحلة الابتدائية أو الإعدادية أو الثانوية، فجميعها تتطلب مختصين ومتدربين وخصوصاً إن المنهاج ينقسم إلى لغتين العربية والكردية ناهيك عن مواد الاختصاص كالفيزياء والرياضيات وغيرها، وهنا تحدث “ريزان حمو” مشيراً إلى إن: “هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية تسعى بالنهوض بالواقع التعليمي من خلال تنظيم المعلمين والمعلمات لديها وتدريبهم وتوسيع مدارك تعاملهم مع الطلاب على خلاف مستوياتهم، عن طريق دورات صيفية تدريبية للكوادر التي تتولى مهمة تدريس الطلبة، الدورة الصيفية هذا العام كانت ضمن أربعة مراكز في مدينة قامشلو وتقدم لها 953 معلم/ة، كانت خاصة لمعلمي الصف في المرحلة الابتدائية منهم من أُعفي بسبب أوضاعهم الصحية، أما معلمي المرحلتين الإعدادية والثانوية فتلقوا دوراتهم التخصصية في أكاديمية الشهيد “علي جيلو” للشعبين العربي في الحسكة والكردي بقامشلو، وهذه الأكاديمية تعطي شهادة اختصاص”.

ترميم المدارس

ونظراً لإقبال الأهالي المتزايد بإرسالهم أبنائهم لتلقي التعليم في مدارس الإدارة الذاتية، قامت هيئة التربية بترميم بعض المدارس وإعادة هيكليتها وتأهيلها وترتيبها من البنية التحتية كمدرسة ألماظة خليل، ومدرسة تشرين تم ترميمهما بشكلٍ كامل، والآن يتم ترميم مدرستي حطين وأحمد مريود.

لا يمكننا القول بأن العملية التعليمية في مناطق شمال وشرق سوريا تسير باتساق وفق أهداف العمل التعليمي عموماً، وذلك عائد لأسباب موضوعية شأنها شأن باقي المدن والقرى السورية، ومرتبطة بمستويات ونتائج الصراع المتعددة من جهة، ولارتباط هذه العملية في هذه المناطق بأجندات سياسية تخدم المشروع السياسي وأيديولوجياته دون تدعيم العملية تقنياً وفنياً وبرؤية وآليات تنفيذ واضحة من جهة ثانية، ونظراً لخصوصية هذه المناطق التي تضم شعوب كثيرة، بات التنوع ضروري ليشمل كافة الشعوب في ظل ضرورة الاعتراف القانوني العالمي بالإدارة الذاتية، ناهيك عن الصعوبات الإدارية واللوجستية المرتبطة ببيئة الوظيفة التعليمية التي تشهد واقعاً أمنياً وإنسانياً مركباً، بسبب الهجمات من قبل الاحتلال التركي الذي يؤثر على سير العملية التعليمية التربوية.

توضيحات هيئة التربية

وبهذا الخصوص صرّحَ حمو: “بدأت رحلة التعليم منذ عام 2012 منذ الصفر بصعوبات جمة، والآن وصلنا إلى إنشاء وطبع مناهج من الصف التحضيري وحتى البكلوريا، ومن أهم الإنجازات التي وصلت لها هيئة التربية والتعليم التي تتبع للإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا بهذا العام 2021 هو امتحان الشهادتين الإعدادية والثانوية باللغة الأم ولاقت إقبالاً كبيراً ونتائج مُرضية من قبل الأهالي”.

وتسعى الإدارة الذاتية جاهدةً لتحقيق هدف ثنائي هو زيادة أداء العاملين، وتحقيق رضاهم الوظيفي حيث يعتبر الأداء الجيد وسيلة التقدم الاقتصادي والاجتماعي الذي يرتقي به المجتمع، أما الرضا الوظيفي فيمثل دافعًا أساسياً للفرد لبذل المزيد من الجهد من أجل تحقيق أهداف المؤسسة التربوية، والهدف الثاني هو تمكين أكبر عدد من الطلاب ومساعدتهم بنيل حقهم بالتعليم.

نتائج تعليم الشهادتين

وفي ختام لقائنا مع الرئيس المشترك لإدارة المدارس في قامشلو “ريزان حمو” قال موضحاً: “كان الإقبال بالبداية على تعليم الشهادتين قليل، ولكن النجاح الذي لاقته الدورة الأولى كان له صداه، فعندما قمنا بعدها بفتح دورات تقوية لطلاب الحادي عشر الذين يتأهلون للبكلوريا بالعام الدراسي المقبل، كان عدد الطلاب مضاعفاً أكثر والإقبال كبير، هذا يدل على إنجاح العملية التربوية التعليمية في شمال وشرق سوريا، وهنا يتبين أن مؤسسات الإدارة الذاتية بما فيها هيئة التربية والتعليم لها دورها الهام والفعال في المجتمع، ونجاح عملية تقديم الامتحانات للشهادتين الإعدادية والثانوية للمرة الأولى باللغة الأم في هذا الوقت الذي تنطلق فيه الهاشتاغات العالمية للاعتراف بالإدارة الذاتية ينعكس إيجاباً على الواقع الراقي الذي وصلت إليه الإدارة الذاتية”.