عبير حسن: الكُرد يسعون للسلام والمحتل التركي يرفض الحلول السلمية

روناهي/ الدرباسية ـ

أكدت الإدارية في مؤتمر ستار في الدرباسية عبير حسن بأن السجون والمعتقلات التركية أصبحت مراكز للتعذيب وإسكات صوت الحق حيث يتم فيها تصفية المعارضين، وأشارت إلى أنه مع كل أسف تُرتكب كل هذه الانتهاكات أمام الرأي العام الدولي دون أن يحركوا ساكناً، وهذا ما يولّد لدى شعوب المنطقة بأن هناك اتفاقات لم تظهر للعلن.

 تستمر دولة الاحتلال التركي بإسكات كل صوت يعلو في وجهها معلناً رفضه للجرائم التي ترتكبها هذه الدولة بحق شعوب المنطقة بأكملها، محاولات إسكات صوت الحق هذه تتخذ أشكال عديدة، فإذا كانت تلك الأصوات خارج حدودها يقوم باجتياح الحدود واحتلال الأراضي واستباحة الأعراض ضاربةً عرض الحائط كل العهود والمواثيق الدولية، أما إذا كانت أصوات الرفض والاستنكار تصدح من الداخل التركي فإنها تلجأ إلى كل أساليب القمع والتعذيب والجرائم لإخماد تلك الأصوات غير آبهة بحقوق الإنسان التي يجب الحفاظ عليها.

النظام التركي يسعى لتصفية كل من يُعارضه

وللحديث أكثر عن هذه الممارسات من قبل الاحتلال التركي التقت صحيفتنا مع الإدارية في مؤتمر ستار بناحية الدرباسية عبير حسن، حيث تحدثت فقالت: المعتقلات والسجون التركية التي تغض بالمعتقلين السياسيين هي خير دليل على الذهنية الإقصائية التي تتمتع بها دولة الاحتلال التركية، وتركيا تسعى دائماً إلى تصفية كل المعارضين لسياساتها بغض النظر عن هوية أو قومية أو دين أو لغة هؤلاء المعارضين، الأمر الذي يُظهر جلياً إن هذه الدولة تعادي كل الشعوب ولا تعترف بأي شعب إلا الشعب التركي، كما أن الاعتراف الوحيد الذي تعترف به هذه الدولة هو الإمبراطورية العثمانية التي قامت على جماجم ودماء الشعوب في المنطقة.

 وأضافت عبير حسن: ممارسات أردوغان وحكومة العدالة والتنمية الحاكم في تركيا لا تقف عند حدود سلب حرية الناس عن طريق اعتقالهم بل تتعدى ذلك بكثير، فهناك قمع واستبداد وسلب للحريات الخاصة والعامة، بالإضافة إلى ذلك تقوم بأبشع الممارسات داخل السجون، حيث أن العهود والمواثيق الدولية تضمن الحقوق الإنسانية للمعتقلين لكن الدولة التركيّة لا تأبه بها وهي تنتهك حقوق المعتقلين وذلك عن طريق ممارسات أقصى درجات التعذيب ضدهم، وهي تعتمد على الإرث التاريخي لجرائم الإمبراطورية العثمانية التي ارتكبت بحق شعوب المنطقة، وهي بالأصل لا تعترف بالحدود الحالية لتركيا إذ تحاول إعادة السلطنة العثمانية البائدة والأراضي التي خسرتها إبان الحرب العالمية الأولى.

وتابعت عبير حديثها بالقول: لنعلم جيداً بأن أردوغان هو عبارة عن واجهة لتاريخ بأكمله وهو تاريخ العثمانيين الممتلئ بالمجازر والحروب وقتل الشعوب وانتهاك الأعراض ويسعى دائماً لاستعادة ذلك التاريخ الأسود، كما أنه عبارة عن واجهة وأداة لتنفيذ مخطط كبير تشارك فيه غالبية الدول العالمية، والصمت الدولي حيال هذه الجرائم التي ترتكبها دولة الاحتلال التركي، تؤكد بأن مصالحها أكبر بكثير من حياة الشعوب وحقوقها المغتصبة، حيث أن كل الجرائم التي ترتكبها هذه الدولة هي جرائم تُرتكب على مرأى ومسمع العالم أجمع، ولكن لا أحد يُبدي أي استنكار في هذا الخصوص وهذا يدل على التجارة التي تحاك بين هذه الدول على حساب دماء الشعوب التي تدفع فاتورة هذه الأعمال الإجرامية، ويبدو أن حلف الناتو راضي عما تقوم به تركيا من أعمال وانتهاكات وجرائم، ومن هنا نسأل إن لم تكن تركيا عضوة في الحلف هل كانت قادرة على القيام بكل هذه الانتهاكات دون حساب؟ أضف إلى ذلك ان ممارسات أردوغان الوحشية تنطبق تماماً مع ممارسات مرتزقة “داعش” وأبعد من ذلك نستطيع أن نقول اليوم بأن أردوغان هو الناطق الرسمي باسم مرتزقة داعش وسواها من المجموعات المرتزقة الإرهابية.

خيانة بعض الأطراف الكرديّة سبب آخر للجرائم

ولفتت عبير حديثها بقولها: التآمر مع دولة الاحتلال التركي لا يقتصر على تآمر الدول معه بل أن هناك أحزاب وكيانات كردية تتآمر معها ضد الكرد وبخاصةٍ ضد كرد ورج آفا، هناك البعض من عائلة البارزاني تاريخياً ملتحقين بركب الخيانة حيث أنهم الحليف الرئيسي لأردوغان في المنطقة، وتسعى جاهدةً إلى إجهاض أي مبادرة مناوئة لأردوغان حتى لو كانت تلك المبادرة كردية، وهنا لا بد من طرح السؤال التالي: هل تعتقد عائلة البارزاني بأنها وباشور كردستان ستفلت من المخططات التركية؟! ألم يعظوا من الاستفتاء، وهل هي متأكدة بأنه لن يأتيها الدور في يوم من الأيام؟ هنا لا بد من تنبيه هؤلاء الذين يسيرون في ركب تركيا من البارزانيين أن يعلنوا صراحة تخليهم عن القومية الكردية وعن الدفاع عن القضية الكردية، وأقول لهم هل هناك ضمانات من قبل حليفكم التركي بعدم الاقتراب منكم؟ لا يوجد أكثر من خيارين أمامكم أما الوقوف مع الكرد وحقوقهم أو السير في الركب التركي وهذه سيكلف الشعب الكردي كثيراً، في النهاية عليكم الإدراك بأن أردوغان يعادي كل كردي حتى ولو عاش على المريخ.

واختتمت الإدارية في مؤتمر ستار في الدرباسية عبير حسن حديثها قائلةً: حركة التحرر الوطني الكردستانية طالما تسعى إلى نبذ العنف وحقن الدماء وتسعى لإحلال السلام، وكانت قد أطلقت الكثير من المبادرات في هذا السياق، ألا أن عنجهية النظام التركي ترفض أي مبادرة من هذا النوع، لذلك على المجتمع الدولي أن يُنصف هذه الحركة ويقدم لها المساندة كي تستطيع إحلال السلام في المنطقة.