بدء جني محصول الفستق الحلبي وسط تذمر المزارعون

كوباني/ سلافا أحمد ـ

باشر مزارعو أشجار الفستق الحلبي في كوباني بجني محصولهم لهذا العام، وسط تذمر من قلة الموسم، ومخاوف من تدني الإنتاجية والمردودية في الأعوام المقبلة أيضاً.

بحلول فصل الصيف تنضج العديد من أنواع الفواكه كالعنب، المشمش، التفاح، الدراق، الخوخ، الأجاص، التين، التوت، البطيخ، والجبس، والعديد من الفواكه الأخرى، بالإضافة إلى الخضروات، علاوة على الفستق الحلبي، تلك الشجرة التي بات لها انتشار واسع في ريف كوباني ومنبج.

 وتسبب الجفاف والحرارة المرتفعة عن معدلاتها الطبيعية لهذا العام، ببدء جني محصول الفستق مبكراً مقارنةً مع الأعوام المنصرمة، حيث تسبب الجفاف بموت بعض من أشجار الفستق في المنطقة.

ونظراً لقلة الأمطار الشتوية لهذا العام والارتفاع الزائد لدرجة الحرارة في المنطقة، تأثر موسم الفستق الحلبي سلباً لهذا العام، مما خفّض إنتاج الموسم بـ 50 %.

جفاف يستفيض موسم الأشجار في المنطقة

وتتمتع القرى الغربية لمقاطعة كوباني بتربة خصبة وجو ملائم لزراعة الأشجار في المنطقة، فالبعض منها تقع على الضفاف الشرقية لنهر الفرات، والتي كانت تعتبر الأكثر وفرة من حيث الإنتاج، إلا أن ارتفاع درجات حرارة الجو والجفاف كان له أثر سلبي على إنتاجية شجرة الفستق الحلبي وباقي أصناف الفاكهة بشكل عام في المنطقة.

تبلغ أعدد أشجار الفاكهة بأنواعها في مقاطعة كوباني /983213/ تسعمئة و83 ألف و213 شجرة، ويحتل أشجار الفستق المرتبة الثانية في المنطقة بعد أشجار الزيتون وفق إحصائيات مديرية الزراعية لعام 2020.

وتعتبر القرى الجنوبية والغربية في مقاطعة كوباني من أكثر المناطق شهرة بزراعة الفستق، ويبلع تعدادها من 600 إلى 610 ألف شجرة، معظمها مزروعة في القرى الغربية لمقاطعة كوباني.

 قرية “خرخرا” إحدى القرى الغربية لمقاطعة كوباني، تشتهر بزراعة أشجار الفستق الحلبي والزيتون، حيث يبلغ عدد أشجار الفستق في القرية قرابة عشرين ألف شجرة فستق حلبي، بحسب أهالي القرية، ويتزايد أعداد الأشجار بشكلٍ كبير في كل عام.

ويُقدّر متوسط إنتاجية الشجرة الواحدة في المنطقة حوالي 40 -50 كيلو غرام، في الأعوام الجيدة، وفق تقديرات أهالي القرية الذين يرعون هذه الأشجار منذ عشرات الأعوام، لكن في هذا العام كانت كمية الإنتاج للشجرة الواحدة من 1 إلى 7 كغ.

ووفق حديث الأهالي “هذا العام محل ولا إنتاج فيه”، وتعتبر هذه الكميات ضئيلة جداً مقارنةً مع عمر الشجرة، ويعود السبب إلى جفاف الجو والتربة بالترافق مع فترة الإزهار مما تسبب في فقدان الإنتاج.

وزاد في هذا العام الإقبال على الفستق الحلبي الأخضر، نظراً للطلب الزائد لدى التجار، لاستخدامه في البوظة والحلويات، فيما يُستخدم الفستق الأحمر أي الناضج لأغراض أخرى صناعية أو يُقدم كموالح.

وتتراوح أسعار الفستق الحلبي في هذا العام في إقليم الفرات ما بين الـ /5000 ـ 6800/ ليرة سورية للكيلو الغرام الواحد، أي حوالي دولارين أميركيين، مما سبب موجة استياء للمزارعين لتدني الأسعار، مقارنةً بسعر الصرف في الأعوام الفائتة، التي بلغ فيها سعر الكيلو الواحد للفستق الحلبي قرابة أربعة دولارات.

المزارع شعبان أوسو المنحدر من قرية خرخر، قال إن “عدم هطول الأمطار وارتفاع درجة الحرارة أثر بشكل سلبي على موسم الفستق الحلبي في هذا العام”.

وأضاف “إن الأسعار في هذا العام غير مقبولة نظراً لتكاليف الاعتناء لهذا العام، ففي الأعوام الفائتة كانت الأمطار جيدة وساعدتنا كثيراً في سقاية أشجارنا، لكن في هذا العام لم تكن توجد أمطار تتمكن من سقي أشجارنا”.

وأشار المزارع أوسو إلى إنه “إذ استمر الجفاف هكذا وإن لم تتوفر الأمطار؛ فإن موسم أشجار الفواكه وبالأخص الفستق الحلبي ستواجه الانقراض”.