سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

ضحيةً للحرب… لكن بصمت

روناهي/ قامشلو ـ

ربما تجاهل غالبية أطراف الصراع في الحرب السوريّة أهميتها، بل استثمروها بأشكال عدة لتقوية نفوذهم على الأرض وتمويل حربها التي أدت بمختلف الأشكال إلى تدهورها ودفعها للهلاك، البيئة السوريّة باتت اليوم شبه منهكة دون أن يسمع آهاتها من تلك الأطراف المجحفة بحقها.
استخدم أطراف الصراع، مختلف أنواع الأسلحة، إذ تم قصف المدن والبلدات بالبراميل المتفجرة والصواريخ الفراغية والارتجاجية والبالستية، كما استُخدمت القنابل المحمّلة بغازات سامة بينها السارين، ولكن، لم يكن البشر فقط هم ضحايا الحرب، إذ طالت آثارها السلبية البيئة كذلك، بما في ذلك الماء والهواء والتربة، والغطاء الأخضر.
كما شارك الطيران الحربي الروسي وطيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك طيران الاحتلال التركي بأعمال قصف، فضلاً عن القصف من قبل فصائل المعارضة المرتزقة لتركيا والجماعات المتطرفة وأبرزها “داعش”.
الماء، الهواء، التربة والأشجار أُنهِكت
وخلال الأعوام السابقة من الحرب، استهدفت الأراضي الزراعية بشكلٍ متعمد بالقنابل الحارقة التي تؤثر على التربة والبيئة مباشرةً.
وأدى استهداف الأراضي الزراعية إلى التضييق على السكان وحرمان الأهالي من مردودها الغذائي وبخاصةٍ في المناطق المحاصرة من جميع الجهات، ومنها الغوطة الشرقية سابقاً، وعفرين قبل احتلالها.
كما قام النظام السوري بتجريف أراضٍ زراعية (أشجار مثمرة وصبار) في محيط داريا والمعضمية غرب دمشق، وذلك بحجة أن تلك المزارع تستخدمها الفصائل المعارضة لمهاجمة قوات النظام في دمشق وبخاصةٍ في مطار المزة العسكري.
والاحتلال التركي ايضاً ساهم في تخريب البيئة بعفرين والمناطق التي تحتلها بشمال سوريا، عبر افتعال الحرائق وقطع الأشجار والرعي الجائر من قبل عوائل مرتزقتها في المنطقة.
ويؤدي تسرب المواد المشعة الناتجة عن الذخيرة المستخدمة في الحرب إلى تدمير التربة وعدم قدرتها على الإنتاج، للإنسان عبر السلسلة الغذائية، إذ ظهرت حالات مرضية غامضة أعقبت الحرب في العراق، ووجود الألغام الأرضية ممكن أن يجعل مساحات واسعة من الأراضي المنتجة غير صالحة للزراعة وفق تقارير إعلامية.
وفي إدلب، قالت مصادر، إن 70% من الأشجار الحراجية في محافظة إدلب، تم قطعها أو أحرقت منذ انطلاق الثورة السورية 2011، في حين اقتصر دور الجهات المسيطرة في المنطقة على مواجهة التحطيب الجائر على نشرات توعية، تبرز أهمية الشجرة ومكانتها في الإسلام، للتأثير على الناس في خطب الجمعة والدروس في المساجد، بحسب تحقيق صحفي لـ فرحات أحمد -العربي الجديد، نُشر في تشرين الأول 2018.
واعتمد السوريون خلال السنوات الأخيرة على الحطب للتدفئة في ظل ندرة توفر المحروقات وارتفاع أسعارها بشكل كبيرة، الأمر الذي دفعهم إلى قطع الأشجار.
وحول المياه، تعرضت الثروة المائية في سوريا لأضرار كبيرة خلال السنوات الأخيرة، إذ استهدف القصف مجاري أنهار ومحطات تنقية مياه ومحطات استخراج مياه جوفية.
وكانت لجنة تحقيق دولية تابعة للأمم المتحدة، أعلنت في آذار 2017، إن سلاح الجو التابع للنظام السوري قصف “عمداً” مصادر مياه دمشق، موضحةً أن قصف طيران النظام السوري الحربي لعين الفيجة، والتي تحوي النبع المغذي لدمشق، أدى لقطع المياه عن نحو 5.5 مليون شخص.
وذكر تحقيق لـ محمد بسيكي، نشرته أريج “إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية”، أن تحاليل مخبرية في عام 2013، أظهرت أن 74% مياه الشرب في ريف دمشق تلوثت وتحتوي على مسببات التهاب الكبد.
وأنّ شبكات المياه بريف دمشق مخالفة للمواصفات العالمية ولم تخضع للصيانة الكافية والعقوبات منعت استيراد المُعقّمات، وأن السرطان يسري في أنابيب ضخّ المياه بريف دمشق، وفق التحقيق.
كما أشار التحقيق إلى أن عشرات آلاف السوريين يعانون من تلوث مياه الشرب الناجم عن اختلاطها بمياه الصّرف الصحي، إذ لم تستطع هذه الشبكات الصمود أمام المواجهات العسكرية المحيطة بها، فتعرضت للتكسير والتسرب، ساعد على ذلك قِدم هذه الشبكات ونوعيتها المخالفة للمواصفات العالمية وقلة صيانتها.
وتغيب خدمات توفير مياه شرب نقية عن مخيمات النازحين من مناطقهم داخل سوريا، وتتوزع مخيمات النازحين في عدة مناطق أبرزها أرياف إدلب وحلب والحسكة ودير الزور، الأمر الذي أدى لانتشار أوبئة وأمراض.
كما انتشرت حالات تسمم قُدّرت بالألف بين سكان محافظة الحسكة، نتيجة قطع مياه محطة علوك من قبل الفصائل الموالية لتركيا، والتي دفعت الأهالي للاعتماد على مياه الآبار الملوثة وما زال خطرها مستمراً إلى الآن.
هباب أسود وسارين ومُخلّفات ذخيرة
وشهدت سنوات الحرب استخدام النظام السوري أسلحة محملة بمواد كيماوية سامة، في مناطق عدة أبرزها الغوطة الشرقية، إذ تعرضت لقصف بغازات سامة في آب 2013، وفي 2018، وخان شيخون بريف إدلب، التي تعرضت لقصف كيماوي في نيسان 2017، كما استخدمت تركيا الأسلحة الكيميائية في عفرين 2018 وفي سري كانيه عام 2019 ووثِّق ذلك بمقاطع فيديو وصور لتشوه أطفال نتيجة استخدام مادة الفوسفور الحارق.
وانتشرت شرقي سوريا خلال السنوات الأخيرة، آلاف مصافي النفط البدائية عبر تسخين خزانات تحول النفط الخام، وذلك دون أدنى مستلزمات السلامة، فضلاً عن انتشار نواتج الحرق من مواد سائلة وسحب من الدخان الأسود (الهباب الأسود) المليء بالغازات السامة.
ووفق تقارير وتحقيقات إعلامية، أن الغازات الناتجة عن حراقات النفط البدائية، شرق سوريا، أدت إلى تفشي أمراض جلدية وتنفسية، وأن الدخان المرافق لعملية التصفية يحتوي على غاز ثنائي أكسيد الكربون ومادة الرصاص التي تؤثر على تطور الجنين.
وأضاف التحقيق أن ريف الحسكة شهد تزايداً في أعداد الحيوانات النافقة، بينما يتزايد تصبغ المحاصيل الزراعية باللون الأسود.
هل من رادع؟
وأصدر النظام السوري قوانين لحماية البيئة، غير أنها لا تُطبّق بشكل كامل في مناطق سيطرته، فضلاً عن عدم خضوع المناطق الخارجة عن سيطرته لقوانين خاصة بالبيئة.
ونص القانون السوري رقم 6 لعام 2018، الصادر عن النظام السوري، في المادة 29 على عقوبات تتجاوز السبع سنوات سجن بالإضافة للغرامات المالية.
كما سنّت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، قوانين لحماية البيئة، وكثفت جهودها للحفاظ على الموارد الطبيعية قدر المستطاع، إلا أن تطبيقها يواجه صعوبات في بعض الأوقات.
 الانفجارات
كما أنّ الانفجارات غير المنظّمة لمواقع تخزين الذخائر والذخائر غير المنفجرة المتحلّلة قد تشكّل خطراً صحياً حقيقياً وتهديدات تلوّث طويل الأمد للتربة والمياه، وفق دراسة تحليل لـ”باكس” عام 2015، وهي منظمة غير حكومية هولندية تعمل على بناء السلام والنزاع الإنساني للسلاح.
في حين، قد يؤدي غياب البنى التحتية والخدمات لإدارة النفايات المتخصّصة في سوريا إلى مجموعة مخاطر صحية، تراكم أكوام النفايات في الطرقات قد يؤدي لانتشار الأمراض المعدية وإنشاء مواقع ردم ضخمة قد يؤدي لتلويث محلي للتربة ومياه الشرب، إضافةً لذلك نهب المواقع الصناعية يعني تعرّضاً مضاعفاً للعديد من المواد الخطرة، وقد يزيد من تدهور جودة التربة والهواء، وفق دراسة “باكس”.
وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بموجب قرارها A/RES/56/4 المؤرخ 5 تشرين الثاني 2001، يوم 6 تشرين الثاني من كل عام بوصفه اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية.
وأشارت الأمم المتحدة إلى أنه ورغم أن البشر يحصون دائماً خسائر الحروب بعدد القتلى والجرحى بين الجنود والمدنيين وبما تم تدميره من مدن وسبل الحياة، تبقى البيئة، في كثير من الأحيان، ضحية غير معلنة للحروب، فقد تم تلويث آبار المياه، وأُحرِقت المحاصيل وقُطّعت الغابات وسُممت التربة وتم قتل الحيوانات لتحقيق المكاسب العسكرية.
إذ ليس البشر فقط من عانى ويعاني من الحرب السورية التي استمرت لعقد وما تزال، بل البيئة والحيوان والحجر أيضاً له نصيب فيها، فهل ستكون مرحلة ما بعد الحرب إن كانت قريبة أرحم على البيئة السوريّة؟
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle