العبد: إغلاق المعابر الحدودية جريمة بحق شعوب المنطقة

الرقة/ المهند عبد الله ـ

اعتبر نائب الرئاسة المشتركة في الإدارة الذاتية للمجلس التنفيذي لشمال وشرق سوريا حمدان العبد أن إغلاق المعابر والمنافذ الحدودية على الشعب السوري بشكل عام، وعلى الإدارة الذاتية بشكل خاص، هو محاربة المواطنين في لقمة عيشهم وخلق فوضى لضرب الأمن والاستقرار، لافتاً إلى أن هذا العمل لا يمت للإنسانية بصلة.

تعد المعابر والمنافذ الحدودية في كافة دول العالم شريان الحياة بالنسبة لها، لأهميتها في الاستيراد والتصدير وحركة مرور المواطنين، وتُستخدم في إدخال البضائع والمواد والمساعدات الإنسانية والطبية من المنظمات الإغاثية وعمليات التبادل التجاري، بالإضافة إلى إيقاف الهجرة غير الشرعية من تلك المعابر الحدودية.

ومنذ بداية الازمة السورية وهناك توجهات إقليمية ودولية باتجاه الأزمة في سوريا، والكثير من التجاذبات السياسية لتحقيق أجندات خارجية لبعض الدول الإقليمية التي من شأنها تضييق الخناق على سوريا بشكل عام وعلى الإدارة الذاتية بشكل خاص، من خلال المعابر والمنافذ الحدودية واستخدامها كورقة للضغط وفرض الحصار على الشعب بما يتماشى مع مصالح تلك القوى والدول.

المعابر والمنافذ الحدودية خلال سنوات الأزمة السورية استخدمتها القوى المتحاربة في سوريا عند السيطرة عليها بما يتناسب مع مصالحها، وقد استخدمت هذه القوى المعابر الحدودية كورقة ضغط على مناطق شمال وشرق سوريا في فرض حصار اقتصادي عليها، كما فعلت تركيا منذ بداية الأزمة السورية، وهو الذي فعلته روسيا وإيران وحكومة دمشق بداية هذا العام، بالإضافة إلى تسهيل حركة مرور آلاف المرتزقة الإرهابيين من داعش والنصرة عبر الحدود التركية.

ومن خلال الأزمة السورية كان للتدخلات الخارجية الدور الأكبر في تأجيج الحرب والنزاعات الطائفية، وفي مقدمتها دولة الاحتلال التركي التي احتلت أجزاء من شمال وشرق سوريا بدءًا من جرابلس والباب واعزاز وإدلب وصولاً إلى عفرين وكري سبي وسري كانيه، وسيطرت على تلك المنافذ الحدودية واستخدمتها بما يتناسب مع مصالحها بإدخال الجماعات الإرهابية، وفي مقدمتهم داعش، وتقديم الدعم لهم.

وقد استخدمت المعابر والمنافذ الحدودية ضد أبناء شمال وشرق سوريا من قبل دولة الاحتلال التركي من الشمال، وحكومة دمشق من الغرب وكان للفيتو الروسي كلام آخر في الأمم المتحدة بإغلاق معبر تل كوجر من الشرق، لمنع وصول المساعدات والبضائع لأبناء شمال وشرق سوريا.

الإدارة الذاتية محاصرة من كافة الجهات

وبهذا الصدد التقت صحيفتنا بنائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي لشمال وشرق سوريا حمدان العبد الذي تحدث قائلاً: منذ بداية الأزمة السورية هناك توجهات إقليمية ودولية وتجاذبات سياسية من قبل بعض الدول، مثل تركيا والوجود الإيراني والروسي، من أجل تنفيذ مصالحها ضمن الأراضي السورية، ولاحظنا كيف أن الدولة التركية ضغطت على المعارضة التي ارتهنت لها ووضعتها في أجندتها وخصائصها لتنفيذ مطالبها ضمن الأراضي السورية، والتواجد الإيراني في الطرف الآخر لتمرير مشروع الهلال الشيعي عبر العراق وسوريا ولبنان وحالياً في اليمن.

وأضاف العبد بالقول: نرى بأن الدول المتواجدة على الساحة السورية مختلفة عقائدياً ومع ذلك تجمعهم المصالح المشتركة في سوريا، وهي تسعى لتهجير السوريين وتغيير ديمغرافية المناطق المحتلة في سوريا، وبخاصة من قبل دولة الاحتلال التركي والإيرانيين، وهم يحاربون الإدارة الذاتية من كافة الاتجاهات، فمن الشرق في البو كمال والبادية السورية هناك الحشد الشعبي الموالي لإيران، والمحتل التركي في مناطق شمال وشرق سوريا يحتل العديد من المدن والمناطق السورية ويفرض حصاراً على المنطقة، وأيضاً حكومة دمشق تغلق المعابر أمام المواد التي تأتي من مناطقها، والكل يعملون بالضغط على الإدارة الذاتية لتقديم التنازلات من خلال إغلاق المنافذ والمعابر.

تركيا تحرض حكومة باشور لإغلاق سيمالكا

ونوه العبد بقوله: في الوقت الراهن نلاحظ الضغط على باشور كردستان من أجل إغلاق معبر سيمالكا وبخاصة من جانب المحتل التركي بالتحريض على الفتنة الكردية – الكردية بين حزب العمال الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، ولا يدخرون جهداً في تأجيج الفتن والخلافات للضغط على الإدارة الذاتية من كافة النواحي، وفي الفترة الأخيرة بدأت إيران ببث الفتنة والتفرقة بين شعوب مناطق شمال وشرق سوريا على أساس القومية والمذهبية والطائفية واتصلت مع العشائر هناك كي تثيرها ضد الإدارة الذاتية.

وأوضح العبد بالقول: في الآونة الاخيرة استخدمت روسيا في مجلس الأمن حق النقض الفيتو لإغلاق المعابر الإنسانية في سوريا، وهي تطالب بمرور المساعدات الإنسانية عبر مناطق سيطرة النظام السوري بهدف استخدامها كورقة ضغط لتتحكم بلقمة عيشنا ووجودنا، كذلك نجد الدولة التركية تعمل على الضغط من خلال إغلاق المعابر الإنسانية في شمال غرب سوريا والضغط على باشور كردستان لإغلاق معبر سيمالكا الحدودي؛ وهذا ينعكس سلباً على الإدارة الذاتية والشعب السوري بشكل عام من خلال ارتفاع الأسعار ونقص المواد الأولية وتأثيرها على الحالات الإنسانية.

وتابع العبد: من المؤسف إغلاق المعابر من قبل حكومة النظام ووجود معابر حدودية ضمن الدولة الواحدة، وطالبنا مراراً بإلغاء هذه المعابر الجمركية التي يجب أن تتمثل بوجود نقاط أمنية فقط وألا تكون نقاطاً جمركية بسبب القيمة المضافة على السلع الواردة او الصادرة، يدفع ثمنها المواطن، وإن إغلاق هذه المعابر يشكل ضرراً كبيراً على كافة السوريين عامة والإدارة الذاتية خاصةً من أجل تنفيذ مصالح خارجية.

على الأمم المتحدة فتح جميع المعابر الحدودية

وأشار العبد: إغلاق هذه المعابر يؤدي إلى الضرر الكبير لجميع الأطراف في سوريا، ونود أن تكون هناك رؤية صحيحة لإلغاء تلك المعابر أمام المساعدات الإنسانية، وما يترك إشارات الاستفهام أن الدولة الروسية تقبل بفتح المعابر التي تسيطر عليها المرتزقة، معبر باب الهوى وباب السلام لوجود مصالح مشتركة بينها وبين الجانب التركي، والهدف محاربة الشعب السوري بشكل عام والإدارة الذاتية بشكل خاص، وجائحة كورونا وقانون قيصر والجفاف الذي حصل بالآونة الأخيرة؛ كل هذه الأسباب تزيد من الأعباء على المواطن السوري. وطالب العبد الأمم المتحدة ودول العالم بفتح المعابر وبخاصة تلك التي تصل إلى شمال وشرق سوريا، وتقديم الدعم للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وألا تبقى محصورة بالمبالغ المالية لاعتماد المواطن السوري على نفسه وتحقيق الاكتفاء الذاتي ولإيجاد فرص عمل.

واختتم حمدان العبد حديثه قائلاً: من أجل حل مشكلات المعابر لا بد أن يتخذ المجتمع الدولي قراراً بالإجماع لفتحها وتمرير المساعدات الإنسانية وإيصالها لجميع السوريين، ونحنُ كإدارة ذاتية في شمال وشرق سوريا محاصرون بإغلاق هذه المعابر منذ سنين ونتطلع بأن تتخذ الأمم المتحدة قراراً حاسماً من شأنه رفع الحصار عن جميع المناطق السورية وبخاصة شمال وشرق سوريا.