معمل آية للمنتجات الكهربائية بكركي لكي .. بين غلاء الآلات وقلة الدعم

جل آغا/ غزال العمر ـ

بعد أيام من انتهاء المعرض الصناعي الثاني بإقليم الجزيرة، يبدأ صاحب معمل “المنتجات البلاستيكية الكهربائية” لاستكمال أوراق الترخيص، بعد أربع سنوات من العمل المتقطع، ويهدف المعمل الاستفادة من التسهيلات التي تقدمها هيئة الاقتصاد ومديرية الصناعة بغية توفير المنتج المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

ففي الوقت الذي تعتبر الصناعة عصب الحياة، لما توفره من فرص عمل وتوفير المنتوجات المحلية بالأسواق، إلا أن توفير البيئة الصحية لعمل هذه المنشآت ضرورية لاستمرارها وتوفير التكاليف عليها، فمعمل “آية” للمنتجات البلاستيكية الكهربائية ولاسيما تلك التي تُستخدم في مد شبكة الكهرباء المنزلية والصناعية، تعاني مشاكل في الإنتاج والتصريف معاً.

 آلات بمبالغ كبيرة متوقفة عن العمل؛ وأخرى تعمل لكن ليس بكامل طاقتها الإنتاجية لعدم توفر المستلزمات الأولية من حبيبات وأصبغة ومواد أخرى تدخل في سياق العملية الإنتاجية، وإن وجدت هذه المواد يُقابل ذلك عدم استقرار أسعارها وجودتها بحسب صاحب المعمل الكائن في بلدة كركي لكي.

آلات باهظة الثمن متوقفة عن العمل

يتحدث جهاد الموسى صاحب معمل آية للمنتجات البلاستيكية الكهربائية من أهالي بلدة كركي لكي (36 عاماً) عن الآلات الباهظة الثمن التي يملكها “لدي أربع آلات مُكلفة جداً أعمل باثنتين منها واثنتين متوقفتين”.

آلات إيطاليّة الصنع استقدمها من دمشق بعد انتظار ومشقة في وصولها وتابع الموسى بأنّه حتى هذا اليوم لم يُباشر العمل بشكل رسمي منذ أربع سنوات.

 تعمل عائلته في مهنة تمديد الكهربائيات منذ ٤٠ عاماً لتخف حركة عملهم مع سنوات الحرب والأزمة السوريّة؛ ليجدوا صعوبة في توفير المواد الأولية وإجراءات وصولها من نقلٍ وشحنٍ وترخيص وضرائب مما جعله يفكر بالاعتماد الذاتي على نفسه وتحقيق الاكتفاء له ولسكان المنطقة.

 “أنتجُ ٢٠٠٠ قطعة يومياً وأستطيع تغطية المنطقة في شمال وشرق سوريا لو عملت كافة آلات المعمل” بهذا الشكل يوضح الموسى كيفية توفير هذه المستلزمات في حال توفرت المواد الأولية، ناهيك عن فرص العمل التي سيحققها فتح هكذا منشأة والعمل بكل طاقتها الإنتاجية.

 وأشار الموسى إلى أن هذه المكنات لا يوجد لها قطع غيار في ظل هذه الظروف المفروضة من إغلاق للمعابر والحدود لذا “لا أستطيع تسليمها لأي أحد إذا لم أجد فيه الخبرة والقدرة الكافية لتشغيلها، أعتمد على نفسي وأشرف على الإنتاج” ويستعين بعاملتين يقتصر عملهما على استقبال الإنتاج وفرز الألوان”، تغليف المواد وتكييسها وعدها وتجهيزها للتوزيع.

صعوبات العمل

هذا وتحدثت “فاطمة أحمد” (19 عاماً) وهو اسم مستعار لإحدى العاملات اللواتي يعملنَ في المعمل، وتنحدر الفتاة من ريف بلدة كركي لكي “نعمل هنا منذ ثلاثة أشهر وعملنا بسيط وغير مُتعب ونتقاضى أجراً مقبولاً” وتمنت فاطمة أن يقف المعمل على أقدامه لتستمر وأختها بالعمل به “نطمح للتعلم على تشغيل الآلات والعمل بها”.

 وعن الصعوبات التي تواجهه كصاحب معمل قال جهاد الموسى: “عدم وجود جهة رسمية تستقبل الإنتاج وتتكفل بتوزيعه والترويج له ودعمه بالمواد الأولية والأصبغة” التي يقوم بشرائها من باشور كردستان وتستغرق عملية الشراء والشحن وقت طويلاً.

كما يواجه مشكلة انقطاع الكهرباء العامة والتي يستعيض عنها بمولدة كبيرة ليحافظ على استمرارية عمله مما يزيد من مصاريفه ويُكمل الموسى: “تخطينا عقبات كثيرة وسنتجاوز المشاكل التي لا زالت تواجهنا”.

“وفر الكثير من الانتظار والمال”

 ويستفيد جاره حسن عبد اللطيف صاحب محل للكهربائيات (40 عاماً) من سكان بلدة كركي لكي  من وجود هذا المعمل في المنطقة والذي يعمل بهذه المهنة منذ ثماني سنوات؛ حيث يمده بكلّ احتياجات التمديدات الكهربائية الأولية (السواد) من علب ماجيك وأغطية وأباريز وفياش وبراويز وغيرها من المواد اللازمة والضرورية “وفر علينا عناء الانتظار والشحن وأجوره المرتفعة التي تضاهي ثمن البضاعة”.

 وعن الأسعار تحدث حسن عبد اللطيف قائلاً “الأسعار مقبولة إذما قورِنت بمصاريف الشحن”.

وفيما إذا كان هناك إقبال من باقي المحلات الأخرى على هذه المنتجات المحلية الأولية “لديه رزق وحركة مبيع ونشجعه على الاستمرار حتى يرتقي بالمنتج لأعلى الدرجات” حيث يطال توزيع منتجاته الحسكة ودير الزور عدا عن إغناءه للسوق المحلية بحسب وصف حسن عبد اللطيف.

“يُطالبون بجودة المنتجات”

 ولـ يزن  أحمد (33 عاماً) صاحب محل  للتمديدات الكهربائية  في سوق كركي لكي ؛ يمارس مهنته منذ أكثر من 15 عاماً رأي في هذا الموضوع. “مستعدون كأصحاب محلات شراء المنتجات حتى ولو بأسعار مقاربة للمواد المستوردة من خارج المنطقة لكن نريد منتج نخب أول (سوبر)”.

يهمنا النوع والجودة ونطمح أن تشجع الجهات المعنية مثل هذه المنشآت وتقف معها وتمد لها يد العون لأنها توفر على سكان المنطقة الكثير “فرق كبير بين طلبي للمنتج والحصول عليه مباشرةً وبين انتظاري لأسابيع ليصل”.