الأم حليمة المُهجّرة…”إصرار العودة أقوى من سلاحِ المُحتل”

عين عيسى/ حسام اسماعيل ـ

هُجِّرت إلى مخيم مُهجّري كري سبي بعد سنوات من المعاناة ومعايشتها مرارة التهجير من مكان إلى آخر بصحبة أبنائها الخمسة، الجيش التركي المحتل والمرتزقة التابعين له دمروا بيتها، وأغلب بيوت قريتها الواقعة على خطوط التماس في الريف الغربي لمقاطعة كري سبي المحتل.

الأم الخمسينية حليمة محمد من قرية سبع جفار (الريف الغربي لمقاطعة كري سبي) عانت على مدار السنوات الماضية من التهجير المستمر، حيث سيطر مرتزقة داعش على قريتها إبان فترة سيطرتهم على مناطق كري سبي، وكان الهدف منها تطويق مدينة المقاومة كوباني عام 2015 بغية احتلالها، والتنكيل بأهلها، حيث عانت وعائلتها المؤلفة من خمسة من الأبناء، أحدهم يُدعى (يزن) وهو من ذوي الهمم، بالإضافة الى أنه يعاني صعوبة في التحدث والكلام، ليصل بهم المطاف في مخيم مهجري كري سبي.

العائلة “تهجير يعقبهُ آخر”…!

تقول الأم حليمة في بداية حديثها عن الأسباب التي جعلت منها مُهجرة منذ سنوات بالقول: “مرتزقة داعش دمروا بيتنا بالكامل بعد أن دخلوا قريتنا، لذلك خرجنا منها دون مأوى لِنلتجئ إلى أقاربنا في إحدى القرى التابعة لناحية عين عيسى ثم الى أماكن أخرى، ومنذ ذلك الحين، ونحن نُعاني، ونلتجئ من مكان إلى آخر”.

وتضيف بأنه “بعد تحرير المنطقة من مرتزقة داعش قررنا العودة إلى بيتنا في القرية، والعمل على بنائه من جديد، ولكن الأوضاع المادية الصعبة، وكذلك بناءه يحتاج الكثير من المال، والعمل، لذلك لم يعد باستطاعتنا أن نبني البيت الذي سوّي بالأرض بالكامل، كان هنالك أولويات معينة هي إعالة أولادي أولاً ثم الالتفات إلى بناء البيت”.

وأردفت الأم حليمة بالقول: “جيش المحتل التركي زاد من معاناتنا حيث أصبحت قريتنا في منطقة التماس أي في المنطقة الواقعة على خطوط التماس مع جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، لذلك غدت عُرضة لقذائف المحتل التركي والمرتزقة التابعين لها، ودُمر منها ما يقارب الـ 20 بيت في القرية التي تتألف بالكاد من (50) بيتاً”.

وتؤكد الأم حليمة بأنها رغم ما مر بها من تهجير، وتدمير لبيتها إلا أنها لم “تسكت على ضيم” كما تقول بل جابهت كل هذه الأحداث بقوة، وعملت بمساعدة أبنائها الذين يستطيعون العمل على إعالة أنفسهم رغم اضطرارهم لترك “جثة” بيتهم السابق في القرية من جديد بسبب القصف الهمجي والوحشي للجيش التركي المحتل.

الأم وأبناءها شهود على وحشيّة المحتل

يستمر القصف التركي وتغيب الإحصاءات عن الأضرار والانتهاكات بسبب ذلك، وتؤكد الأم حليمة بأن الجيش التركي المحتل والمرتزقة التابعين له دمروا أغلب البيوت على طول خطوط التماس مع قوات سوريا الديمقراطية، حيث أنها رأت بأم عينها البيوت المدمرة التي أصبحت بالمئات في مناطق كري سبي، بالإضافة الى توارد الأنباء عن استمرار المحتل التركي باستهداف البيوت الأخرى بحجة أنها مقرات عسكرية.

وتستطرد بالحديث عن ممارسات المحتل التركي ومرتزقته في القرى الواقعة على تخوم المناطق المحتلة بالقول: “أعتقد بأنهم لا يريدون أن يتركوا بيتاً أو شجرةً أو حجر إلا ويدمروه، ولكننا مصممون على العودة إلى قريتنا لإعمار بيتنا من جديد، فليفعلوا ما شاءوا نحن عائدون”.