No Result
View All Result
المشاهدات 1
فوزي سليمان-
استوقفتني تلك الصورة المهينة التي أظهر بها أردوغان نفسه وهو يقابل الرئيس الأمريكي بايدن، هذه الصورة أرجعتني إلى الخطابات النارية التي كان أردوغان يطلقها ذات اليمين والشمال يعربد ويهدد ولا ينسى تذكير العالم أن تركيا هي الأخرى دولة (عظيمة) لها شأنها في الناتو والشرق الأوسط وآسيا وأوروبا، وبنفس الشكل قام الكثيرون بتقديم آرائهم حول القمة التي لطالما طال انتظارها، ولكن كل التحليلات والآراء السياسية تختصرها تلك الصورة.
فهل هذه الانحناءة غريبة في عالم السياسة والعلاقات؟! رغم التعجب الظاهر على بايدن وكل من كان مشاركاً في القمة، إلا أنها تمثل الحقيقة الواقعية وبلوحة مجردة تماماً، تمثل كل شيء ما عدا الأخلاق وتختصر التكهنات والتوقعات، فقبل أيام فقط وصف الرئيس التركي تلك اليدين بالملطخة بالدماء، واليوم يظهر بتلك الانحناءة الخاشعة؛ خشوع المنافقين الدجالين! وهو أمر يؤكد بأن تركيا مستعدة لفعل أي شيء حتى لو كان هذا الشيء تقديم كل شيء، فقط في سبيل رفع اليد والدعم عن الكرد، وإطلاق العنان لسياساتها في العديد من دول العالم. ولكن الكل يعلم أن الأمر ليس بهذه السهولة فتركيا واحدة من أكثر الدول التي تعاني من مشاكل كبيرة وعلى جميع الأصعدة الخارجية والداخلية والاقتصادية، هذا بالإضافة إلى اتباعها لأسوأ السياسات على الإطلاق وهي اللعب على حساب الصراعات والتناقضات بين القوى المهيمنة على السياسة العالمية، لتجد نفسها في النهاية قد سقطت في مستنقع لا يمكن معه العودة إلى سابق عهدها.
فعلاقات تركيا مع أمريكا وحلفائها في أسوأ حالاتها على الإطلاق، وبنفس الشكل علاقاتها مع روسيا وحلفائها في وضع لا تحسد عليها، فتركيا واقعة بين سندان الأمريكان ومطرقة الروس وزلزال الشعوب الثائرة ضد سياساتها بدءًا من كردستان ووصولاً إلى ليبيا وأرمينا وقبرص واليونان ومصر، والقائمة تطول إلى ما لا نهاية. وسياسة تقديم التنازلات وعقد الصفقات لكبح جماح الحقوق المشروعة للشعوب لن تجدي نفعاً بأي شكل من الأشكال من الآن فصاعداً، إنما تزيد من تأزيم وتعقيد القضايا التي تحتاج إلى حلول، فالعصر الذي نحن فيه غير الذي بعد الحرب العالمية الثانية وكذلك الظروف، وبالنهاية سينطبق على تركيا المثل المعروف: “بين حانا ومانا طارت لحانا!”.
No Result
View All Result