مواطنون يؤكدون وعيهم وإدراكهم لحجم المؤامرات التي تحاك ضد الشعوب

قامشلو/ رشا علي – يؤكد مواطنو شمال وشرق سوريا بأن هناك أيادٍ تسعى لزعزعة استقرار المنطقة وخلق الفتن من أجل تحقيق غاياتها في احتلال مناطق شمال وشرق سوريا، وضرب مشروع الأمة الديمقراطية والإدارة الذاتية، ويشددون على ضرورة الوحدة لإفشال مخططات الأعداء والبقاء يقظين تجاه المؤامرات.

تشهد مناطق شمال وشرق سوريا في الفترة الأخيرة محاولات كثيرة لخلق الفتن وضرب الأمن والاستقرار في المنطقة، ويقف خلف هذه الأفعال قوى دولية وإقليمية بهدف القضاء على الإدارة الذاتية التي تمثل إرادة شعوب المنطقة ومستقبلها، لأن مشروع أخوة الشعوب خطر على الدول الاحتلالية.

وحول هذا الموضوع التقت صحيفتنا “روناهي” مع الرئيسة المشتركة لاتحاد التجار لشمال وشرق سوريا “ليلى إبراهيم” وتحدثت حول بعض الأمور التي حصلت في الآونة الأخيرة قائلة: “علينا أن نجتاز هذه الفترة الصعبة التي نمر فيها، هناك من يحاول زعزعة استقرار المنطقة، ومن جهة أخرى تتالى هجمات الاحتلال التركي على المنطقة بهدف احتلالها، نرفض محاولات زرع الفتنة بين الشعوب، فمنذ مئات السنوات وكافة الشعوب سوريا من كرد وعرب يعيشون معاً، وما نسعى إليه الآن هو تحقيق أخوة الشعوب والوصول إلى الأمة الديمقراطية”.

التعايش المشترك بين الشعوب

وتابعت ليلى حديثها موضحة لنا بأن هناك من يرغب بخلق الفتن بين الشعوب في مناطق شمال وشرق سوريا، وأنهم يسعون لإثارة الدعوات العنصرية والطائفية على أساس اللغة والثقافة وكسر مشروع الإدارة الذاتية والأمة الديمقراطية، وإنهم لن يستطيعوا تحقيق أهدافهم.

أما رئيس اتحاد المثقفين في مدينة منبج “أحمد اليوسف” فبيَّن رأيه حول الأحداث الأخيرة من محاولات لخلق الفتن وزعزعة الاستقرار والتعايش السلمي الموجود في مناطق شمال وشرق سوريا بقوله: “منذ خمس سنوات أصبحت مناطق الإدارة الذاتية النموذج الأفضل الذي يحتذى به من خلال التعايش المشترك بين شعوب شمال وشرق سوريا، ونظام الأمة الديمقراطية القائم على أخوة الشعوب وحرية المرأة وحرية التعبير”.

وأكد اليوسف على أن هناك من يسعى لتهديد أمن واستقرار المنطقة، وإفشال مشروع الأمة الديمقراطية القائم على أخوة الشعوب وحرية المرأة وجميع القيم الديمقراطية والإنسانية بقوله: “هناك الكثير من الأعداء يتربصون بهذا الاستقرار والأمن في مناطق شمال وشرق سوريا، لأننا محاصرون بأنظمة دكتاتورية لا يخدمها الاستقرار أبداً، بل تستفيد من الصراعات القائمة بين الشعوب والطوائف والعشائر، وأنا كمثقف عربي أقف ضد فكرة الصراع بين الشعوب، لأننا منذ زمن طويل ونحن نعيش معاً على هذه الأرض، عشنا معاً في السراء والضراء”.

واختتم رئيس اتحاد المثقفين في مدينة منبج أحمد اليوسف حديثه: “هذه الفتن ليست إلا لخدمة المصالح والأنظمة الدكتاتورية التي تحاول ضرب استقرار المنطقة وزرع الفتنة بين الكرد والعرب، وهناك مخطط كبير تقف خلفه دول المنطقة من أجل خلق الفتن بين الشعبين اللذين يعتبران الأكبر عدداً في مناطق شمال وشرق سوريا، وعلينا التمسك  بمبادئ الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب، نحن الكرد والعرب ضد هذه الفتن، نعيش على أرض واحدة وتجمعنا الكثير من النقاط، ويجب أن نكون حذرين ومتيقظين تجاه هذه المخططات التي تحاك ضدنا”.

إدراك حجم المؤامرات

ومن جانبه أوضح المواطن “محمود عباس” قائلاً: “شعوب شمال وشرق سوريا يتعرضون للانتهاكات والهجمات، هذا عدا عن خلق الفتن وزرع الضغينة بين الشعوب، لهذا على الأهالي أن يدركوا هذا الشيء جيداً، وخاصة الأفعال التي يرتكبها الاحتلال التركي بحق شعوبنا، علينا أن نعي جيداً وأن نكون يداً واحدة ونكون حذرين بخصوص ذلك”.

أكمل المواطن عباس أن مفهوم التعايش بين الشعوب في المنطقة موجود منذ الأزل، وهو متعلق بارتباطات وثيقة من حيث المجاورة والعيش المشترك والمصير الواحد في كثير من الأحيان، كون هذه الشعوب تعيش معاً وتشترك بعلاقات كثيرة ومصير مشترك ضمن بلد واحد، وأي تغيرات حاصلة تؤثر سلباً وإيجاباً على الشعبين. وشعوب المنطقة تعيش في بقعة جغرافية واحدة وتشترك بمصير واحد، ولهم أمنية مشتركة في أن يكون لهم حاضر مزهر ومستقبل ناجح في ظل الأمن والعدل والحرية والسلام.

واختتم عباس حديثه بالقول: “في الوضع الراهن ليس لنا سوى الوعي وإدراك حجم المؤامرات، وعلينا التطلع إلى المستقبل ببصيرة ثاقبة وعزم ثابت، والعمل من أجل بناء مجتمع على أساس ثقافة السلام والعدل والمحبة”.