No Result
View All Result
المشاهدات 2
فوزي سليمان-
لن نغالي إن قلنا أن المرحلة التي نمر بها والأعوام القليلة القادمة ستكون بمثابة نهائيات السياسة والتحالفات الكلاسيكية المعروفة، وحتى الاتفاقات العتيقة التي شارفت على أن تدق المسامير الأخيرة في نعشها والتي استمرت لمدة مائة عام على حساب عذابات وظلم شعوب المنطقة، وعلى رأسها الشعب الكردستاني، سوف تتمخض عنها مرحلة جديدة كلياً وعلى الأقل لعقد قادم حسب ما هو متعارف عليه، أو على الأقل هذا ما يجري الحديث عنه وراء الكواليس وبمسميات جاهزة معروفة تم الترويج لها منذ تسعينيات القرن المنصرم مثل الشرق الأوسط الكبير وغير ذلك.
وهذا الوضع يفسر شراسة بعض الدول في الحفاظ بلا جدوى على الوضع القائم القديم من خلال افتعال شتى أنواع الأزمات في المنطقة والعالم، لأنها تدرك تماماً أن القادم من الاتفاقات والتحالفات والتي بدأت ملامحها تتوضح في غير صالحها، وعلى رأس تلك الدول التي تحيا فوبيا التغييرات القادمة والتي هي مطالب مشروعة للشعوب تأتي تركيا في المرتبة الأولى وكذلك كل من ربط مصيره بها، وهذا أيضاً يوضح الحرب القذرة المعلنة على منظومة المجتمع الكردستاني KCK من قبل تركيا والحزب الديمقراطي الكردستاني والجماعات الإرهابية المرتزقة المشاركة في هذه الحرب.
هنا لا بد من التفريق في العديد من المسائل في هذه الحرب، فهي وقبل أي شيء حرب الوجود واللاوجود بالنسبة للشعب الكردستاني وممثله منظومة المجتمع الكردستاني، وبنفس الشكل بالنسبة للدولة التركية والعديد من القوى الأخرى، لأنها وببساطة لا تقبل بأي شكل من الأشكال الحلول السياسية التي لطالما كانت ولا تزال تدعو إليها منظومة المجتمع الكردستاني في أكثر من مناسبة، هذا من جهة، أما الأطراف المشاركة في هذه الحرب غير تركيا مثل الحزب الديمقراطي الكردستاني والذي ربط مصيره بالدولة الفاشية التركية، فإنها ليست المرة الأولى التي تقف فيها إلى صف العدو التركي في الحرب ضد منظومة المجتمع الكردستاني وهذا من جهة أخرى.
وللأمانة التاريخية لا بد من التطرق إلى بعض الحقائق التي ربما تكون مغيبة عن الكثيرين أو لنقل لا يعرفها الكثيرون، ففي حرب 1992 التي سميت حينها بحملة الصندويش من قبل الفاشية التركية، وحرب الخيانة من قبل حزب العمال الكردستاني؛ فإن أول طلقة أطلقت في الحرب حينذاك خرجت من جبهة باطوفة وتحديداً من قلعة شعبانية وتسمى أيضاً بقلعة زمبيل فروش، من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني.
وبنفس الشكل في حروب عام 1995 و1997 ومجزرة هولير بحق جرحى حزب العمال الكردستاني، والمئات من الأمثلة التي تضاف إلى سجل هذا الحزب ضد الأطراف الكردستانية الأخرى، مثل احتلال هولير إلى جانب الجيش العراقي في 31 من آب 1996 التي كانت تحت سيطرة الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني، وغيرها الكثير من الأمثلة المشابهة، هنا لا بد لنا ورغم كل شيء إدراك هذه الحقيقة أو البديهة، ألا وهي أن الدولة الفاشية التركية وخلال أكثر من أربعة عقود لم تستطع ولن تستطيع القضاء على حركة التحرر الكردستانية.
ليس هذا وحسب بل إن حزب العمال الكردستاني ومقارنة بأي وقت مضى في أفضل حالاته وفي العديد من الأصعدة وقبل كل شيء على الصعيد الجماهيري بمعناه الواسع، وبنفس الشكل إنما عكسياً فإن الفاشية التركية في أسوأ حالاتها وعلى كافة الصعد داخلياً وخارجياً واقتصادياً وعسكرياً وحتى أخلاقياً، ولذلك لا بد للحزب الديمقراطي الكردستاني من إعادة النظر وبشكل جِدي في سياساته لأنه وببساطة شديدة لا يمكن لأحد انتشال الفاشية التركية من المستنقع الذي أوقعت نفسها فيه، وبناءً على ما تقدم ليست هناك خيارات كثيرة، فإما الغرق مع الفاشية التركية وهو أمر محتوم أو العودة إلى الصف الوطني.
No Result
View All Result