No Result
View All Result
المشاهدات 0
آراس بيراني-
الكردي مسلم من الشرق، من كردستان.. هرب من جحيم الحرب إلى صقيع الغربة.. حمل حبه للحياة وللسلام. حمل عائلته وحمل الوطن أيضاً في قلبه.. وهناك في بلاده حروبٌ لا تنتهي..!! والبطلة وعبر حوار داخلي مع نفسها تستطرد قائلة: وأنا المسيحية من جنوب لبنان.. لبنان الذي أثخنته حراب الطائفية والمذهبية المقيتة، كيف لطعام نحبه يجمعنا على سفرة واحدة، ونطرب جميعنا لموسيقا رغم اننا لا نفهم كلمات الأغنيات، إلا أن إحساساً أليماً ينتابنا، وتخترق أرواحنا نغمات الموسيقا وتمنحنا الدفء والعذوبة، لماذا في أوطاننا صراعات وحروب، مذابح وتدمير وقتل، لماذا الحرائق والنيران؟؟ لماذا نصنع الجحيم ببلادنا، وهنا دفء العلاقة يحول صقيع الغربة إلى فردوس مشتهى وجميل.
في الشرق الكل يحارب الكل، يختلفون، يتعاركون، يتذابحون، يختلفون على الأرض وعلى الحدود، ويختلفون على السماء.. على الله.. الأديان واللغات والأعراق تعيش جنباً إلى جنب ضمن جغرافية ضيقة ومتشابهة… والعداوة نار تحرق البلاد وتميت العباد.. لماذا كل هذه المشاعر الصادقة.. ماهي مصدر سعادتي وسروري، وهي تتطلع نحو زوجة “عادل” تلك المرأة الجميلة الخجولة ذات الوجه الطافح بالبساطة والجمال.. “نازلين” ذات الاسم الكردي الجميل.. لماذا تنعدم في بلادنا هذه العلاقة، لماذا في بلاد الغربة يذوب صقيع العلاقة وننسى عداواتنا واختلافاتنا ومذاهبنا.
لماذا هنا نجتمع على موقد المشاعر الإنسانية الحقيقية وحب الوطن.. ووجودية الإنسان الفرد كشعب أيضاً.. مجرداً من دينه ومن عرقه ومن جنسه.. ولونه… وهذا ما تختتم به الكاتبة قصة “صقيع الغربة” بأنه لابد من إيقاد حطب المحبة والإنسانية ونشر الدفء في العلاقات بين الشعوب بدلاً من إشعال نيران الفتنة والمذهبية المقيتة والحروب والكراهية… قصة واقعية بمعنى أنها حدثت أو يحتمل حدوثها في أي مكان وفي أي زمان، وتحتمل الإسقاط على أي بلد.. في أي وطن أو غربة ما، قصة رغم بساطتها وواقعيتها إلا أنها عميقة بمستوياتها التاريخية والاجتماعية والدينية والجغرافية، تقوم على تحليل ظاهرة لا زلنا نعيشها ويعيشها المغترب في بلاد الاغتراب البعيدة عن موطنه الأم.. سويسرا مضرب المثل في العدالة والجمال والتعامل الإنساني والرقي تتحول لصقيع ولبلاد كالحة، البشر هناك ليس لهم وجوه تبتسم ولا عيون تضحك.. هم يحملون وجوهاً حيادية تقف على خطين متوازيين من المرح والجدية، ما بين البساطة والتعقيد، ما بين الدفء والبرودة، خالية من تلك النظرة الدافئة التي أشعلت في صقيع الغربة النار.. وأذابته روحاً جميلة.. أنيقة.. نبيلة، مسالمة، تبشر بالحب وتنشر الفن والسلام وتغني للحياة…
No Result
View All Result