في خطوة هي الأولى من نوعها في المنطقة “امتحانات باللغة الأم”؛ بدأت هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية الديمقراطية بتنظيم امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية (بفرعيها العلمي والأدبي).
هذه الامتحانات التي تعتبر سابقة من نوعها منذ تأسيس الإدارة الذاتية، تحدد مصير الطالب المتقدم لها، وذلك من خلال تحديد الفرع الجامعي، إضافة إلى تحديد الدراسة العامة أو المهنة لطالب الشهادة الإعدادية.
آلية تنظيم الامتحانات
انطلقت يوم الإثنين 7/6/2021 امتحانات الشهادة الإعدادية في شمال وشرق سوريا، في حين كان اليوم الأول لامتحانات الشهادة الثانوية هو يوم الأحد 6/6/2021. وبلغ عدد الطلاب المتقدمين لامتحان الشهادة الإعدادية سبعة آلاف طالب وطالبة على مستوى إقليم الجزيرة، من ضمنهم حوالي 700 طالب في ناحية الدرباسية والقرى التابعة لها، موزعين على خمسة مراكز امتحانية داخل مدينة الدرباسية.
ولمعرفة آلية تنظيم وإدارة العملية الامتحانية، توجهت صحيفتنا “روناهي” إلى عدد من المراكز الامتحانية في ناحية الدرباسية، وتابعنا صيرورة هذه العملية، ولشرحٍ أوسع تحدثت لنا الإدارية في مجمع الدرباسية التربوي، نسرين معمة وقالت: “بالرغم من أن امتحانات الشهادتين، الإعدادية والثانوية، هي الأولى من نوعها على مستوى شمال وشرق سوريا، إلا أن التحضير لها، والذي استغرق حوالي شهرين، كان بمستوى عالٍ من التنظيم، حيث أننا لم نواجه حتى الآن أية صعوبات أو عراقيل من أي ناحية، كما أن التعاون والتنسيق بين المراقبين وإدارة المراكز خلق جواً من الارتياح لدى الطلاب، الأمر الذي ساعدهم على تقديم امتحاناتهم بشكل سلس دون معوقات، إضافة إلى أن طلابنا كانوا على قدرٍ عالٍ من المسؤولية، حيث كانوا منضبطين وملتزمين بالقواعد الامتحانية، ولم نواجه أي خروقات”.
تحضيرات الامتحان
وحول التدابير اللازمة للعملية الامتحانية، تحدث لنا عضو لجنة متابعة الامتحانات في ناحية الدرباسية “دليار أوسي” قائلاً: “أمّنّا كافة المستلزمات لسير العملية الامتحانية، ومن ضمنها تأمين قوات لحماية المراكز، إضافة إلى تجهيز سيارات الإسعاف للتعامل مع أي حالة إسعافية قد تظهر نتيجة ضغط الامتحانات، كما تضم مراكز الدرباسية الامتحانية طلبة ناحية زركان إضافة إلى طلبة الدرباسية”.
وحول التدابير الاحترازية ضد وباء كورونا قال دليار أوسي: “كنا حريصين على وجود تباعد بين الطلاب، حيث اقتصر عدد الطلاب في كل قاعة على 18 طالباَ بدلاً من 30، ولكننا لم نستطيع إلزام الطلاب بارتداء الكمامة، وذلك تفادياً لعمليات الغش التي قد تحصل في الامتحانات”.
وحول نماذج الأسئلة قال دليار أوسي: “أسئلة الامتحان هي أسئلة مركزية تعتمدها هيئة التربية والتعليم، كما أنها شاملة للمنهاج ولا تقتصر على فصل محدد منه، كما أنها تناسب جميع المستويات”.
تجسيد أخوة الشعوب
تعتمد هيئة التربية والتعليم على اللغتين، الكردية والعربية، في مناهجها، حيث أن كل طالب يدرس بلغته الأم، وبناء عليه افتتح مركز مخصص للطلبة من الشعب العربي وجُهزت الأسئلة لهم بلغتهم الأم، وفي هذا الإطار يقول الطالب محمد إبراهيم: “أنا من الشعب العربي ودرست مناهج الإدارة الذاتية باللغة العربية، واليوم أقدم الامتحانات بلغتي، مناهج الإدارة الذاتية لم تفرق بين كردي أو عربي، على العكس فقد سمحت لكل شعب أن يدرس بلغته الأم”.
وتابع: “أسئلة الامتحان كانت سهلة، كما أن تأنِّ المراقبين معنا والوقت الكافي المُعطى لنا خلقا لنا جواً من الراحة، استطعنا تقديم امتحاناتنا دون أي ضغوطات نفسية”.
اللغة الأم بعد سنوات الحرمان
تعرض الشعب الكردي في سوريا لشتى أنواع الظلم والاضطهاد، وكان أحد أشكال هذا القمع هو حرمان الكرد من التعلم بلغتهم الأم، ولكن بعد تأسيس الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، استطاعت تأمين هذا المكسب وغيره من المكاسب للشعب الكردي، عن هذا الموضوع تحدث لنا الطالب حسن رمو قائلاً: “أهالينا يتحدثون لنا عن القمع الذي كانوا يتعرضون له بسبب لغتهم الكردية، ونحن أيضاً عشنا فترة من تلك المعاناة ولكنها لم تطل، وذلك بفضل تأسيس الإدارة الذاتية، اليوم نقرأ ونكتب وندرس باللغة الكردية، لغتنا الأم، اليوم لا أحد يستطيع حرماننا من لغتنا، وبدليل أننا نقدم امتحاناتنا بلغتنا الأم على الملأ ودون خوفٍ من أحد، والفضل في ذلك يعود للإدارة الذاتية ولمؤسساتها”.
نسرين معمة وقالت: “بالرغم من أن امتحانات الشهادتين، الإعدادية والثانوية، هي الأولى من نوعها على مستوى شمال وشرق سوريا، إلا أن التحضير لها، والذي استغرق حوالي شهرين، كان بمستوى عالٍ من التنظيم، حيث أننا لم نواجه حتى الآن أية صعوبات أو عراقيل من أي ناحية، كما أن التعاون والتنسيق بين المراقبين وإدارة المراكز خلق جواً من الارتياح لدى الطلاب، الأمر الذي ساعدهم على تقديم امتحاناتهم بشكل سلس دون معوقات، إضافة إلى أن طلابنا كانوا على قدرٍ عالٍ من المسؤولية، حيث كانوا منضبطين وملتزمين بالقواعد الامتحانية، ولم نواجه أي خروقات”.
وحول التدابير اللازمة للعملية الامتحانية، تحدث لنا عضو لجنة متابعة الامتحانات في ناحية الدرباسية “دليار أوسي” قائلاً: “أمّنّا كافة المستلزمات لسير العملية الامتحانية، ومن ضمنها تأمين قوات لحماية المراكز، إضافة إلى تجهيز سيارات الإسعاف للتعامل مع أي حالة إسعافية قد تظهر نتيجة ضغط الامتحانات، كما تضم مراكز الدرباسية الامتحانية طلبة ناحية زركان إضافة إلى طلبة الدرباسية”.
