الموتُ تحت التّعذيبِ… حكاياتٌ تسرّبت من أقبيةِ سجونِ الاحتلال

حلب/ رامان آزاد ـ

---

يستخدمُ مرتزقة الاحتلال التركيّ وسائلَ عديدةً لتنفيذِ جرائمِ القتلِ، وأسوأها على الإطلاق القتلُ تحت التعذيبِ، إذ يعبرون عن ساديّةٍ مَرَضيّة وميولٍ إجراميّةٍ، ويستهدف القتل البطيء بالتوازي لابتزاز عائلة الضحيةِ، ومن طرقِ القتل أيضاً التسببُ بالموت قهراً بعد مصادرة الممتلكات وفرض الإتاوات ومواقف التهديد والشتم استقواءً بالسلاح وتحت طائلةِ الاختطاف، وكلّ هذه الوسائل تأتي في سياقِ سياسةِ التضييق على المواطنين الكردِ الباقين في المنطقة لتهجيرهم.

 استشهادُ مواطنةٍ كرديّةٍ مُسنةٍ في سجونِ الاحتلال

ارتقت مساء الأحد 30/5/2021 المواطنة الكرديّة المسنة موليدة نعمان (64 عاماً)، بعدما قضت أكثر من 25 شهراً في أقبية سجون الاحتلال التركيّ، متأثرة بالتعذيب الذي لاقته داخل السجن، مع تردّي وضعها الصحيّ.

وذكرت شبكة عفرين بوست نقلاً عن أحد أقرباء المواطنة الكرديّة أنَّ مرتزقة “الحمزات” أبلغت عائلة الفقيدة في قرية بوزيكيه – ناحية جنديرس، بنبأ وفاتها في سجن “الراعي” بريف حلب الشمالي، وقالوا إنها توفيت جراء “أزمة قلبية”، وطلبوا منهم استلام جثمانها.

وكانتِ المسنةُ الكرديّة (موليدة نعمان) محتجزةً في سجن الراعي سيئ الصيت، رغم معاناتها من أمراض مزمنة (السكريّ والضغط والقلب) وامتنعت إدارة السجن عن تزويدها بالأدوية اللازمة، وفيما تتم عملية احتيالٍ على عائلتها، ويُطلب منها مبلغ 100ــ200 دولار شهرياً منذ تاريخ اختطافها، بحجّة تغطية مصاريفها داخل السجن وشراء الأدوية لها، إلا أنّ المبالغَ كانت تُسرق ولا يصلُ شيءٌ منها للفقيدةِ.

وكان مرتزقة “الحمزات” قد اختطفوا الشهيدة موليدة من منزلها بقريتها في نيسان 2019 واتهموها بالتعامل مع وحدات حماية الشعب، وهي التهمة الجاهزة لمعظم المختطفين.

في نهاية كانون الثاني 2021 طالب المرتزقة عائلة الشهيدة “موليدة” بدفع 5000 دولار كفدية للإفراجِ عنها، بسبب عمرها وحالها الصحيّ الذي لم يعد يحتمل البقاء مدة أطول بالسجن، وقد استنزفت طاقتها. ومن وقتٍ لآخر كان المرتزقة يجبرونها على التواصل مع عائلتها هاتفيّاً ويشترطون عليها التحدث باللغة العربيّة، وأن تقولَ مكرهة: “الشباب مناح”، في إشارة إلى أنّ السجّانين يعاملونها بشكلٍ جيدٍ.

فيما كان متزعم مرتزقة “الحمزة” في قرية بوزيكيه يهدد أهلها بالكامل بمصير المسنة موليدة نفسه، وذلك كلما رفضوا أمراً له.

إعلان استشهاد مواطن كرديّ معتقل

تداولت مواقع إخباريّة يوم الأحد 30/5/2021 خبر استشهاد الشاب الكرديّ كاوا عمر من أهالي قرية دار كره، تحت التعذيب في سجون الاحتلال التركيّ، وجاء الخبر بعد مدة طويلة من عدم معرفة مصيره المجهولِ وشحِّ المعلومات عن كلّ المعتقلين من أهالي عفرين، وورد الخبر في سياق إفادةٍ مطوّلة لسجينٍ سابق أُفرج عنه بعد 31 شهراً من التعذيبِ، وقال إنّ المواطن كاوا عمر اُستشهد تحت التعذيبِ بعد معاناةٍ مريرةٍ.

وكان المواطن كاوا عمر قد اُختطف ضمن عملية اختطاف جماعيّة قام بها مرتزقة “الحمزات”، طالت أفراد عائلة المواطن عبد المنان منلا محمد طاهر من أهالي قرية جوقة/ جويق، في 6/9/2018، واُختطف معه كلٌّ من ابنته روكان منلا محمد بنت عبد المنان (27 عاماً)، التي ظهرت في مشهد النساءِ المختطفات وهي تحملُ طفلاً يوم تمّت مداهمة مقر الحمزاتِ في عفرين في 28/5/2020. وصهره كاوا عمر وابنه طاهر عبد المنان منلا، إضافة للمواطن محمد منلا عبد الكريم محمد (43 عاماً).

في ٤/٤/٢٠٢١ ذكرت “عفرين بوست” معلومات، قالت إنه لم يتسنَّ لها التأكد من صحتها، تفيد بأن المواطن “كاوا عمر (34 عاماً)، محتجزٌ في سجن “الزراعة” سيئ الصيت، في منطقة الباب المحتلة، وأنّه فقد قدراته العقليّة نتيجة التعذيبِ الشديد الذي يتلقاه منذ ثلاثة أعوام، وهو في وضع مزرٍ للغاية”.

المواطن المُفرَجُ عنه (أ.ح) قال: كان السجانون يجبرون المواطنَ “كاوا عمر” خلال التعذيبِ على شربِ مياهٍ ملوثةٍ بعد تعطيشه على مدارِ أيامِ التحقيقِ، حتى أُصيب بإسهالٍ حادٍ رافقه نزيفٌ بالمعدةِ، وعند طلب مساعدة طبيب، دخل المسلحون على المعتقلين وشتموهم بأبشع الألفاظ مكررين عبارة “أنتم الكرد خنازير وكفار” وضرب سجّانٌ المواطن كاوا بأنبوبٍ معدنيّ على بطنه ورأسه ليفقد حياته على إثرها. وفيما بقي مصير المواطن كاوا مجهولاً فقد أُفرج عن عائلة عبد المنان منلا تباعاً، بعدما قضوا فتراتٍ طويلةٍ بالاحتجاز”.

ولا يُعرف تحديداً عدد الشهداء تحت التعذيب، إذ يتكتم المرتزقة على الحوادث، ويواصلون ابتزاز عوائلهم، ولعلهم يقومون بالدفن بأنفسهم ويمنعون عائلة الشهيد من الكشف عليه، لمنع رؤية آثار التعذيب، فيما يدّعون أنّ الوفاة بسبب مرضيّ.

الوفاة قهراً بعد دفع إتاوة

نقلت مصادر محليّة أنّ مرتزقة “سمرقند” فرضوا قبل ثلاثة أيام إتاوة ماليّة تتراوح ما بين 400 – 800 ليرة سورية عن كلِّ كرمةِ عنب على أهالي القرى الواقعة تحت سيطرتهم، وهي: (دالا، رمضانا، روتانلي- حج قاسمو – مست عاشوره) لقاء قطف ورق عنب (يبرق). واستولى المرتزقة على ممتلكات المواطنين المهجرين قسراً بحجة الانتماء إلى الإدارة السابقة أو التعامل معها.

وأفاد مصدر محليّ أن المواطن محي الدين (أبو سمير) من أهالي قرية حج قاسمو بناحية موباتا/ معبطلي قد توفي قهراً، بعد إهانته وتوجيه الشتائم له من قبل عناصر “سمرقند” قبل يومين، بعدما أرغمته المرتزقة على دفع فدية ماليّة مقدارها (800) ألف ليرة سورية، مقابل السماح له بجني ورق العنب، فيما كان يمتلك نحو (1000) كرمة عنب، ومنع المرتزقة عائلته من إقامة خيمة العزاء له، ما اضطروا لتلقي العزاء في مدينة عفرين.

زراعة الحشيش في عفرين

ذكر مرصد عفرين الإخباريّ نقلاً عن مصادر محليّة أنَّ مرتزقة “فيلق الشام” المقرّبة من الاستخبارات التركيّة، تستولي بالقوة على الأراضي الزراعيّة التي تعود ملكيتها إلى أهالي قرى الميدانات السبعة الحدوديّة وتتبع ناحية راجو، لزراعة الحشيش. وقرى الميدانات السبعة هي: (كاوندا ــ Gewanda، دوده ــ Dûdê، كَوريه ــ Kurê، كازيه ــ Gazê، وليكلية ــ Welîkliyê، سيمالا ــ Sêmala، مستكوتي ــMistkûtê ).

وعُرف من المواطنين المستولى على أراضيهم المواطنان “لقمان شيخو قنبر” من قرية كوندا، ورجب قنبر، وتم الاستيلاء على هكتار لكل منهما. ويستغل المرتزقة توفر المياه في قرية كاوندا لري الأراضي، حيث يمر النهر الأسود.

‏سرقات

أفادت عفرين بوست بأن لصوصاً من مرتزقة الاحتلال التركيّ، سطوا على متجر المواطن الكرديّ عبد الرحمن محمد، من أهالي قرية كرزيليه، وسرقوا منه مبلغ ألفي ليرة تركيّة وكمية من علب الدخان. ويقع المحل على طريق السرفيس بحي الأشرفية.

وفي قرية آفرازيه، أقدم لصوص يوم الجمعة 28/5/2021 على سرقة محصول الثوم، من أرض زراعيّة تقع في سهل القرية على طريق قرية عمارا، وتعود ملكية المحصول للمواطن محمد إبراهيم من أهالي القرية.

 المرتزقة يقتتلون للاستيلاء على أرض مواطن مهجّر

اندلعت اشتباكات ظهر يوم الأحد، بين مجموعتين مسلحتين من مرتزقة “الجبهة الشامية” و”فرقة الحمزات” بسبب خلاف على الاستيلاء على أراضٍ زراعيّة في مفرق قرية أستير، وتعود ملكيتها لمواطنين كرد مهجّرين قسراً. وفي حصيلة أوليّة أسفرتِ الاشتباكاتُ عن مقتل مرتزقين من “الحمزات”، فيما تدخلت مرتزقة فرقة السلطان مراد لمساندة مرتزقة “الجبهة الشاميّة”، وتسود حالة الاستنفار والتوتر بين الطرفين استعداداً لاحتمالات التصعيد.

وسبق أن وقعت اشتباكات في القرية في 19/4/2021 بين مرتزقة “أحرر الشرقية” ومجموعة مسلحة من مستوطني حمص، بسبب تحرش مرتزق من “الشرقية” بنساء ينحدرن من حمص، اجمتعن في طابور للتسجيل على معونات إغاثيّة لمؤسسة إغاثيّة تركية. فتدخل مستوطنون مسلحون وألقوا القبض على مرتزق، ما أدى إلى تبادل لإطلاق النار بين الطرفين.

موسم ورق العنب… إتاوة وسرقات

استمراراً لسياسة التضييق على عيش المواطنين الكرد في عفرين المحتلة، تفرض المجالس المحليّة التابعة للاحتلال التركيّ إتاواتٍ ماليّة على المواسم الزراعية، بينها موسم ورق العنب الذي بدأ منذ أواسط شهر مايو/ أيار الجاري.

وتفيد المعلومات بأنّ المجالس المحلية في ناحيتي راجو وبلبل، فرضت على سائقي الشاحنات استخراج “أمر مهمة”، ودفع مبلغ 50 ليرة تركيّة عن كلِّ حمولة يقومون بتوصيلها إلى سوق الهال في مدينة عفرين، تحت طائلة منعهم من العمل.

ويقوم عناصر الحاجز الأمنيّ المشترك (الاستخبارات التركية والشرطة المدنيّة والشرطة العسكريّة) على مفرق قرية كوكان- ناحية موباتا/ معبطلي، بسرقة طرود (كراتين) من الشاحنات المحمّلة بمحصول “ورق العنب”، إذ يشاغل عنصرٌ السائقَ، ريثما يقوم آخرون بإنزال طرود “ورق العنب” وسرقتها، وهو ما حصل مع أكثر من عشرة سائقين.

وفي محاولة للاحتيال على قرار المجلس المحليّ واحتكار الإتاوات، يعرض عناصر مرتزقة “الشرطة العسكرية” على بعض السائقين فتح طريق عبور عسكريّ للسيارات المحمّلة بورق العنب دون معوقات، لقاء دفع ألفي ليرة سوريّة عن كل حمولة، دون المرور بالمجلس المحليّ.

وفرض الحاجز الأمني التابع لمرتزقة “أحرار الشرقية” في كازية (آل عمو) مفرق قرية آفرازيه – معبطلي، إتاوات منفصلة على حمولات ورق العنب التي تعبر الحاجز، ولم يتسنَّ لنا معرفة قيمة الإتاوات المفروضة.

يذكر أنّ محصول ورق العنب تعرض لخسائر كبيرة هذا العام بسبب عملية الرعي الجائر من قبل الرعاة المستوطنين المحميين من المرتزقة، وإطلاقهم قطعان المواشي في كروم المنطقة دون أيّ مساءلةٍ.

مستوطن يرفض إعادة منزل لمالكه الأصليّ

يواصل المستوطنون الذين جلبهم الاحتلال التركيّ الاستيلاء على الملكيات الخاصة لأهالي عفرين الأصليين، وبخاصة المهجّرين قسراً، رغم الشكاوى المقدمة لسلطات الاحتلال، في سياق خطة التغيير الديمغرافيّ.

ذكرت عفرين بوست أنّ مستوطناً ينحدر من مدينة دوما بريف دمشق، يستولي منذ أكثر من ثلاث سنوات على منزل المواطن الكردي “أحمد خليل”، ويرفض إخلاءه رغم وجود مالكه في مدينة عفرين، وتقدمه بشكوى لدى “الشرطة المدنيّة” وما تسمّى “لجنة رد الحقوق” التابعة للاحتلال التركيّ. ويقع منزله بنزلة جامع “بلال” في حي الأشرفية – ط 3.

واستولت مرتزقة “الجبهة الشامية” التابعة للاحتلال التركي على محضر عقاريّ يقع في محيط سوق الأربعاء “بازار عفرين” وتعود ملكيته لعائلة “أوصمان آغا”، وأنشأت سواتر ترابيّة حول المحضر العقاريّ الذي تبلغ مساحته 400 م² رغم أنّ أبناءه موجودون بعفرين.

أقدم مستوطنٌ منحدر من الغوطة الشرقية ومحسوب على مرتزقة “أحرار الشام”، على بيع ثماني شقق سكنية في البناء السكنيّ العائد لعائلة “هورو” من أهالي قرية شيخورزه. وباع كلَّ شقةٍ بمبلغ ألف دولار أمريكي، بعد تجهيزها بشكل أوليّ، كون المبنى كان قيد الإنشاء (على الهيكل) قبيل الغزو التركيّ، ويقعُ المبنى على ضفاف نهر عفرين قرب حي ترندة في المدينة.

وتُقدَّر نسبة الممتلكات الخاصة (منازل، عقارات، حقول الأشجار المثمرة، الأراضي الزراعيّة) المستولى عليها من قبل المرتزقة وذويهم المستوطنين المستجلبين من مناطق سوريّة مختلفة بنحو 60%، ويبرر ذلك بأنها غنائم

حرب وأنها من “ممتلكات الحزب” في إشارة إلى أنّها تعود للعاملين في الإدارة الذاتية السابقة.

 اعتقال مواطن كرديّ

اعتقلت عناصر ما تسمّى “الشرطة العسكريّة” يوم السبت 29/5/2021، على مفرق مدينة إعزاز، المواطنَ الكرديّ بشار عثمان عثمان (27 عاماً)، من أهالي قرية كفرجنة بتهمة أداء خدمة الدفاع الذاتيّ خلال فترة الإدارة الذاتيّة السابقة. واقتيد الشاب “بشار”، إلى المقر الأمني للمرتزقة في إعزاز، فيما هناك تخوفٌ من نقله إلى سجن الراعي سيئ الصيت، لجهة التعذيب القاسي وسوء المعاملة فيه وعدد الذين قضوا فيه.

من جهة أخرى لا يزال مصيرُ المواطن الكرديّ كاميران حسين حنان مجهولاً منذ اختطافه من منزله في قرية

حج قاسما بناحية موباتا ــ معبطلي منذ نحو شهرين على يد مرتزقة

“سمرقند” التابعة للاحتلال التركي. ولم يعرف سبب اختطافه حتى اليوم، يذكر أنّ كاميران تم تعيينه مختاراً للقرية بعد احتلال عفرين.

​​​​​​قصف تركيّ على قريتي مرعناز والمالكية

بدأ جيش الاحتلال التركيّ ومرتزقته قصفاً عنيفاً الساعة التاسعة من مساء الأحد 30/5/2021 على قريتي المالكية ومرعناز، ولم ترد معلومات عن الأضرار. وبعد القصف حلقت طائرات الاستطلاع التركيّة في سماء المنطقة.

وكان جيش الاحتلال التركيّ قد قصف بالمدفعية الثقيلة ليل السبت ــ الأحد بأكثر من 15 قذيفة مدفعية المناطق الآهلة بالسكان في منطقة الشهباء، واستهدف القصف محيط قرية حربل والطريق الواصل بين قريتي حربل وأم الحوش وأطراف قرية تل قراح على محور قرية حربل. وبسبب توقيته المتأخر من الليل فقد سبّب القصف حالة هلع لدى الأهالي من سكان تلك القرى، واقتصرت الأضرار على الماديّة فقط.

كما قصفت مدفعية الاحتلال التركي والمرتزقة التابعة له حوالي الساعة التاسعة من مساء يوم السبت قرية مشيرفة وسد الشهباء التابعين لمقاطعة الشهباء.