No Result
View All Result
المشاهدات 1
شفان خليل-
“الكردي الجيد هو الكردي الميت” بهذه المقولة وهذه الفكرة التي ولدت من رحم الفاشية التركية عمدت الطورانية التركية إلى طمس الهوية والثقافة الكردية والوجود الكردستاني بشتى الوسائل، وهم لم يدخروا أي جهد في سبيل الوصول إلى ذلك الهدف.
الكردي الميت الذي أرادوه كان بالنسبة لهم ميتاً إما جسدياً أو معنوياً أو أخلاقياً، هو ذاك الكردي الذي ينفذ لهم الأوامر دون تردد، فقتل الكردي جسدياً كلف الدولة التركية الكثير، ولهذا حاولت دولة الاحتلال التركية القضاء على الثقافة والموروث التاريخي للكرد وبشتى الوسائل الممكنة، وقتل روح الثورة والمطالبة بالحقوق في داخله، واستطاعت إيجاده عبر العديد من الخونة الذين خدموا الفاشية التركية بكل إخلاص وخانوا الانتماء الكردستاني بكل سفالة وانحطاط، ونذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: حسن خيري رهبير وشمدين ساكك ويزدان شير وأوصمان أوجلان والقائمة تطول.
ولكن إلى جانب ذلك وفي الخط الموازي لهذه الحالة وتناقضها كلياً كان هنالك الكردي الذي أبى الموت حتى لو دفن تحت الأرض، وهذا الكردي انتمى إلى أرضه ووطنه وشعبه ولم يتنازل عن حقوقه بأي شكل كان، وكان من الطبيعي أن تكون هنالك ردة فعل لفعل الإبادة التي أرادتها الدولة التركية بحق الكردستانيين، وكان لا بد أن يكون هناك قادة يمسكون زمام الأمور ويديرون أمور الشعب بكل إخلاص من أمثال: شيخ سعيد وسيد رضا وعلي شير ونوري ديرسمي وإحسان نوري باشا، وغيرهم الكثير، وهؤلاء خدموا قضيتهم العادلة بكل إخلاص ووفاء وقدموا كل ما يملكونه في خدمة الشعب الكردستاني، من رحم هذه المقاومة الباسلة ولد القائد عبد الله أوجلان ليحمل على عاتقه تخليص كردستان والشعب الكردستاني من المعاناة والظلم والاضطهاد والسعي إلى الحرية بكل قوة وعنفوان وإخلاص.
استطاع هذا القائد العظيم أن يسير بخُطًا ثابتة وعظيمة تجاه تحقيق الأهداف التي عمل من أجلها، وهذه الخطوات أرعبت الفاشية التركية وهزت أركان إمبراطوريتهم المبنية على جماجم الأبرياء ودمائهم الطاهرة. لقد أدرك القائد والمناضل عبد الله أوجلان بأن الوصول إلى أهدافه في الحرية والكرامة تمر عبر المجتمع وشعوبه وكافة شرائحه، لذا فقد عمد ومنذ البداية إلى الارتقاء بهم وتخليصهم من كافة الأمراض الاجتماعية التي تسربت إلى بنية مجتمعاتنا والعمل على تنظيمها بما يتناسب مع حجم التحديات التي يواجهها المجتمع، وحجم الآمال التي يحلمون بها.
وتعمق القائد والفيلسوف عبد الله أوجلان في دراسة التاريخ الكردستاني وشرح فصوله ومراحله، وخاصة ثوراته، واستخلاص العبر والدروس منها بهدف توجيه النضال في الطريق السليم وكان له ذلك، القائد عبد الله أوجلان كان بالفعل الأسطورة الذي تحول إلى مخلص للكرد وللقضية الكردستانية، وباتت أفكاره مدرسة فلسفية يمكن التأسيس عليها للتخلص من العبودية وتحقيق النصر، من هذه النقطة أدركت جميع القوى المتآمرة مدى خطورة القائد أوجلان على مصالحها وأطماعها الاستعمارية في كردستان والمنطقة والعالم أجمع، لذا كان لا بد لهم أن يتحدوا معاً في حياكة خيوط المؤامرة الدنيئة التي نتج عنها اعتقال القائد أوجلان.
هؤلاء المتآمرون كانوا يعلمون جيداً ماذا يعني وجود فيلسوف عظيم كأوجلان في المنطقة، لذا عملوا بشتى الوسائل للتضييق عليه وسجنوه وسط جزيرة إيمرالي في بحر مرمرة، ولا زالوا يفرضون عليه عزلة مشددة وتجريد ممنهج، لأنهم يدركون بأن هذا المناضل والفيلسوف الثائر هو القلب النابض والعقل المفكر للشعوب الكردستانية التواقة إلى الحرية والخلاص والديمقراطية، لهذا فهم يعملون ليلاً نهاراً على إيجاد أي طريقة للحؤول دون تواصله مع شعبه وبشتى الوسائل.
No Result
View All Result