كدو: تذرع أردوغان بمحاربة الإرهاب كذبة كبرى

أكد سكرتير حزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا صالح كدو أن ادعاء استهداف تركيا لطرف كردي معين هو كذبة كبرى، وأنها الآن تضع في أولويات استهدافها القوى الكردستانية الفاعلة، مضيفاً أن المجلس الوطني الكردي هو من يعرقل الحوار الكردي – الكردي بمطالب لا ترتقي إلى مستوى المرحلة.

وفي المراحل الأخيرة وسعت دولة الاحتلال التركي من هجماتها على أجزاء كردستان الأربعة، والهدف واضح وجلي، وهو ضرب الكرد ومشاريعهم الديمقراطية في كل مكان، وإفشال الحوار الكردي ـ الكردي في التوصل لوحدة الصف الكردية.

يستهدفون عموم الشعب الكردي

حول ذلك تحدث سكرتير حزب اليسار الكردي في سوريا صالح كدو لقناة روج آفا الفضائية خلال مشاركته في برنامج “صناع القرار” فقال: كل الأنظمة الغاصبة لكردستان تحيك المخططات ضد الشعب الكردي، ولكن النظام التركي بقيادة حزب العدالة والتنمية كان له الدور الأكثر قذارة في هجماته على كل مكتسبات الشعب الكردي، والهدف منها ضرب أي كيان أو مكسب كردي يقام في المنطقة، وما يجري منذ أسابيع في باشور كردستان جزء من هذا المخطط، وهي تهاجم المناطق تحت حجج وذرائع مختلفة، وكل من يقول أن تركيا تهاجم قوى كردية دون غيرها هي (كذبة كبيرة)، فحتى أردوغان نفسه يقول أنه لن يتوانى عن ضرب أي قوى كردية حتى لو كانت في جنوب إفريقيا، لأن الهدف كل الكرد.

وأشار كدو: تركيا تشن الهجمات على القوى الكردستانية الفاعلة وهم يدركون أين تكمن القوى الكردستانية الفاعلة التي تشكل خطراً على مخططاتها العثمانية الجديدة، لذا يركزون هجماتهم على هذه القوى في باشور كردستان وعلى روج آفا وغيرها بحجة أنهم يهاجمون فقط حزب العمال الكردستاني، ولكن من يتعرضون للقتل والتهجير هم عموم الشعب الكردي.

وأوضح كدو بقوله: مشروع تركيا يستهدف احتلال كركوك والموصل وشنكال، لأن ذهنية العثمانية الشوفينية تسعى لتوسيع مناطق نفوذها، ولكنها سجلت فشلاً بعد فشل في مساعيها هذه، وهجماتها على المناطق الكردية ستفشل أيضاً، ولكن الأمر يحتاج إلى وحدة الكرد وتنديد من المجتمع الدولي لهجمات تركيا، وإن الصمت الدولي على اعتداءات تركيا بحق الكرد لا يتوافق مع القيم والمبادئ الدولية والأخلاق السياسية.

بالوحدة سنواجه جميع المخاطر

ونوه كدو إلى أسباب فشل الكرد حتى الآن من تحقيق الوحدة وتوحيد الرؤية في مواجهة كل تلك الهجمات والمخاطر قائلاً: مسألة وحدة الصف الكردي يتم تداولها منذ سنوات، ولكن للأسف حتى الآن الحركة الكردستانية لم تتمكن من إنجاز مهامها القومية، ففي عام 2013 اقترب المؤتمر الوطني الكردستاني من الانعقاد، وتم مناقشة هذا الموضوع بشكل معمق من قبل كافة القوى الكردستانية، ولكن في النهاية لم تتمكن من إنجاز المهمة نتيجة التدخلات الخارجية للدول المغتصبة لكردستان.

وأضاف كدو: الكرد بحاجة إلى قرار مستقل، وهذا أمر ضروري جداً وينبغي ألا يستمع أي طرف كردي إلى ما تريده الدول الغاصبة لكردستان، فمصلحة الكرد في الأجزاء الأربعة تتجسد في توحيد الصف الكردي، أعتقد بأنه لو تحقق وحدة الصف الكري لكان موقف حكومة باشور كردستان أقوى مما هو عليه الآن بكثير، وحكومة باشور حتى الآن غير قادرة على تحرير نفسها من هيمنة العلاقات الاقتصادية مع تركيا وغيرها.

وأردف كدو بالقول: انتصار الكرد وقوات سوريا الديمقراطية على الإرهاب المتمثل في داعش وأخواتها أعطى زخماً عالمياً كبيراً للكرد وقضيتهم وأكسبهم تعاطفا دولياً وشعبياً، لكن العلة هي في الحركة الكردية التي لا تستطيع أن تستثمر هذه الفرص الثمينة التي قد لا تعوض، استطعنا في روج آفا تحقيق بعض الأمور كتشكيل المرجعية السياسية، وعندما وصلنا لمناقشة كيفية انضمام المجلس الوطني الكردي إلى الإدارة الذاتية توقفت الحوارات لأسباب عديدة، منها التغيرات في الحكومة الأمريكية بعد الانتخابات، ولكن بعد عودة المبعوث الأمريكي فوجئنا ببعض النقاط والمطالب التي وضعها المجلس والتي لا ترتقي إلى مستوى تعطيل الحوارات بسببها.

حجج المجلس الوطني غير مقبولة

وأكد كدو: بالرغم أن الهدف من الحوارات توحيد الحركة السياسية الكردية في سوريا، إلا أنه تم تعطيل هذه الحوارات تحت حجج وذرائع مختلفة من قبل المجلس الوطني الكردي، فمثلاً يتحججون بأن لديهم سبعة أو ثمانية أشخاص معتقلين، وأن القوى الأمنية في روج آفا تحقق مع بعض أعضاء المجلس في إحدى المناطق وتضايقهم، وقلنا لهم أن حزبنا اليساري من مؤسسي الإدارة الذاتية ومع ذلك يتم استجواب أعضائنا وسجنهم، وهي أمور طبيعية وليست مبرراً لنتخذها حججاً لعرقلة الحوارات التي تخص عموم الكرد في سوريا.

وبيَّن كدو في حديثه: إن الجانب الأمريكي يواصل سعيه لإنجاح الحوارات، وقد أجرى المبعوث الأمريكي عدة لقاءات مع الأطراف الكردية، بالإضافة إلى زيارة وفد رفيع من الخارجية الأمريكية للمنطقة، واجتمعوا مع قيادات (قسد) وقادة في باشور كردستان مؤخراً وأكدوا خلالها على ضرورة إنجاح هذه الحوارات، ولكن ما يؤسفني هو حرص الطرف الراعي للمفاوضات أكثر من حرص الجانب الكردي على إنجاح الحوارات، رغم أن هدفها توحيد الصف الكردي، فأمريكا وفرنسا والسويد وغيرها تسعى لتوحيد الكرد ليكون لهم دور فاعل وأساسي في مستقبل سوريا، إذ يرون أنه لا بد من إيجاد حل للمشكلة السورية وأن يكون للكرد الذين هزموا الإرهاب دور أساسي فيه.

وواصل كدو حديثه؛ قائلاً: الأحداث الأخيرة التي تشهدها فلسطين وتصريحات أردوغان حيالها غير واقعية لأن العلاقة التركية بفلسطين حالياً هي مجرد علاقة طرف إخواني بطرف إخواني آخر، فأردوغان يدعم ويتعاطف مع حماس الإخوانية وليس بالفلسطينيين وقضيتهم، ولن يصل هذا التعاطف لإرساله مرتزقته من سوريا وغيرها إلى غزة للدفاع عن الفلسطينيين مثلما فعل في ليبيا وأرمينيا وغيرها.

واختتم صالح كدو حديثه لافتاً إلى موقف الحركات الكردية مما يجري في فلسطين بقوله: الحركة الكردستانية كانت دائماً وفية مع نضالات الشعوب أينما كانت، والكرد تضامنوا مع الشعب الفلسطيني والحركة الفلسطينية وقدموا الشهداء من أجل القضية الفلسطينية كما حصل في قلعة شقيف.