الشهيدة مزكين.. حامية الفن والأرض معاً

إعداد/ ليكرين خاني –

عندما يمتزج حب الفن والوطنية تظهر شخصيات استثنائية كي تدون تاريخ شعوب أنهكتها قوى الاستغلال بفن تراثي عريق يشهد بطولات وملاحم وطنية بحس ثوري وموسيقا منفردة في الأصالة، فالفن يحفظ ثقافة الشعوب من الاندثار، فكيف والمناضل هو حامي الفن والأرض معاً.

الحفاظ على الفن التراثي بحنجرة مناضلة

غربت آيدن.. الفنانة مزكين الشهيدة التي كرست حياتها لحب الأرض والفن، ولدت في باكور كردستان عام 1962 لعائلة وطنية، انضمت إلى نضال حركة التحرر الكردستانية في الثمانينيات وبدأت بمسيرتها النضالية إلى جانب الحفاظ على الثقافة الكردية بصوتها الفريد، حيث كان صوتها العذب محبوباً من قبل أبناء الشعب الكردي، ناهيك عن النضال في جبال كردستان، فكانت القيادية الأولى في حركة التحرر الكردستانية والتي يقتدى بها، وكانت الملهمة والمحفزة لرفاقها، حيث كان صوتها العذب منبعاً للسلام والأمل في الانتصار وخلق جواً من الحماس في جبهات القتال، جسد صوتها حقيقة النضال الكردي في وجه أعداء السلام، واستطاعت أن تكون صوت جميع النسوة المناضلات الفدائيات، كما وزرعت فكرة الحرية والنضال الوطني في الأذهان من خلال مسيرتها الثورية والفنية، وأضحت بصوتها أيقونة المقاومة والنضال ضد القوى الاستعمارية الهادفة إلى محو ثقافة الشعب الكردي وتجريده من هويته ومحاربته بكل الأشكال.

الفن الحقيقي يسطع من صوت المناضلات

دونن كل لحظة عاشوها ضمن مسيرتهن النضالية، حيث نشدن ما شهدنه من لحظات الألم وفقدان رفاق الدرب ونشوة الانتصار، صاحبات الفن الحقيقي والمحافظات على إرث الشعب الكردي لا يزلن يقدمن أروع ملاحم الوطنية من خلال النضال والفن معاً، فالشهيدات المناضلات مزكين ودليلة وفيان وغيرهن من المناضلات جسدن حب الأرض والسلام بالفن، وما تزال النسوة في روج آفا يناضلن من أجل الحفاظ على الثقافة الكردية بالمضي على نهج المقاتلات والمناضلات الكرديات اللواتي سطرن التاريخ النضالي الكردستاني بأصوات عذبة ليروين مسيرة شعب تواق للحرية والسلام.