يعتبر وقف المرأة الحرة مؤسسة مستقلة سعت وطورت نفسها في ميدان المشاريع والتوعية والتحفيز لتنمي وتقوي دور المرأة المتضررة من المجتمع والحروب دون التمييز بين لون وآخر من خلال مشاريع اقتصادية في قطاعات مختلفة.
ما هو وقف المرأة..؟!
وقف المرأة الحرة في سوريا هو عبارة عن تكوين مؤسساتي يختص بالمرأة، تبذل فيها الجهود بسواعد نسائية. تحت شعار “المرأة الحرة أساس المجتمع الحر”، افتُتح وقف المرأة الحرة في روج آفا في شهر أيلول من عام 2014، لطرح المشاكل المجتمعية ومحاولة إيجاد الحلول لها عن طريق المشاريع والخطوات التي يقوم بها الوقف، والفئة المستهدفة من المجتمع هما المرأة والطفل، لمساعدتهما وتوعيتهما ومساندتهما وتمكينهما اقتصادياً وصحياً وفكرياً وثقافياً من خلال المشاريع التي يقوم بها الوقف.
مشاريع في القطاع الصحي
خلال لقائنا مع جيلان عثمان، الإدارية في وقف المرأة والمسؤولة عن قسم المشاريع، قالت لنا: تتنوع المشاريع بين عدة قطاعات “قطاع الصحة، القطاع التربوي، قطاع المشاريع ومجالات أخرى”، ففي مجال الصحة نعمل على أربعة محاور “محور التوعية ومحور التدريب على الإسعافات الأولية ومحور المجال النفسي ومحور المراكز الصحية”، حيث تقوم حملات التوعية على نشر البروشورات وإقامة الندوات حول أمراض تكون منتشرة في فترات، والتوعية عن مرض سرطان الثدي وغيره من الأمراض، أما التدريب فيكون عبارة عن دورات تمريض وإسعافات أولية تفيد المرأة في بيتها أو في ايجاد فرصة عمل لها، وتكون مدة الدورة ما يقارب شهرين أو أكثر بأجور رمزية بسيطة”.
أما عن المجال النفسي فقد أكدت بأنهن يقمن بجولات داخل المخيمات من خلال نشاطات ومهمات رسمية لاستهداف النساء والأطفال الأكثر تضرراً خلال فترة الحرب، ويتمثل المراكز الصحية في المستوصفات التي افتتحت في مناطق شمال وشرق سوريا تحت اسم آري، حيث تقدم هذه المستوصفات بالإضافة للعيادات المتنقلة خدمات صحية وأدوية مجانية، إضافة إلى مركزين لطب الأعشاب في الحسكة والدرباسية يتبعان للوقف.
تربوياً.. واقتصادياً
تابعت جيلان من خلال حديثها عن القطاع التربوي: “نقوم بهذا المجال بتدريب جهتين هما؛ النساء والأطفال، فمن خلال الروضات نستخدم الأسلوب التعليمي البسيط لنهيئ الطفل للدخول إلى المدرسة، والانخراط في المجتمع وتعليمه العادات والتقاليد والأخلاق من خلال المفاهيم والأنشطة والألعاب والقصص التربوية، كما يوجد معاهد موسيقية لتعليم الأطفال وتمكينهم من اكتشاف مواهب موجودة فيهم وتشجيعهم على تنميتها، وكذلك يوجد في كوباني دار للأطفال الأيتام، يتم إعادة تأهيلهم ومساعدتهم على تخطي صعوباتهم وتعليمهم وتمكينهم نفسياً وصحياً وتربوياً، برعاية وقف المرأة، وأحياناً يتم التعاون والتنسيق مع المنظمات الإنسانية”.
أما عن المشاريع الاقتصادية فبينت جيلان عثمان: “نحن كمؤسسة رسمية نقوم بتمكين المرأة من خلال مشاريع اقتصادية، عن طريق تدريب النساء على الخياطة والحلاقة النسائية، وعن طريق طرح المشاريع ولكن هذا لم يعد كافياً، ومن هنا ناشد وقف المرأة في سوريا المنظمات الإنسانية لإتمام مشاريع متوفقة مثل مستوصف قناة السويس، الذي لا زال بحاجة إلى تجهيزات ضرورية، والهدف من توسيع مشاريع الوقف هو الوصول إلى أكبر عدد من النساء وتمكينهن”.
مناشدة.. في سبيل تعزيز دورها
وفي نهاية لقائنا مع جيلان عثمان، الإدارية في وقف المرأة ومسؤولة قسم المشاريع، وجهت كلمة للنساء بأن وقف المرأة والمؤسسات الخدمية النسائية في كافة مناطق شمال وشرق سوريا تفتح أبوابها للجميع لمساعدة المرأة وتمكينها من تكوين ذاتها وتوسيع مداركها في الحياة “لأن المرأة هي الحياة نفسها”.
المرأة والطفل أكثر المتضررين بآثار الحروب، سواءً المرأة الكردية أو العربية أو السريانية أو الأرمنية أو الإيزيدية، من خلال التهجير والاغتصاب والكثير من الأفكار المتطرفة والانتهاكات اللاإنسانية بحقهن. وللقضاء على كافة أشكال التمييز والعنف ضد المرأة، تشكل وقف المرأة الحرة في روج آفا كمؤسسة مستقلة تنجز مشاريعها وتسعى لتطوير المجتمع بشكل مختلف، ليتقدم وينهض بالمرأة بشكل حر وديمقراطي، وعلى دائرة توسعه تطور ليصيح اسمه وقف المرأة الحرة في شمال وشرق سوريا، وأخيراً وبعد خمس سنوات من العمل تحول اسمه إلى وقف المرأة الحرة في سوريا؛ ليعمل في كافة المناطق، وخلق مجتمع ديمقراطي، ويضم 11 مكتباً، في كوباني وصرين والحسكة والطبقة والرقة وقامشلو وغيرها من المناطق، لتمكين المرأة اقتصادياً وصحياً وفكرياً وثقافياً سعياً لتقدمها وتقدم المجتمع معها.
الصحية”، حيث تقوم حملات التوعية على نشر البروشورات وإقامة الندوات حول أمراض تكون منتشرة في فترات، والتوعية عن مرض سرطان الثدي وغيره من الأمراض، أما التدريب فيكون عبارة عن دورات تمريض وإسعافات أولية تفيد المرأة في بيتها أو في ايجاد فرصة عمل لها، وتكون مدة الدورة ما يقارب شهرين أو أكثر بأجور رمزية بسيطة”.
