اتفقنا على أن لا نتفق!

روناهي/ قامشلو ـ

كتبنا عن زيادة عدد الأندية والذي يتطلب من الاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة وضع خطة مناسبة ومدروسة لتقليص عددها، ولأسباب كثيرة منها الكتلة البشرية الرياضية لا تسمح بذلك ولا المنشآت، ولكن ما يثير الاستغراب هو أن هذه الأندية المتواجدة في الإقليم لا تتفق فيما بينها ولو لمرة واحدة؟.

في عام 2015 كان هناك أربعة نوادي فقط، ووقتها في أي اجتماع لمناقشة موضوع ما لم نشهد الاتفاق على نقطة معينة، هذا الأمر مستمر إلى يومنا هذا، وها نحن نعيش عام 2021، وعلى نفس المنوال، في كل اجتماع نقاش وخصام وزعل وسخرية بعض المرات وفي المحصلة الرياضة مكانك راوح.

طبعاً حصلت بطولات وحصلت تطورات جيدة ولكن مع بروز جائحة كورونا منذ العام الماضي ونقص دعم الاتحاد ومدها بالميزانية الكافية من قبل الإدارة الذاتية أصبحت الرياضة لدينا تعيش حالة يُرثى لها، والدليل دوري كرة القدم كان فاقداً للمتعة تماماً، وباقي البطولات كانت ضئيلة المشاركة الكثير منها ومنها كانت الجوائز شكلية مثل بطولة كرة الطاولة للناشئين وظهرت بعض البطولات بجوائز جيدة، ولكن المستوى لم يكن كما هو مطلوب.

كنوز ثمينة

ولعل ما برز حتى الآن في رياضتنا هو رياضة التايكواندو ووصولها للعالمية عبر مدرسة نمور التايكواندو الدولية التي تضم العشرات من البطلات والأبطال الدوليين ومثلهم فريق الدراجات الهوائية الذي شُكِل من قبل المدربة ميديا غانم وبدأت حملة “بدي بسكليت” وهي مستمرة إلى الآن ولكن هذا الأمر لن يصل للنجاح المطلوب بدون دعم يفي بالغرض بالإضافة لسيدات إقليم الجزيرة اللواتي مثّلنَ سيدات الخابور وحققن المركز الأول لموسم 2020 ـ 2021، لكرة القدم للسيدات بنسخته الثانية في سوريا.

شرحنا قليلاً عن الرياضة وبعض الإنجازات لكي نُثبت بأن الرياضيين والأندية والاتحاد لو اتفقوا استطاعوا الارتقاء برياضتنا نحو الأفضل وسط وجود مواهب لكرة القدم والسلة والكاراتيه والطاولة والشطرنج والكثير من الألعاب الأخرى.

والموضوع الأساسي الذي نود التركيز عليه هو حال الأندية لماذا لا تتفق؟ ما هي الخلافات؟ هل بالفعل تبنّي بعض الهيئات والجهات المحسوبة على الإدارة الذاتية لبعض الأندية السبب فيما يحصل؟ ولكن في عام 2015 كانت الأندية تقريباً كلها بدون دعم كبير ولم تتفق وقتها أيضاً فكيف اليوم وصلت إلى 24 نادياً؟.

خلافات مُدمّرة

أسئلة لن تتفق الأندية نفسها على الإجابة عليها بشكلٍ مشابه وتبقى هكذا مجهولة وتبقى رياضة إقليم الجزيرة تعيش في دوامة وصراعات لا فائدة منها ولن تسير برياضة الإقليم نحو الأفضل، على العكس خلافات الرياضيين وخاصةً الكثير من رؤساء الأندية هم السبب في خلق شرخ حتى بعض لاعباتهم ولاعبيهم.

حصلت اجتماعات وحتى ومجموعات واتس آب من قبل إدارات الأندية ولكن سرعان ما اخترقت واختلفوا فيما بينهم، ولم تنجح الأندية حتى الآن بوقف أي قرار بغير مكانه من قبل الاتحاد فالاتحاد أيضاً يعمل ويجتهد وهنا ستحدث أخطاء فلم نجد أي وقوف جدي وموقف موحد من الأندية ضد أي قرار غير صائب من الاتحاد.

هذا من حق الأندية الوقوف بوجه أي قرار، ولكن بعض الأشخاص من إدارات النوادي مشغولين بسرقة لاعب من نادي آخر أو تشويه سمعة مدرب، ونحن لا نعمم ولكن المشكلة تكبر والقضية تتفاقم بين الرياضيين بحيث يكيل كل منهم للآخر لأخذ مكانه في التدريب أو الإدارة والكلام عن الأندية التي باتت تسمى (مدعومة)، بحسب جمهور المتابعين.

البعض يقول حلال على الشاطر حاول وأحصل على منصبي في النادي والكلام لبعض الإداريين للنوادي التي يسمونها (مدعومة)، وحتى قال منهم لا يوجد لك مال لا تشكل نادي!، وانحصرت الكثير من النقاط في الصراع المالي وصراع المناصب وكيفية إبعاد الآخر، وهذه الأمور كلها تقتل الأشياء الجميلة في رياضة الإقليم التي كما ذكرنا وصلت في بعض مراحلها للعالمية.

مؤتمر جديد هو الحل ولكن!

بتاريخ 24/2/2017، عقد المؤتمر الأول للاتحاد الرياضي في الجزيرة بحضور نخبة كبيرة من رياضيي المنطقة وممثلي الأندية والمجالس والفرق الرياضية وممثلين عن الإدارة الذاتية وانبثق عن المؤتمر لجنة متابعة لقانون تنظيم العمل الرياضي لإجراء التعديلات اللازمة التي تتماشى مع الرياضة وقتها، ولكن اللجنة في أول اجتماع لها بعد المؤتمر الذي حضرها عدة أشخاص فقط، تبخرت اللجنة والفكرة وعام 2018 كان من المفترض أن يُعقد المؤتمر الثاني في شهر كانون الثاني منه، ولكن تم تأجيله لحين الانتهاء من النشاطات الرياضية، ولكنه لم يقم بنفس العام وحاول الاتحاد الرياضي عدة مرات بعدها لعقد مؤتمره الثاني وإلى يومنا هذا لم يستطيع فعل ذلك، وفشل.

لذلك قد يكون أحد الحلول هو اجتماع موسع لإدارات الأندية في الوقت الحالي وبوجود خامات رياضية من المنطقة، ويناقش الجميع بصراحة وشفافية المشاكل والخلافات العالقة بينهم والتي هي قابلة للتجاوز في حال أراد الجميع ذلك، فقليلاً من التفكير بحال رياضة الإقليم والاحتكام للضمير، سيخلق في النفوس التوجه نحو تجاوز الخلافات والأحقاد، وعلى الاتحاد العمل مع الأندية للضغط على الإدارة الذاتية في إقليم الجزيرة لعدم تهميش الرياضة ومدها بالميزانية المفتوحة وإعادة تأهيل البنية التحتية الرياضية التي أصبحت خارج الخدمة الكثير منها.

حلول قد تفيد

بعد تصافي القلوب يجب تعاون الجميع في وضع مسودة قانون الناظم للعمل الرياضي، ومناقشة الوضع التنظيمي وآلية العمل وكيفية معالجة الأخطاء والمشاكل العالقة ومعوقات تطوير رياضة الإقليم، وتقديم مقترحات وتوصيات ونقلها للمناقشة والتصويت عليها في المؤتمر لأن عقد مؤتمر جديد هو حاجة ملحة حالياً وسط كل النواقص والسلبيات والمعوقات التي تظهر في رياضة إقليم الجزيرة.

طبعاً لا نخفي منذ أن نشأ الاتحاد في عام 2015 والخلافات تعصف بين المكاتب نفسها وأعضاء الاتحاد وقضية تغيير الرئاسة المشتركة كل فترة ومثلها رؤساء المكاتب كلها خلقت حالة من الفوضى، وزادت على تفاقم التسيب الحاصل في رياضة الإقليم ولذلك يُطلب من الجميع العمل على مشاريع رياضية جديدة تليق بحجم المواهب الموجودة، ولكن في حال لو استمرت رياضة الإقليم بهذا المنوال، فسوف تندثر كل المواهب المتبقية والتي ما زالت تقاوم كل الظروف والإهمال، وسنقول على رياضتنا السلام.