بطولات المدارس فرصة لاختيار النجوم والمواهب

قامشلو/ جوان محمد ـ

عبر البطولات المدرسيّة كانت الكثير من الأندية في سوريا تختار لاعبيها بالفئات العمرية وهكذا تتدرج للوصول لفئتي السيدات والرجال، ولكن اليوم قلّة قليلة من الأندية مازالت تعتمد على هذه البطولات، بالرغم من وجود الكثير من المواهب ومن كِلا الجنسين ولمختلف الألعاب.

ورفدت هذه البطولات في مختلف المناطق الأندية بشكلٍ عام باللاعبات واللاعبين، ولكن بعد عام 2011، اختلفت الأمور وخاصةً في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، حيث باتت الرياضة المدرسية بشكلٍ عام ليست بالمستوى المطلوب باستثناء بعض المدن، وذلك بعد تسليط الاهتمام على لعبة كرة القدم فقط، بينما بالماضي كانت المواهب تنشط في العديد من الألعاب الرياضية المختلفة، مثل كرة السلة واليد والطائرة وألعاب القوى… وإلخ

حصة هامة ولكن منسيّة!

وحصة الرياضة لا تلقى أهمية كبيرة في مدارس إقليم شمال وشرق سوريا، وهذه حقيقة لا يجب التهرّب منها، وحتى الكثير من المدارس تفتقر

 للملاعب المناسبة، كما لا تتوفر المستلزمات الرياضية والكرات الخاصة ببعض الألعاب فيها، وحتى في البطولات المدرسية كنا نشهد عدم وجود لباس موحّد للاعبات واللاعبين، وحتى فرق بعض المدارس كان اللاعبين واللاعبات يشاركون بالبطولات باللباس المدني!، وكل ذلك يدل على عدم منح الاهتمام اللازم لحصة الرياضة، والبطولات المدرسية بشكلٍ عام، ولكن هذا لا يمنع وجود مواهب ولديها النية في صقلها وتنميتها عبر الأندية الرياضية، علماً أن عدم الاهتمام من قبل الجهات المعنية بالشكل المطلوب بالرياضة المدرسية وبطولاتها قد يلعب دوراً كبيراً في إبعاد الأندية الرياضية هي الأخرى بمتابعة المواهب المدرسية والاعتماد عليها في تنشيط فرقها المختلفة.

تحدي غياب الدعم

ورغم أن الرياضة المدرسية هي ذات أهمية كبيرة في مجال منح الطالب الصحة السليمة والعقل السليم، وممارسة النشاطات الرياضية المختلفة وإقامة البطولات للطلاب خطوة لها دورها في الرفع من قدراتهم وتنمية مواهبهم، ولكن كما ذكرنا فهي لا تحصل على الدعم المطلوب من الجهات المعنية، بينما هناك بعض من المجمعات التربوية ببعض المناطق تتحدى غياب هذا الدعم، وتعمل على تنظيم البطولات المدرسية وخاصةً بمدينة قامشلو، فالمجمع التربوي في مدينة قامشلو حقق نقلات نوعية في مجال تنظيم البطولات، وذلك من خلال إقامة البطولات المختلفة وخاصةً العام الدراسي المنصرم، حيث شهد الموسم السابق عدداً كبيراً من البطولات وبالتنسيق مع المجلس الرياضي بمقاطعة الجزيرة.

وفي الأول من شهر آذار الماضي من العام 2024، افتُتح مركز تدريبي للعبة كرة الطاولة بهدف تنشيط اللعبة في القسم الشرقي من مدينة قامشلو، والمدارس مُستقبلاً وذلك من قِبل إدارة مدارس قامشلو التابعة لهيئة التربية والتعليم وبالتعاون مع المجلس الرياضي بمقاطعة الجزيرة، وتكللت الافتتاحية ببطولة وديّة وبمشاركة نخبة من لاعبات ولاعبي لعبة كرة الطاولة بمقاطعة الجزيرة.

المركز متاح للجميع، ولكل من يود تعلّم اللعبة، وبإشراف من إدارة المدارس بقامشلو، كما تهدف الإدارة إلى تجهيز الطالبات والطلاب في معهد إعداد المدرسين في قامشلو قسم الرياضة لإدخال اللعبة إلى المدارس وتعليمها للتلاميذ بعد تخرّجهم من المعهد ويصبحون مدرسات ومدرسين لمادة الرياضة في مدارس المدينة.

البطولات المدرسيّة قاعدة لتشكيل الفرق الرياضية

كما شاهدنا مؤخراً اعتماد المجلس الرياضي بمقاطعة دير الزور على البطولات المدرسية لتنشيط فرق للفتيات بالمنطقة، كون مقاطعة دير الزور مازالت تفتقر للفرق الرياضية النسائية، وخطوة المجلس الرياضي بالاعتماد على البطولات المدرسية لتنشيط الرياضات النسائية ستأتي بثمارها عما قريب، لأنها خطوة صحيحة، وبكل تأكيد ستجلب نتائج إيجابية معها.

لذلك يُتطلب من الأندية المختلفة في المنطقة، إن كانت تشارك في بطولات المقاطعات في إقليم شمال وشرق سوريا، أو تلك التي تشارك في البطولات الرياضية على مستوى سوريا ككل، العودة لمراقبة هذه البطولات رغم أنه قد يكون عددها قليل مقارنةً بالماضي، ولكنها وبدون شك ستظهر مواهب بحاجة للرعاية والتبني من الأندية الرياضية بالمنطقة، فالطالبة والطالب لديهم موهبة لرياضة معينة، وتحتاج بنفس الوقت لجهة ترعى هذه الموهبة وتنميتها، وتحفيزها على الاستمرار بممارسة الرياضة وعدم تركها، كون الكثير من المواهب ضاعت وتخلت عن رياضتها المفضلة بسبب عدم تلقيها الاهتمام المطلوب والدعم اللازم.