No Result
View All Result
المشاهدات 0
آراس بيراني –
يدهشنا باللون، رامياً قاماتها عبر لوحات تقتطع جزئيات من الأزمان اللا متكررة كديمومة سرمدية والتي تتكرر طقوسها اللونية كل موسم بعد دوران للظل للأرض حول مركز الشمس والاشراق.
فمن فصوله الأربعة ينسج من شهوة الزمان ومن ألق المكان وقدسيته المتمثلة بالخصب والتجدد لوحات دعاها بأسماء فصول هي ليست مِـنٌفُصِـلَة عن زمنها وانما تتواصِـل وتنفصل عبر ديمومة زمنية تشكل أعمارا وتقوى جذوع أشجارها وترتفع بسمو سامق للعلا.
الربيع بكل رومانسيته وحيويته على الأقل في جغرافيتنا والتي تتناوب عليها فصولاً ما بين الجرأة اللونية وخجلها ايضا حيث الربيع الشهي البهي الخصب، حيث الضوء والظل ولا متناهية اللون والتي كأنها تقودنا الى بوابات الفردوس التي لم يكن لأحد ان رآها ولكنها تأخذنا بتلك الرومانسية المتخيلة عبر تراث ثيوقراطي نقي.
الطيور وان كانت غائبة عن مشهدية خطوط اللوحة فلا نكاد نرى الـ تيتي (آلَقَبّـرَة) ولا الهدهد أو عصفور دوري رغم اتساع ذاك الحقل الملون المتسع كالبهجة.
الحشائش والزهور وبراعم الشجر والوريقات الفتية، لكننا وعبر مشهدية أفقية للوحة نقف على حقل ممتد وشجرة وحيدة مركونة تعلن عن أزهارها بجرأة لونية وقدرة تخيلية استدلالية، نكاد نسمع طنين النحل وحفيف اجنحة الفراشات وهي تلعق الرحيق واجنة الزهر.. بل على المستوى ليس السمعي ولا اللوني البصري الذي هو الاساس في طرق الرَؤيّة للوحة وانما على المستوى الشمي المتداخل مع حواسنا المتسعة باطراد وبرغبة مشوبة بالتناغم والتمازج فأننا نشم أريج زهر وورد شجرها واوراقها واعشابها الندية.. فنرى لهيب نوروز ونرى تاريخ هذا الشهر ونكبات الزمن والتاريخ، نرى الفرح في مباسم الزهر، وبهجة الانتصارات، ومن مكان قصي في أفق متقارب نرى بؤس اللون وخيبات الكرد وذبول ربيعهم أكثر من مرة، لكن إصرار البقاء، ومجاراة قوة الطبيعة من الولادة مجددا، والإعلان عن الحياة الجديدة المتجددة دوماً، من ذاك الرحم البطولي حيث يسطر الفنان زبير يوسف عبر خطوطه اللونية ربيعاً “كردياً” له رائحته وألوانه وجذالته وسحره.. فينطلق من شكلانية اللون والضوء إلى علاقة الإنسان بالأرض والخصب، فعلى المستوى الداخلي للوحة، الربيع يرتبط بذاكرة دافئة وطازجة الأحداث التي حدثت عبر تاريخية هذا المكان عبر ازدحام لوني وتشكيلي بفرادة بسيطة كما الطبيعة العفوية التي تجري ببساطة جدول ماء او تدفق نبع هناك.
زبير يوسف الذي استطاع تطويع المعدن والحجر والصلصِـآل بل وأجزاء من عناصر نباتية إلى لوحات نحتية تشكيلية مدهشة بقدرات فنية احترافية إبداعية فلا نستغرب حينما يضخٌ بألوانه وعبر ريشة متقنة لأصول الرسم وحرفيته مضيفاً إليها حسه الواعي الذي يعتبر الأهم بالنسبة لبناء وانجاز اللوحة مضيفا ألقاً ودفئا زاخراً بالحياة وبالنبض عبر رؤية تضيف للمشهد اللوني امتداداً لا يقف عند حدود اللوحة بل تتسع للمكان وللحدث وللزمان الممتد من الماضي السحيق للطبيعة إلى حاضرها المتجدد كل ربيع ولتبقى اللوحة ايقونة مستقبلية تقدس سر الظل مع خصوبة اللون.
No Result
View All Result