الطبقة/ عمر الفارس –
تقوم مديرية الزراعة في الطبقة بتوفير مستلزمات العمل اللازمة للفلاحين؛ بغية نجاح محصول القطن بشكل موسمي، حيث يعد القطن من المحاصيل الأساسية التي يتم استثمارها في شمال وشرق سوريا، نظراً لفائدتها الصناعية والتجارية.
يزرع القطن بكميات كبيرة وبمساحات شاسعة في مناطق شمال وشرق سوريا منها الرقة والحسكة وقامشلو، والطبقة، حيث أعطت الإدارة الذاتية في منطقة الطبقة الاهتمام الكبير لمحصول القطن لما له من دور في الصناعة واستخراج المواد التي تصنع منها الخيوط والأقمشة والمواد الطبية والمفروشات وغيرها.
ومن المعروف عن القطن أنهُ يحتاج لمتابعة زراعية منظمة والري الوافر والمنظم والتربة الزراعية الخصبة والرعاية المستمرة من قبل الفلاحين وأصحاب الخبرة، لضمان نجاح المحصول الزراعي، حيث يعتبر القطن من نباتات المناطق ذات الحرارة المرتفعة، ونباتها عبارة عن شجرة صغيرة تحتوي القطن، والتي تتطلب الري الجيد والأرض الزراعية الخصبة حتى ينمو بشكل جيد، لينتج قطناً على درجة عالية من الجودة، ويصنف القطن المصري من أفضل أنواع القطن الذي يطلق عليهِ القطن طويل التيلة، والذي يتم تصديرهُ لجميع الدول.
تغيرت طريقة زراعة القطن عن الماضي والتي كانت ضمن الأساليب التقليدية في استخدام الأيدي العاملة بشكل كلي، أما في وقتنا الحالي يتم إنتاج وزراعة القطن على أكبر نوع من الكفاية والتنظيم باستخدام الآليات الزراعية مع القليل من الجهد، مع العلم أن نجاح محصول نبات القطن يحتاج إلى جو دافئ حار وموسم نمو خالٍ من الصقيع لفترة لا تقل عن 180 يوماً.
ونذكر أن إقليم الجزيرة من أغنى المناطق الإنتاجية الزراعية لمحاصيل القطن، حيث قامت مديرية الزراعة في مدينة الطبقة بتجهيز الأراضي الزراعية في القرى المجاورة للمدينة الداعمة لمشروع زراعة الأقطان هذا العام والمحاصيل الصيفية وتوفير الظروف المناسبة لنمو ونجاح المحاصيل.
أهمية القطن
ولمعرفة المزيد عن زراعة محصول القطن؛ أجرت صحيفتنا “روناهي” لقاء مع الرئيس المشترك لمديرية الزراعة بالطبقة عبد الخالق الأحمد، والذي أوضح بالقول: “يعد محصول القطن من المحاصيل الاستراتيجية بالمنطقة، والذي يشمل حيزاً كبيراً ومساحات واسعة من الأراضي المزروعة في المناطق الريفية في شمال وشرق سوريا، وهي تشكل نسبة ما يقارب الـ 30 – 40 % بالمئة من المساحات المزروعة صيفاً، وتنال دعماً واهتماماً واسعاً من الإدارة الذاتية لما يحققهُ من فائدة للتجارة المحلية والصناعات العديدة التي يستخدم فيها القطن والتي يوفرها في الأسواق التجارية”.
أسباب تراجع إنتاج محصول القطن
وأكد لنا الأحمد في لقائهِ أن مع ارتفاع تكاليف الإنتاج وعدم وجود بعض أصناف البذور، التي كانت مستعملة في سنوات سابقة، وتغير صنفها بسبب حالات الجفاف، وقلة الأمطار التي عانت منها المنطقة، وبسبب أزمة نقص منسوب المياه في نهر الفرات نتيجة قطع تركيا للمياه في الفترة الأخيرة، الأمر الذي أثر على الأراضي المروية وحركة الزراعة الموسمية ولا سيما محصول القطن الذي يحتاج رياً منتظماً ورعاية مستمرة.
تأمين الدعم اللازم لنجاح المحصول
ونوه الأحمد في حديثه عن الأراضي الزراعية المخصصة للقطن التي تمت زراعتها في العام الماضي التي قدرت بمساحة 5000 دونم، والتي وفرت لها الإدارة المدنية بإشراف لجنة الاقتصاد ومديرية الزراعة الدعم اللازم للفلاحين، وتأمين المحروقات الضرورية لمحركات ضخ وسحب المياه لعمليات الري، والمازوت اللازم للحصادات وآليات الحراثة للأراضي، وتأمين كميات كافية من سماد اليوريا والسماد الترابي “السوبر فوسفات” الذي يغذي التربة، وتقديم الإرشادات والاستشارات من خلال جولات منظمة إلى الأراضي الزراعية، ولا سيما المساحات المستثمرة بشكل جديد، تنظم هذه الجولات بحضور مهندسين زراعيين وأصحاب خبرة تستمر فيها متابعة الآفات الموجودة التي تصيب القطن من خلال رش المبيدات الحشرية الفعالة والتي تكون غير ضارة للنبات والبيئة للحد من خطر هذهِ الآفات والحشرات التي قد تشكل خطراً على نجاح المحصول الزراعي والموسم.
واختتم الرئيس المشترك لمديرية الزراعة بالطبقة عبد الخالق الأحمد كلامه بالحديث عن الخطط المستقبلية ومتابعة موسم القطن الصيفي هذا العام بالقول: “سوف تقوم مديرية الزراعة بفتح باب تراخيص المحاصيل الزراعية للقطن هذا العام، وعلى نطاق واسع، وسوف يتم تقديم الدعم اللازم للفلاحين وللجهات القائمة على العمل الزراعي التي تشرف على سير عملية زراعة القطن، والذي يعد كما ذكرنا سابقاً ثروة زراعية وركناً أساسياً من أركان الاقتصاد الزراعي والصناعي في المنطقة”.
