No Result
View All Result
المشاهدات 1
رشاد بيري (كاتب)-
العالم مُقبل على مرحلة جديدة من النواحي السياسية والاقتصادية وسوف يكون النظام العالمي الجديد أشبه بمرحلة استثنائية، فعلى صعيد المنطقة الكُردية تتجه الأمور نحو مزيد من التوتر مع الجانب التركي، إلا أن هذا لا يعني أن مشروع الأمة الديمقراطية في شمال وشرق سوريا مهدد، بل ما يزال قائماً وبقوة، فكثيراً ما اعتقد العالم أن داعش والفصائل الإسلامية المتشددة الأخرى ستُنهي مشروع الإدارة الذاتية، وما رأيناه هو أن الكُرد وحلفاءهم قد انتصروا على مختلف الصعد.
نستنتج من ذلك ومن كل ما حدث في السنوات القليلة الماضية أن الإدارة الذاتية ستتجه نحو مزيد من التطور رغم الظروف الراهنة الصعبة.
فالدولة التركية لا تنفك تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة عموماً والكُردية خصوصاً، حيث بالمقدور القول إن سياسات الدولة التركية تخدم بالدرجة الأساس نشاطات الجماعات المسلحة التي تحتل مدناً سورية عدة من بينها عفرين وسري كانيه. ولكن لدور أمريكا والإدارة الجديدة أهمية بالغة، فإدارة الرئيس الجديد تجهد من خلال نشاطاتها الأخيرة في المنطقة إلى تعزيز الاستقرار السياسي في مناطق الإدارة الذاتية ولجم تركيا المحتلة.
مرحلة إدارة ترامب كانت مليئة بالتناقضات وما تزال آثارها قائمة، فالكُرد حينما تخلصوا من شبح تنظيم الدولة بمساعدة التحالف الدولي أمست الأمور نحو الأفضل، والتخلص من تنظيم إرهابي بحجم وهيمنة تنظيم الدولة أمر يجب الوقوف عنده كثيراً، إذ إنه من ضمن أهم الأحداث التي شهدتها المنطقة برمتها في القرن الواحد والعشرين.
إلا أن الآثار السلبية للإدارة الأمريكية السابقة بخصوص مناطق شمال وشرق سوريا لم تؤثر على إرادة القوى الفاعلة الكُردية وحلفائها من المكونات الأخرى في مجلس سوريا الديمقراطية على الصعيد السياسي، وقوات سوريا الديمقراطية على الصعيد العسكري، فما تزال جهود كلا الجسمين قائمة في دحر الاحتلال من جهة وإخراج سوريا عموماً ومناطق الإدارة الذاتية خصوصاً من الأزمة من جهة أخرى.
النتيجة التي يمكن استخلاصها مما سبق هو أننا الآن وجهاً لوجه أمام تحولات جديدة ستكون مفصلية في واقع الأحداث من نواحٍ عدة، وسوف يكون للكُرد دورٌ حاسمٌ في كل ذلك، فما يمكننا تأكيده الآن هو أن الوضع لن يعود إلى ما كان عليه قبل 2011 فتلك مرحلة انتهت.
أما المرحلة المقبلة فستكون مرحلة مبنية على قيم ومبادئ الأمة الديمقراطية وسائر آلياتها المنسجمة مع العصرانية الديمقراطية والمتصالحة مع تاريخ المنطقة العريق.
إن تبني أفكار المفكر الأممي القائد أوجلان لحل قضايا الشرق الأوسط أمر مجدٍ وأفضل من جميع الحلول التي تطرحها القوى الفاعلة المحلية، التي باءت كلها حتى الآن بالفشل الذريع.
No Result
View All Result