شكاوى من ارتفاع سعر الخبز.. وإدارة الفرن الآلي: “ضمان توفر الخبز وجودته من أولوياتنا”

منبج/ آزاد كردي ـ

رفعت إدارة الأفران العامة سعر ربطة الخبز في كافة مناطق شمال وشرق سوريا مع بداية شهر رمضان المبارك، في خطوة لاقت العديد من ردود الأفعال المتباينة من قبل السكان في مدينة منبج وريفها.

عممت الإدارة العامة للأفران في 12 من الشهر الجاري، أنّ بيع ربطة الخبز للمعتمد يكون بسعر 230 ل.س وبوزن 1.250 كلغ وقطر الرغيف 32- 35 سم وعدد الأرغفة في الربطة الواحدة تسعة أرغفة. ويسلّم المعتمد الربطة للمواطن بسعر 250 ل.س ودون أي زيادة حسب التعميم الذي حذّر كل من يخالف ذلك بتعريض نفسه للمخالفة المالية والقضائية.

ورصدت صحيفتنا “روناهي” تباين الآراء حول هذه الخطوة التي يعتبرها البعض أنها تأتي في ظروف قاسية يمر بها الشعب السوري، في حين كان الأجدى تثبيت سعر ربطة الخبز على السعر القديم ريثما يستقر وضع البلد سياسياً، في المقابل اعتبرها البعض بأن توافر مادة الخبز هو الأساس في هذه المرحلة الحرجة.

تأثر شريحة من المواطنين

 وقالت المواطنة مريم الخلف، وهي أم لخمسة أطفال، إنها تحتاج إلى ربطتي خبز يومياً وتحصل عليهما عن طريق المعتمد الذي يأخذ 25 ليرة سورية عن كل ربطة خبز ثمناً لإيصالها إلى المنزل. ويعمل زوجها بالمهن الحرة – وهو عمل غير مستقر- وتأثر عمله إلى حدٍّ بعيد بارتفاع تكاليف مواد البناء نظراً لارتفاع الدولار، وفي ظل هذه الأوضاع يكون العمل في هذه الآونة متذبذباً وغير مجدٍ. لافتة إلى أن: “السعر الجديد لربطة الخبز صدم الجميع، لأنه جاء بمعدل الضعف عن سعر ربطة الخبز في السابق، الأمر الذي سيشكل عبئاً ثقيلاً في الظروف التي تعيشها عائلتنا في الوقت الراهن”. مختتمة حديثها بالقول: “أرجو من المسؤولين إعادة النظر في هذا القرار، باعتبار أن هناك كثيراً من السكان سوف يتأثرون ويعيشون بمثل ظروفي الصعبة”.

توفر الخبز أفضل من عدمه

 لكن في المقابل قال عبد الرحمن الخلف، وهو عامل لدى إحدى مؤسسات الإدارة الذاتية في مدينة منبج وريفها براتب 200 ألف إنه يحتاج إلى ربطتي خبز يومياً ويحصل عليهما عن طريق أحد الأكشاك في الحي. لكنه يجد صعوبة في تأمين مستحقاته من الخبز، حيث يصطف الكثير قبل وصول الخبز إلى الكشك، مما يجعل الأمر أشبه بالمعجزة للحصول عليه كل يوم. مشيراً إلى أن: “التدافع بين العامة للحصول على الخبز يؤدي في معظم الأحيان إلى تفتت ربطة الخبز قبل الحصول عليها، وينبغي الاهتمام أكثر بجودة الخبز”. مختتماً حديثه بالقول: “ليس من المهم ارتفاع سعر ربطة الخبز، لكن المهم الحفاظ على توافره بشكل أكبر في الأسواق”.

استغلال وجشع على حساب قوت المواطن

 وفي سياق إيصال الشكاوى للجهات المعنية، التقت صحيفتنا “روناهي” بالإداري في الفرن الآلي “عبدو شيخو” الذي شرح الأسباب والدوافع لرفع سعر ربطة الخبز، فأشار إلى ذلك بالقول: “لا شك ليس هناك من يود رفع سعر ربطة الخبز التي تعتبر قوت المواطن، خاصة في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها سوريا عموماً، لكن هناك من استغل ارتفاع سعر الأعلاف في السوق التي وصلت إلى 1400 ليرة سورية على حساب ربطة الخبز التي تباع بـ 125 ليرة سورية من أجل الاستفادة من سعر ربطة الخبز الزهيد، وجعلها علفاً بدلاً من المواد العلفية. بالإضافة إلى أن هناك مطامح في تحسين جودة الخبز وتوفيرها بالأسواق بشكل أكثر، وبطريقة ترضي شريحة بائعي الخبز الذين يعانون من التكاليف الباهظة لإنتاج الخبز”.

ضخامة بالإنتاج وثبات على الدعم

 ونوه شيخو إلى وجود 30 فرناً لإنتاج الخبز العادي موزعة في مدينة منبج وريفها، وتنتج هذه الأفران جميعاً ما يفوق 200 طن يومياً من الخبز. في المقابل ينتج الفرن الآلي وحده 45 طناً بما يعادل 44 ألف ربطة خبز يومياً على مدار 24 ساعة.

واختتم الإداري في الفرن الآلي في مدينة منبج وريفها عبدو شيخو حديثه بالقول: “هناك شكاوى عديدة قدمها أصحاب الأفران، في مختلف مناطق شمال وشرق سوريا، إلى الإدارة العامة للأفران، تتعلق بزيادة التكاليف الملقاة على عاتقهم نتيجة زيادة أسعار المواد الأساسية، وبالطبع هي مطالبات مشروعة ومحقة. بينما ستقدم الإدارة العامة للأفران كافة المستلزمات، ومن ضمنها الطحين والخميرة والملح، وحتى الأكياس، مقابل تثبيت السعر الجديد وعدم تأثره بتذبذب سعر صرف الليرة السورية”.