الشهباء/ فريدة عمر –
أثرت الأنظمة الحاكمة بشكل كبير في طمس جمالية المرأة الفكرية، والسياسية؛ نتيجة ممارسات التسلط والقمع في ظل انعدام الديمقراطية، وفي شمال وشرق سوريا استطاعت المرأة أن تغير المفاهيم الخاطئة، وأن تبرز دورها الريادي مع اندلاع الثورة.
وفي هذا السياق حدثتنا الرئيسة المشتركة لمجلس مقاطعة الشهباء وردة شيخو، والتي بدأت حديثها: “إننا نعيش في مجتمع شرق أوسطي، المجتمع، الذي يسوده النظام الذكوري، والتي فرضت من خلال العادات، والتقاليد ومصطلحات الحلال والحرام، والدين على المرأة، والتي وضعت المرأة في أدنى درجة من المجتمع، وأبعدتها عنه بحجة أنها إن خرجت تكون قد كسرت، وتخطت العادات والتقاليد، على خلاف طبيعة المرأة القيادية في كل ميادين الحياة”.
داعش مصدر الإرهاب والرعب
واستكملت حديثها: “داعش، شبح الموت، إن صح التعبير، وعند دخولهم على المناطق نهبوا، وسرقوا، ودمروا كل ما هو موجود، ففي ذهنيتهم لا يوجد شيء سوى الخراب والدمار، وزرع الرعب، والخوف، في نفوس الأهالي، فذبحوا، وقتلوا، وارتكبوا العديد من الجرائم الوحشية، ومنطقة الشهباء أيضاً أًصبحت مسرحاً للإعدامات الميدانية، وأفعال داعش اللاإنسانية بحق الأهالي والنساء خاصةً.”
“تحرير المنطقة من داعش كان انتصاراً لإرادة الشعوب“
وتابعت وردة: “وبتحرير مناطق الشهباء من مرتزقة داعش، بتضحيات أبناء وبنات هذا الأرض، انزاحت الغمامة السواد، واختفى الكابوس، الذي كان يلاحق كل من يعيش في تلك المنطقة، وتحولت منطقة الشهباء من معقل لمرتزقة داعش إلى رمز للمقاومة، فتحرير مناطق الشهباء، كان انتصاراً لإرادة الشعوب، ولنا نحن النساء تحديداً”.
مؤكدةً بأن انخراط المرأة ضمن جميع المجالات السياسية والعسكرية، والاجتماعية بعد تحرير مناطق الشهباء من مرتزقة داعش، كان لها تأثير كبير، وخاصة في منطقتنا، كون العادات والتقاليد، لم تكن تسمح للمرأة بذلك سابقا.
وواصلت: “مع بداية تأسيس المجالس في مناطق الشهباء، أعطينا الأهمية الكبرى في تكثيف الزيارات للأهالي وخاصة النساء، والتركيز على الحملات التوعوية، والتدريب على الأصعدة كافة، لإمكانية تعزيز دور المرأة في كل المجالات، وتغيير الذهنية، التي فرضت على مجتمعنا، وذهنية العائلة، التي تقف إلى يومنا هذا عائقا أمام تقدم وتطور المرأة.
“للمرأة جهد كبير في تنظيم المجتمع“
ونوَهت وردة: “كان لا بد لنا من أخذ طبيعية مجتمع الشهباء بعين الاعتبار؛ كونه يحوي الشعب الكردي، والعربي والتركماني، ولكلٍ منهما ثقافة متنوعة، واستطعنا تحقيق التلاحم والتعايش المشترك بينهم، وتوحيد صفوفهم، وموقفهم وكان الفضل الأكبر في ذلك هو جهود المرأة.”
“العدو يستهدف إرادة المرأة الحرة“
من جانب آخر أشارت بالقول: “فكلما تتصاعد مقاومة المرأة، يزداد حقد وكراهية العدو، الذي يسعى وبكل وسائله إلى تعمق وتجذر الذهنية الذكورية، وإلى إبادة المرأة فكرياً وجسدياً”.
وتابعت: “فشهدنا في الآونة الأخيرة الاستهدافات المتكررة، للنساء الطليعيات، والإداريات، كل ذلك لم يكن صدفة، بل سياسة ممنهجة لكسر إرادة المرأة الحرة.”
