وحدة الوجود عند الطوائف الإسلامية ـ2ـ

محمد القادري-

أما الصوفية التي تنتسب إلى السنَّة وهي مرفوضة عند بعض العلماء والفرق والإسلامية، فأعلامها معروفة وأقوالها مشهورة نعرض أهمها:

ـ الحلاج: قال عنه ابنه أحمد أن أباه كان يعرف عند الهنود بالمغيث وعند الصين وتركستان بالمقيت وعند الخراسان بأبو عبد الله الزاهد وفي خوزستان بحلاج الأنوار.

يقول الحلاج: من كان له قلب فلا يخطر فيه إلا شهود الرب. إن العبد إذا وحد الله تعالى فقد أثبت نفسه وأتى بالشرك الخفي وإنما الله تعالى هو الذي وحد نفسه على لسان من شاء من خلقه.

ـ رابعة العدوية: محب الله لا يسكن أنينه ولا حنينه حتى يسكن محبوبه.

ـ أبو يزيد البسطامي: رأيت رب العزة في المنام فقلت: كيف الطريق إليك، قال: اترك نفسك وتعال.

ـ أبو سعيد الخراز: ويقول في كتابه (الشر) عن الواصلين: إذا قيل لأحدهم ما تقول، قال الله: وإذا نظر قال الله، وإذا تكلمت جوارحه قالت: الله وأعضاؤه مملوءة من الله.

ـ أبو الحسين النوري: من شعره يقول:

الذكر يقطعني والوجد يطلعني     والحق يمنع عن هذا وعن ذاك

فلا وجود ولا سر أسر به          حسبي فؤادي إذا ناديت لباك  

ـ الجنيد البغدادي ويلقب بشيخ الطائفة يقول:

التوحيد أن يرجع العبد إلى أوله فيكون كما كان قبل أن يكون.

ـ الشبلي: يقول من أجاب عن التوحيد بعبارة فهو موحد ومن أشار إليه فهو ثنوي ومن سكت عنه فهو جاهل ومن وهم أنه واصل فليس له حاصل ومن أومأ إليه فهو عابد وثن، ومن نطق فيه فهو غافل زمن ظن أنه بعيد فهو قريب ومن تواجد فهو فاقد، وكل ما ميزتموه بأوهامكم وأدركتموه بعقولكم، من إثم مهانيكم فهو مصروف مردود إليكم محدث مصنوع مثلكم.

ـ الجيلاني: قال لي يا غوث الأعظم جسم الإنسان ونفسه وقلبه وروحه وسمعه وبصره ويده ورجله ولسانه، وكل ذلك طهرت له نفساً بنفس، لا هو إلا أنا ولا أنا غيره.

ـ الشاذلي: أبى المحققون أن يشهدوا غير الله تعالى لما حققهم من شهود القيومية وإحاطة الديمومية.

ـ ابن سيعين: رب مالك عبد هالك وأنتم ذلك الله فقط والكثرة وهم.

ـ محي الدين ابن عربي الملقب بالشيخ الأكبر كان له الأثر الكبير والآثار العظيمة في مذهب وحدة الوجود الإيمانية عند المتصوفة السنَّة والشيعة، ومازالت كتبه وأقواله تعد المراجح الأثمن والأغلى عندهم وهي: (الإسراء إلى مقام الأسرى، تاج الرسائل، روح القدس، الفتوحات المكية، فصوص الحكم).

من أقواله: سبحان من أظهر الأشياء وهو عينها

يا خالق الأشياء في نفسه     أنت لما تخلق جامع

تخلق مالاً ينتهي كونه        فيك فأنت الضيق الواسع

ومن شعر له في وحدة الأديان:

وبيت لأوثانٍ وكعبة طائف    وألوح توراة ومصحف قرآن.