سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

وحدة القوى السياسية

لقمان أحمي_

يتداول كثيراً في الأوساط الاجتماعية وبين النخب، مسألة الوحدة بين جميع القوى السياسية الكردية. فما مدى إمكانية حدوث ذلك لدينا؟
عند البحث في تاريخ القوى السياسية لأي قومية أو أثنية، لم يوجد مثل هذا الطرح المثالي، وحتى أنه لم يتحقق؟
فضمن أي مجتمع توجد قوى سياسية مختلفة، وتتكون وحدة أو اتحاد بين قوى سياسية معينة، ولكنها ليست بين جميع القوى السياسية.
فلأجل أن تقوم الوحدة، يجب أن تتحقق عدة عوامل منها على سبيل المثال: – الأهداف المشتركة وكيفية تحقيقها. – تثبيت القوى المعادية. – تثبيت القوى الصديقة، وكيفية التعامل معها.
وبناءً على ما سبق فقد تحققت هذه الوحدة الإطارية بين مجموعة من الأحزاب الكردية كل على حدة؛ فهل من الممكن قيام وحدة إطارية بين قوى تلك المجموعات؟ بالتأكيد أن ذلك يتوقف على تبديل المجموعات السابقة، لأهدافها وتعريف الأصدقاء والأعداء؟؟؟
لنعرج على الوحدة الإطارية المعروفة بـ أحزاب الوحدة الوطنية الكردية، فهذه الأحزاب وفي إطار تعاونها المشترك، استطاعت بناء إدارات ذاتية ديمقراطية، حققت عن طريقها الأهداف المشتركة بينها، وأمنت للشعب الكردي حقوقه المشروعة بالتساوي مع الشعوب الأخرى في المنطقة. الحماية الذاتية والأمن والاستقرار إلى مستوى مقبول. علاقات دبلوماسية قوية مع القوى الدولية. قوة سياسية وعسكرية وإدارية لا يمكن تجاوزها، لحل الأزمة السورية، حيث الوقائع على الأرض تثبت ذلك بشكل قوي.
أما إذا تطرقنا، إلى الوحدة الإطارية لأحزاب المجلس الوطني الكردي، فماذا نرى؟
قامت هذه الاحزاب بالانضمام إلى الإئتلاف السوري المعادي لحقوق الشعب الكردي، وفي إطار تعاونهما المشترك، وبالتعاون مع الدولة التركية والمجموعات الارهابية المرتبطة بها، قامت بالعدوان على الإدارة الذاتية الديمقراطية في عفرين، ومنطقة سري كانية، التي بنتها أحزاب الوحدة الوطنية، ونتيجة لذلك تم احتلال عفرين ومن ثم سري كانية وكري سب/ تل أبيض. فماذا حقق المجلس للشعب الكردي، بعد الاحتلال؟ هل هناك شيء يدل على حقوق الكرد سواء السياسي أو الثقافي؟ بالطبع لا: فلا توجد آرمة دعائية باللغة الكردية، ناهيك عن الدراسة بها، وأن هذا المجلس لا يستطيع فتح مكتب له هناك، ولا حتى الاحتفال بالعيد القومي والتاريخي للشعب الكردي هناك، حتى أنه تم إزالة نصب كاوا الحداد بطل العيد التاريخي من وسط عفرين، وتجري عملية التتريك، وعملية التغيير الديمغرافي قائم على قدم وساق لأجل توطين المرتزقة من جميع الشعوب، في منازل وأملاك المواطنين الكرد الأصليين، الذين هجروا قسراً؛ نتيجة العدوان التركي والمجموعات المرتزقة على عفرين وسري كانية، وبالاشتراك المعلن لستة فصائل تابعة للمجلس الوطني الكردي.
فكيف ستتم الوحدة بين الطرفين؟
هل بقفز أحزاب الوحدة الوطنية الكردية إلى طرف المجلس الوطني الكردي، والتضحية بجميع المكتسبات التي تحققت بفضل دماء الشهداء؟ أم بقفز المجلس الوطني الكردي إلى خندق الوطنية التي تمثلها أحزاب الوحدة الوطنية الكردية، وتشاركها عملية البناء والتحرير؟؟؟