واقع مؤسسة الزراعة والثروة الحيوانية بسري كانيه

 تقرير/ بيريفان حمي –

روناهي/ قامشلو ـ تُعرف مناطق الجزيرة في عموم سوريا بأنها مناطق زراعية، وبشكل خاص منطقة سري كانيه التي تزرع سنوياً مساحة 600 ألف دونم بمحاصيل القمح والشعير والقطن والخضروات.

ورغم الصعوبات والمنغصات التي لا تغيب عن الواقع وغياب بعض المواد في بعض الأحيان إلا أن هيئة الاقتصاد والمراكز الزراعية تؤمن المقومات الزراعية؛ بهدف الحفاظ على شهرتها الزراعية التي تُعتبر العمود الفقري لاقتصادها وعائداتها ومواردها، حتى سميت بـ “السلة الغذائية السورية” وهذا لخصوبة تربتها التي تشتهر بزراعات القمح والقطن، بالإضافة إلى الشعير، والخضروات والبقوليات، والزراعات العطرية.

ولمعرفة المزيد عن واقع مؤسسة الزراعة والثروة الحيوانية في منطقة سري كانيه؛ كانت لنا جولة إليها والالتقاء بالمعنيين فيها كما في تقريرنا التالي:

أقسام ولجان مؤسسة الزراعة

والتقينا بالإداري في مؤسسة الزراعة والثروة الحيوانية في سري كانيه عبد السلام حسن وحدثنا بداية عن اللجان الموجودة في المؤسسة قائلاً: “للمؤسسة عدة أقسام، وهي لجنة الموارد المائية، والآبار والسدود، ووقاية النبات، والمحاسبة، والأرشيف، والتنظيم الزراعي، ولجنة أراضي الانتفاع، ولجنة الثروة الحيوانية، والمحميات”.

وأشار عبد السلام إلى أن لجنة وقاية النبات تقوم بأعمال عديدة منها تسجيل رخص الصيدليات والأدوية الزراعية، بالإضافة إلى القيام بجولات وكشوفات مستمرة للاطلاع على مدة صلاحية الأدوية، والتي توجد فيها كميات كبيرة من السم، وفي هذا السياق ضبطت اللجنة كمية من الأدوية منتهية الصلاحية من الصيدليات الزراعية في سري كانيه؛ ويذكر بأن تم تسليمها للقسم الفني في بلدية الشعب بالمنطقة لإتلافها.

وأما لجنة الثروة الحيوانية فتقوم بكشوفات على الصيدليات البيطرية للتأكد من صلاحية الأدوية البيطرية، كما تقوم بإعطاء الرخص للصيدليات الزراعية؛ بالإضافة إلى استمرارية جولاتها للقيام بالرقابة الصحية؛ وأكد حسن بأنه تم إتلاف الأدوية المنتهية الصلاحية في بعض الصيدليات؛ ففي فصل الشتاء يتم إعطاء لقاحات الجدري، وأدوية لأمراض الباستريلا، وإعطاء بعض الفيتامينات لمربي المواشي في المنطقة سواءً كانت أغنام أو أبقار، ويتم توزيع مقدار 2 كغ لكل مربي.

قانون التشريع المائي

وبخصوص قسم الموارد المائية بالنسبة إلى الآبار الإرتوازية؛ أكد حسن: “يتم تجديد الرخص التي رخصت عن طريق الدولة إلى رخص باسم الإدارة الذاتية الديمقراطية؛ وأما الآبار القديمة والتي ردمت فيتم إعطاء مالكها رخص للتنظيف وإعادة التأهيل، وبالنسبة إلى الآبار المخالفة التي تم حفرها في فترة ثورة روج آفا فيتم منحهم رخصة لـ 60% من مساحة الأراضي الزراعية المروية، فعلى سبيل المثال يتم ترخيص مساحة 200 دونم مروي نسبة 60%، أي ترخيص مقدار 120 دونم”، وأشار إلى أنه يتم الكشف من قبل لجنة الكشف والمهندس المختص؛ بهدف التنظيم الزراعي وتوفير مقومات الزراعة من سماد وبذار ومحروقات (المازوت).

ونوه عبد السلام حسن إلى عملية حفر الآبار بأنها تكون حسب قانون التشريع المائي لعام 2014 وتتم المخالفة لهذا القانون بمبلغ يقدر بـ 75 ألف ليرة سورية ويتم ردمها؛ وهذا يتم بين اللجنة الزراعية والمجلس الزراعي للاتفاق على شروط المخالفات، وأكد بأن هناك تنظيم زراعي للمحاصيل الزراعية ونسبة زراعتها وتكون على الشكل التالي بنسبة 50% من المساحات المروية يزرع بالقمح، وبنسبة 25% بالبقوليات مثل الفول والعدس، والقطن بنسبة 15% لأنه يحتاج إلى الكثير من المياه.

كما ونوه حسن إلى أن لجنة المحاسبة تقوم بتحديد رسومات أراضي الانتفاع وذلك بالتنسيق مع لجنة أراضي الانتفاع. كما وتضم المؤسسة لجنة الأرشيف التي تقوم بتسجيل الوارد والصادر من المؤسسة.

وتوسع عبد السلام حسن بالتحدث عن لجنة التنظيم الزراعي قائلاً: “يتم تنظيم أعمال موسم 2018 ـ 2019 على الشكل التالي: 50% من القمح، و25% بقوليات، 78% قطن شتاءً وفي الصيف 15% والنسبة المتبقية للخضار وحسب هذه النسب يتم إعطاء السماد والمحروقات وبذار القمح؛ أي تنظيم الزراعة في المنطقة”.

ويتم عقد اجتماعات دورية وعلى مستوى الإقليم والإيالات للنقاش مع اتحاد الفلاحين والكومين في القرى حول تسجيل الحصادات الزراعية ومساحة الأراضي الزراعية؛ ويتم التعاون والتنسيق مع المهندسين المختصين في خطوط القرى عن طريق القيام بالكشوفات.

أكثر من 700 رخصة

وأكد حسن أن 700 مزارع في المنطقة مسجلين على الرخص الزراعية حتى الوقت الراهن. وبخصوص الخطط المستقبلة؛ شدد الإداري في مؤسسة الزراعة والثروة الحيوانية في سري كانيه عبد السلام حسن قائلاً: “تزرع الأراضي الزراعية في سري كانيه بمقدار 16 ألف و500 دونم شعير بعلي، ومقدار 6 ألف دونم بعلي قمح؛ وحوالي 4500 دونم قمح سقي، كما أن هناك أراضي لا تصلح للزراعات الأخرى، وهذا خاص بالبذار للموسم الزراعي الشتوي لعام 2018 ـ 2019 بمركز الزراعة في سري كانيه لخط الشهيد عزيز عرب.

تأمين مقومات الزراعة

واختتم الإداري عبد السلام حسن حديثه قائلاً: “تؤمن مؤسسة الزراعة والثروة الحيوانية في سري كانيه هذا العام مقومات الزراعة لفلاحي المنطقة من مواد أولية من بذار وسماد وأدوية وتوفير المازوت للمحاصيل الزراعية من القمح والشعير والقطن؛ لخصوصيتها في المنطقة، وذلك لتفادي العراقيل؛ لاعتبارها من الزراعات الاستراتيجية، وتحتاج لاهتمام كبير، وتعود بالفائدة الاقتصادية على المنطقة”.

والجدير بالذكر قامت مؤسسة الزراعة والثروة الحيوانية خلال الموسم الزراعي 2017 – 2018 بتوزيع البذار والسماد والمازوت على الفلاحين.