وافدات كري سبي، سري كانيه… لا سلام في احتلال تركيا لبلادنا.

روناهي/الرقة- بعد خروجهم من منازلهم خوفًا من آلة القتل الممنهج التي تتمثل بمرتزقة الاحتلال التركي يعاني وافدو كري سبي وسري كانيه من متاعب صاحبتهم في رحلتهم الشاقة للوصول إلى الرقة.
وبعد وصولهم إلى وجهتهم دخلوا في معركة مع الظروف المناخية، والمعيشية فالأطفال، انقطعوا عن دراستهم، ومن كان يعمل في أرضه فارقها عنوةً، أما النساء اشتقن للحي الذي كُنْ يسكنَّ فيه، بالإضافة للبرد الذي لا يطاق ليلاً كل تلك العوامل قد اجتمعت ضدهم.
في هذا قالت مريم الخليف، وهي من أهالي سري كانيه: “لقد تركنا منازلنا، وكل ممتلكاتنا خلفنا، وهي الآن في مصير مجهول فالمرتزقة لن يتوانوا في تخريبها، وسرقتها”.
تنهَّدت مريم، وتابعت: “هذا ما حصل في عفرين عند ما اجتاحها جيش الاحتلال ومرتزقتها، والفصائل الموالية لها”.
واستطردت مريم بالحديث عن آمالها التي لن تتحقق في القريب العاجل بالقول “نريد العودة إلى ديارنا اليوم قبل الغد، لكن في ظل الظروف الراهنة يصعب علينا ذلك فإن لم تتواجد قوى تضبط الفوضى التي سببها المسلحون المدعومون تركيًا لا يسعنا العيش بأمان البتَّة”.
تُكمل زليخة حاج مصطفى القادمة من تل أبيض الحديث عن همجية الاحتلال قائلةً: “انهمرت القذائف في محيط القرية من ثم بدأت طائرات الاحتلال التركي بالتحليق منخفضة هذا ما زرع الذعر في قلوب الأطفال مما اضطرنا للخروج”.
تابعت حديثها بحرقة: “نفترش الأرض ها هنا بعيداً عن بيوتنا، ولا يوجد غطاء نلتحفه ليلاً فالبرد يشتد رويدًا رويدا فنحن مقبلون على فصل الشتاء، ولابد من توفير الأمتعة الشتوية لنا من ملائات، وثياب تقينا من البرد”.
كما اختتمت الحديث بمناشدةٍ قاطعتها رجفة شفتيها، وأنفاسها المتقطعة: “يشتد البرد ليلاً مما يسبب السعال للأطفال، والشيوخ اللذين يلبثون معنا لذا نحن بأمس الحاجة لما يقينا البرد، وحبذا لو تتوفر المساعدات الطبية كمسكنات الآلام، وخافض الحرارة، وشراب السعال، فكما يبدو سنبقى على هذا الحال حتى يقف العالم وقفة صدق مع السوريين، وهذا يتطلب معجزة فطوال سنين الأزمة لم نرى، أو نسمع إلَّا الشعارات بما يخص أوضاع السوريين”.
صالح العيسى.